السياسة السودانية

حكاية أن قائد الجيش يمسك باللجام هذه فرية

[ad_1]

استمعت وقرأت عدداً من المقالات كلها تضع مسؤولية تأخر حسم المعركة مع المليشيا المتمردة على قائد الجيش، وذلك باعتبار أنه يملك القدرة على حسم المعركة، ويستدل هؤلاء على قدرته بأن معسكرات الجيش تزدحم بالمقاتلين وهم في أشد حالات الحماس لقتال العدو ولكنه يتباطأ في اتخاذ القرار، وانتشرت مفردات على شاكلة فك اللجام، والغريب أن هذا الحكي يصدر من أشخاص جربوا القتال ولكن يبدو أن الذاكرة ما عادت مثل ما كانت، غابت عنها ذكريات تلك الأيام، ويصدر كذلك من أشخاص ليس لديهم معرفة بالقتال، ولكنها طبيعة السودانيين طبعاً يستطيع الواحد أن يفتي في أعقد المسائل وأصعبها ولا يرجف له جفن، ولا شك أن طبيعة استسهال الأشياء هذه ستكون وبالاً هذا إن لم تكن أصلاً، وتذكرك هذه الأشياء عموماً بما كان يحدث في تسعينات القرن الماضي في جنوب السودان، كان الالاف من الجنود يحتشدون لقتال العدو وكان الحماس يعلو حتى السماء، ولكن الحقيقة كانت أن الجيش يرتكز في ميل واحد لسنوات، وكان بينه وبين العدو مسافة لا تتجاوز الخمسمائة متر، ومن طرائف تلك الأيام أن جنود العدو كانوا يوقظون المجاهدين لصلاة الصبح من التعود لسنوات على أوضاع لا تتغيير، عموماً أنا هنا لا أقدم تبريراً لتباطؤ الجيش ولا أدافع عن قائد الجيش، ولكن النقطة الجوهرية والتي أريد الدفع بها أن هذه طبيعة الجيش في القتال بغض النظر عن صحتها أو عدم صحتها، وحكاية أن قائد الجيش يمسك باللجام هذه فرية .

علي عثمان

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى