السياسة السودانية

الدعم السريع خسر ملايين الدولارات صرفت لصناعة صورة ذهنية عنه بأنه جيش منظم موحد القيادة

[ad_1]

مؤشرات موضوعية 2
*الانهاك والاستنزاف والعمليات النوعية والنقاط الحاكمة هي ما ستظل تسمعه من مصطلحات في الفترة القادمة (والتي لن تطول). سنكتب عن كل واحدة من هذه المصطلحات في محاولة لشرح مجريات المعركة العسكرية.

الحلقة الثانية الاستنزاف:
يسود جبهة المعركة هدوء منذ عدة أيام واختفت أخبار الهجوم على معسكرات الجيش. واحدة من الأسباب قطعا هي الجريمة المروعة التي يتم ارتكابها في الجنينة والتي أحدثت صدمة في جميع مناطق السودان خصوصا بعد أن قام الدعم السريع باعتقال الوالي خميس أبكر واغتياله وهو بين أيديهم بدم بارد والتمثيل بجثته. خسر الدعم السريع ملايين الدولارات صرفت لصناعة صورة ذهنية عنه بأنه جيش منظم موحد القيادة والسيطرة ووصلت سمعته وكل رصيده السياسي الذي بناه في الفترة الماضية إلى الحضيض وصار من التندر والفكاهة مجرد الحديث من قبل مستشاريه عن دعم الديمقراطية والانتقال السياسي.

منذ اللحظة الأولى في 15 أبريل 2023م ومحمد حمدان دقلو يقود جنوده بنفسه لإلقاء القبض على البرهان في بيت الضيافة وموجات الهجوم المتتابعة التي تقوم بها أكثر من ستين عربة في الموجة الواحدة للهجوم على القوات المسلحة انتقل الدعم السريع عبر مراحل من التكتيكات الخاطئة إلى مجموعات تلبس الزي المدني وتركب سيارات مدنية منهوبة من المواطنين وتحمل أسلحة عادية متوسطة النيران وفقدت كل ميزاتها كقوات (دعم) و (سريع). قوة تقدر بمائة وعشرة ألف مقاتل جيدة المظهر حسنة التدريب بقوة نيران عالية دفع بها محمد حمدان دقلو وإخوانه ومستشاريه إلى محرقة بسبب الغفلة وسوء التقدير.

تكمن قوة الدعم السريع في عقيدة (الفزع) والتي تعني بلغة المصطلح العسكري (الحشد وخفة الحركة وسرعة المناورة) وكذلك في قوة النيران الضاربة التي يتميز بها عن كل القوات المساندة التي تم تكوينها طوال تاريخنا الحديث كقوة اسناد للجيش. ويتضمن التشكيل لقوات الدعم السريع مجموعة من الأسلحة متعددة الاستخدامات ولكن عند استخدامها في المعركة المباشرة تحدث خسائر في قوات المشاة تؤدي لتعطيل قدرتها وشلها تماما.

أول هذه المنظومات في تشكيل التسليح للدعم السريع هي (النظام المدفعي المضاد للطائرات عيار 23 مم الرباعي ZSU-23-4) وكذلك (المدفع المضاد للطائرات ZPU-1-2-4) ويستخدم منه الدعم السريع المدفع الثنائي بالإضافة إلى (قاذفة الصواريخ المتعددة كاتيوشا 12 أو 14 ماسورة) ومدفع الدوشكا عيار 12.7 ومدافع 105 و106 التي تطلق قذائف مضادة للدروع وأيضا شديدة الانفجار. تحمل جميع هذه المدافع على عربات الدفع الرباعي ويصل مدى أقل واحدة منها لمسافة سبعة كيلومترات.

في اللحظة الأولى من صباح 15 أبريل 2023م والتي طارت فيها أول طائرة سوخوي من قاعدة وادي سيدنا العسكرية اكتشف الدعم السريع أنه وللمرة الأولى منذ انشائه يقاتل مكشوف الظهر ودون سند جوي. كان ذلك امتحانا حقيقيا لقوة تفخر بأنها لم تذق الهزيمة من قبل وكان الفشل في تحييد الطيران عبر مغامرة احتلال مطار مروي الفاشلة والخسارة الهائلة للدعم السريع لمعسكر (سركاب) الذي كان مجهزا لقيادة معركة الخرطوم واحتلال القاعدة الجوية في وادي سيدنا أثره البالغ في السقوط وافشال كل الأهداف السياسية والعسكرية للدعم السريع، يضاف إليها جسارة خمسة وثلاثين شهيد من الحرس الجمهوري مع إخوانهم من الضباط والعسكر الذين تصدوا كالأسود لقائد الدعم السريع وهو يقود هجومه الأول والفاشل على القيادة وبيت الضيافة.

الذي حول هذه القوة الضاربة المدمرة المميتة إلى أشلاء عربات وحطام مدافع مبعثرة في صحاري كردفان وشوارع الخرطوم هو الاستراتيجية العسكرية الراسخة للجيش السوداني التي امتصت الصدمة الأولى وبدأت في استغلال النجاح عبر سلم أولويات يقوم على (استباق العمق) للدعم السريع وقطع خطوط إمداده ثم ضرب معسكرات الدعم الثابتة في الخرطوم وتوسيع دوائر التأمين حول المناطق العسكرية وبداية الحشد المضاد. لكن أهم استراتيجية اتبعها الجيش خلال هذه الفترة هو استراتيجية الاستنزاف.

(طال المقال لذا سنكتفي بهذا القدر من هذه الحلقة ونفصل استراتيجية الاستنزاف ونتائجها في الحلقة القادمة).
أسامة عيدروس
16 يونيو 2023م
اسامة عيدروس

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى