السياسة السودانية

(رحلة حب من قصر في المهندسين إلى بيت الطين) الحلقة الرابعة عشر

[ad_1]

رواية.. (رحلة حب من قصر في المهندسين إلى بيت الطين) للكاتب ياسين الشيخ
هي ليست قصة حب تحكى بل هي أسطورة يجب أن تُدرس، وقطعا هي أفضل من روايات قيس وليلى وروميو وجوليت وغيرها من روايات الحب الشهيرة، لأن قصتنا اكتملت بزواج كان يحتاج إلى معجزة حتى يكتمل وتحققت المعجزة..
الحلقة الرابعة عشر (أول ليلة لأميرة في بيت الطين بعيدا عن قصرها في المهندسين)..
اخيرا اكتمل الزواج المعجزة بكل ما تحمل الكلمة من معنى وها هو بخاري يصطحب أميرة ويمسكها من يدها تحت أنظار الجميع دون خوف أو قلق ليتوتجه بها صوب إحدى الفنادق العادية بالخرطوم ليقضيا فيه يومين ويتوجهان بعدها لثغر السودان مدينة بورتسودان لتكملة شهر العسل..
في أول أيام شهر العسل كانت أميرة تحاول إقناع بخاري بالتنازل عن قراره بالسكن معه بعيدا عن والديها، بخاري كان منزعجا من محاولات أميرة رغم اتخاذ القرار واقتناع كل الأطراف به بعد مفاوضات مارثونية قادتها أميرة الأميرة والتي رغم ذلك تحاول إثناء بخاري عن قراره عسى ولعل تتبدل قناعاته، العريس لم يريد قهر عروسته في أول ليالي العسل فأخذ يشرح لها الموقف والأسباب التي دفعته لاتخاذ هذا القرار..
بخاري كان يقول لأميرة انه سيكون في قمة الحرج عندما يعود للقصر وهو يحمل معه طماطم وسلطة بجنيهين ومعهم بعض الرغيفات لأنه لا يستطيع مجاراة والدها في الصرف اليومي، إضافة للضغط النفسي الذي سيعانيه، وبالمقابل في منزل الطين المتواضع الذي يعيش فيه، يستطيع الصرف بالطريقة التي تريحه وب(عين قوية) دون حساب الفوارق فهو رب البيت والمسؤول عنها وعن والدته، إضافة إلى أنه سيعيش مرتاح البال بعيد عن الضغوط النفسية..
أميرة الحكيمة بدأت رويدا رويدا تقتنع بأفكار بخاري وارادت أن تكون هي التضحية كما جرت العادة دون ضجر أو غضب أو زعل أو اشتراطات أو تلميحات بالامتنان عليه وتذكيره بتضحياتها السابقة، أميرة ضحت وقبلت بكل أريحية قرار بخاري، بل وزادت على ذلك بتأكيدها له بأن حديثه عين العقل لأنه سيكون مرفوع الرأس عند اهلها وسيتجنب المقارنات والنظرات الدونية التي قد تلاحقه من بعض أقاربها..
أميرة ختمت النقاش الجميل مع زوجها بتذكيره بمقولتها الشهيرة التي أطلقتها سابقاً (يا بخاري انا مستعدة اعيش معاك في أي مكان حتى لو في ضل شجرة المهم نكون مع بعض) ثم ختمت ضاحكة (وبيتكم وغرفتك تحديدا أجمل من ضل الشجرة الف مرة طبعاً) وقبل أن يحضنها بخاري ليشكرها على مواقفها النبيلة معه قالت له (تعرف يا بخاري انا حاسه انو بيتكم ح يكون احلى واجمل من بيتنا رغم الفوارق لأنك هنا انت معاي لكن في بيتنا انت كنت بعيد مني) وواصلت (والشي الأهم انو بكون مرتاحة شديد في بيتكم طالما انت بتكون سعيد وطالما انت وامك بتحبوني شديد) لم يستطيع بخاري الرد واحس ان “العبره” قد خنقته بسبب كلام أميرة ودعمها المدهش، كما احس انه دموعه ستنفجر إذا نطقت أميرة بأي حرف جديد..
غادر العرسان صوب بورتسودان وهناك ازداد تعلق أميرة ببخاري الذي أصبح يرغب في إسعاد عروسته بأي شيء يمكن أن يجعلها سعيدة وتجلت رومانسيته في أنه اقسم على أميرة بإعفائها عن أي خدمة طوال فترة شهر العسل، حيث أصبح يسبقها على المطبخ ويعد لها شاي الصباح قبل أن تستيقظ، كان يحملها بين يديه ويدللها كأنها طفلته الوحيدة ظنا منه أن سيرد لها الجميل لكنه لا يعلم أنه لو وقف في خدمتها طوال العمر فلن يوفيها حقها ومستحقها ولن تعادل خدمته لها نصف التنازلات التي قدمتها من أجله..
واظب بخاري على خدمة أميرة طوال رحلة شهر العسل فأصبح هو الذي يعد الطعام ويأتي به جاهزا لعروسته، حتى الغسيل والمكوة تكفل بهما وهو سعيد بما يفعله ولكن سعادة أميرة وهي تشاهد بخاري يقف على خدمتها وراحتها، أرادت أن تخفف عليه لكنه ذكرها بالقسم والطلاق الذي حلفه، قبلت أميرة وهي تبتسم لكن طلب منه أن يعاهدها بأن لا ينطق كلمة الطلاق مجدداً فوافق..
عاد العروسين من شهر العسل ولكن أميرة طلبت من بخاري وترجته بأن يذهبا لمنازل والدها اولا ومن ثم يتوجهان لمنزلهم بالثورة، وافق بخاري وعندما وصلا كان الذبائح في انتظارهم، قضى العرسان اليوم الأول كله بمنزل العروس ثم توجهوا في اليوم الثاني لمنزل العريس، وهناك كان استقبال من نوع آخر فيه بساطة ومحنة أهل بخاري وجيرانه الذين استقبلوهم بالدلوكة والموسيقى، حيث تكفل شباب الحي بحفل جديد للعرسان بعد أن حرم اولاد الجيران من مشاركة بخاري فرحه بسبب إقامته في منزل العروس..
انتهى اليوم ومر اسبوع وهنا شعرت أميرة بأن احساسها وظنها كان في محله حيث حملها الجميع على أكف الراحة وبالغ بخاري وشقيقته ووالدته في دلال أميرة التي تستحق ذلك وأكثر والسبب تضحياتها لابنهم والواضحة للعيان والتي لا ينكرها الا جاحد، في يوم أحست أميرة بزهج وضيق بعد مكالمة جمعتها بوالدتها التي أرادت تحريضها على زوجها وطلبت منها العودة لقصرها وترك المنزل المتواضع الذي تعيش فيه بعد أن زارتها فيه، أميرة حسمتها سريعا وأكدت لها انها مرتاحة للغاية مع بخاري وأهله، بعد أن انتهت المكالمة كان الحزن والتوتر واضح على وجه أميرة، حيث كانت من النوع الذي لا يستطيع أن يداري حزنه، حاول بخاري أن يفهم ماذا حدث لعروسته لكنها تهربت منه ولم تخبره، وعندما ذهبت لتجلس مع والدته وشقيقته الصغيرة بغرفتهم احسوا بحزنها..
والدة بخاري استدعت ابنها على الفور بعد أن رأت الحزن على وجه أميرة فانتهرته واقسمت له بصوت عالي ونبرة حادة (اقسم بالله تزعل أميرة بنتي دي ما عافية ليك لا دنيا ولا آخرة) وواصلت (زي دي بزعلوها ولا بشيلوها في الرأس يا عديم الاحساس) قاطعها بخاري واقسم لها بأنه لم يزعلها ولم يتسبب في غضبها، كذلك أقسمت لها أميرة بأن ابنها برئ من الاتهام وان كل ما في الأمر قلقها على والدها المتوعك قليلا، هنا طلبت والدة بخاري من ابنها اصطحاب زوجته قبل شروق شمس الغد حتى تطمئن على والدها لأن الوقت الآن قد تأخر…
بخاري يتسبب في احراج والد أميرة بعد أن رفض أضخم عرض تم تقديمه له طوال حياته.. لماذا أحرج بخاري صهره وما هو العرض الضخم الذي رفضه؟؟
كل هذا سنعرفه في الحلقة القادمة بإذن الله..
.. كونوا بخير 🖐️🖐️
#ياسين_الشيخ

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى