السياسة السودانية

حساسية وضع الحركات المسلحة الزغاوية في جنوب دارفور عموما ونيالا خصوصا – النيلين

[ad_1]

في حرب 15 أكتوبر 2023م …
حساسية وضع الحركات المسلحة الزغاوية في جنوب دارفور عموما ونيالا خصوصا..
القصة باختصار بدأت في 1970م وبسبب الجفاف الشديد في شمال دارفور طلب الرئيس جعفر النميري من ملك الزغاوة تشجيع هجرة واستيطان الزغاوة في جنوب دارفور ، وقد كان ، فقد هاجروا بالآلاف واستقروا في مناطق القيزان وتعتبر مناطق حاكورة الهبانية من أكثر المناطق التي استوطنوا فيها وتعاملت قبيلة الهبانية معهم بالقبول لأن الزغاوة الذين كانوا أبالة غالبا أثبتوا مهارة بالزراعة في وطنهم الجديد والزراعة لم تكن خبراتها موجودة لدى الهبانية كما أن الهبانية من القبائل المعروفة بالتعايش واستيعاب الوافدين ، إضافة لذلك فإن غالبية الزغاوة المهاجرين كانوا من عشيرة الحداحيد المهرة في صهر وصناعة الحديد ولا يستنكفون من الأعمال اليدوية والتي كان ولا يزال احتقارها ثقافة شائعة في دارفور خاصة لدى العرب الرحل.
بقانون الحواكير يعتبر أولئك المهاجرين الزغاوة مستضافين ، وذلك الجيل الأول من المهاجرين الزغاوة استفاد ونجح بل أن ملك الزغاوة تشجيعا لرعاياه على الهجرة ذهب للجنوب وظل هناك لعامين قبل أن يعود لوطنه في الشمال.

جنوب دارفور هو الأوفر مياها وتنتشر فيه أراضي القيزان شبه الرملية وكانت حاكورة الهبانية تمتد حتى المناطق الشرقية من محلية الردوم وجنوب بحر العرب.

هذا كان قبل إنفصال الجنوب طبعا ، والآن فإن دولة جنوب السودان تلاحق ضم مثلث الردوم أو كافيا كنجي أو حفرة النحاس إليها بمسوغات قانونية وردت في إتفاقية حق تقرير المصير.
الموجة الثانية من الجفاف كانت في منتصف الثمانينات 1984م وما بعدها وهذه أتت بمهاجرين زغاوة جدد وقبائل أفريقية أخرى وهؤلاء الجدد عملوا في الغالب أجراء لدى مهاجري السبعينات 1970م.

لاحقا في 2003م ظهرت الحركات المسلحة بخطابات المظلومية وسعت الحركات لإستغلال وتجنيد المقاتلين حيثما وجدت حواضن مجتمعية من الزغاوة أو القبائل الأفريقية ، ولعلك تعلم مساعي حركات الزغاوة في تبني قضية الكنابي في ولاية الجزيرة.
وشنت حركة أركو ميني ميناوي هجمات على مناطق الهبانية وصلت داخل عاصمتهم برام وحيثما كانت هناك قرى بها زغاوة سعت لاستقطابهم.

زعماء القبائل العربية وشيوخ القرى إتخذوا قرارا بطرد الزغاوة من جنوب داروفور وإعادتهم لمناطقهم الأصلية في شمال دارفور ، أمبرو وفوراوية وغيرها.
بالمناسبة فهذا نفس المنطق والمبرر الذي دعا قبائل السلطنة الزرقاء بقيادة المك أبو شوتال لاتخاذ قرار طرد الهوسا في 2022م ، منطق قانون الحاكورة وأن القبيلة المستضافة يجب أن تلتزم بآداب الضيافة.

من هذه الزاوية يمكنك النظر إلى معارك مثل قوز دنقو وغيرها ، ولكن أنى للمهاجرين الزغاوة العودة إلى شمال دارفور وقد إرتبطت أرزاقهم بالوطن الجديد وتضاعفت أعدادهم ، واليوم يشكل هولاء المطرودين من قراهم غالبية النازحين في معسكرات النازحين بجنوب دارفور ، وفي كل مرة تتمسك الحركات المسلحة الزغاوية بحقوق الحواكير التاريخية فهي في الواقع تجرد أهلها من حقوق العودة للأراضي التي جاؤها مستوطنين جدد في 1970م وما بعدها.
حركات الزغاوة المسلحة دمرت حياة أهلهم الزغاوة في جنوب دارفور وأستجلبت عليهم كراهية القبائل ، وفي 2019م سقط نظام الإنقاذ وبرز نجم حميدتي فذهب لجوبا وعقد سلام جوبا ومنح الحركات المسلحة الزغاوية ما لم تكن تعشم به ولا في الأحلام ! لماذا ؟! علمي علمك.
وجاء أركو ميني مناوي حاكما لعموم إقليم دارفور فكان أن رفضت ذلك ولاية جنوب غرب دارفور وأعلنت أنها لا تعترف به فالرجل لا تزال ذكريات جرائم حركته راسخة في أذهانهم.

لهذا فإن موقف الحركات المسلحة الزغاوية في هذه الحرب حساس جدا ، فلو شاركت في القتال مع الجيش فستكون قد نبشت العداوات القديمة مع مجتمعات عرب جنوب دارفور ووفقا لإرهاصات إستعادة دارفور لاستقلالها فهناك نية معلنة بنقل العاصمة إلى نيالا ما يعني القضاء على رمزية الفاشر وتأكيد وجود العاصمة في جغرافيا القبائل العربية وهي من سيكون الحاكم الفعلي لدارفور.

#كمال_حامد 👓

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى