السياسة السودانية

تعليق على ردود الأفعال – النيلين

المنشور الذي كتبته يوم الخميس تحت عنوان ( من داخل المليشيا – تطورات المشهد القادم ) و نشرت فيه معلومات عن خطة المليشيا القادمةأثار ردود أفعال واسعة و تلقفته عدد من المواقع و الوكالات الإعلامية و نال حظاً كبيراً من التعليقات السلبية و الإيجابية ، و تلقيت بسببه عشرات الإتصالات و التساؤلات ، سأحاول في هذا المنشور أن أعلق عليها بإجمال أتمنى ألا يكون مخلا .
أولاً : المنشور كان عبارة معلومات أوردتها ملخصة كما جاءتني لأهميتها دون أن أعلق عليها و دون أن أحلل محتواها و لكني عرضتها على دبلوماسي رفيع و على إثنين من الخبراء في الملف بغرض التأكد و أخذ الرأي ثم قمت بنشرها على صفحتي من باب التوعية و التنبيه .
ثانياً : نية تحالف (المليشيا / قحت) تشكيل حكومة لم يكن أمراً مخفياً فقد أعلنه قادة قحت و أعاده زعيم المليشيا في أحد تسجيلاته ثم كرره بعض ضباطها في تسجيلات منشورة و متداولة على السوشيال ميديا !!
ثالثاً : خطة تفتيت السودان و تقسيمه إلى عدة دول خطة قديمة و معلومة تقف من خلفها الصهيونية العالمية و دول و دوائر غربية و تحدث عنها كثير من الساسة و الخبراء السودانيين و الأجانب بل و نشرت بعض الجهات خريطة للسودان مقسما إلى خمس دول ، و ليس إنفصال الجنوب ببعيد !!
رابعاً : ليس خافياً على أحد بأن تحالف (المليشيا / قحت) ما هو إلا وكيل محلي لتنفيذ أجندة الدول و الجهات الراغبة في تفتيت السودان و تحويله إلى مناطق نفوذ سياسي و اقتصادي لها .
خامساً : وردني سؤال أعتقد أنه الأهم من أحد العسكريين المختصين قال فيه : هل تعتقد أن النموذج الليبي يمكن أن يتكرر في السودان ؟
و سأرد عليه في نقاط محددة و لكني أحيله و كل المتابعين إلى عدة تسجيلات صوتية كنت قد نشرتها سابقاً عقدت فيها مقارنة بين الحالتين السودانية و الليبية ، أما إجابتي المختصرة على سؤاله فهي :
– البلدان السودان و ليبيا يمثلان مناطق تنافس و تصارع نفوذ قديماً و حديثاً لما تتمتعان به من موقع إستراتيجي و ثروات طبيعية هائلة .
– البلدان مصنفان ضمن قائمة الدول العربية التي تمثل تهديداً لأمن دولة الكيان المحتل .
– الجهات التي دعمت تمرد الجنرال خليفة حفتر في ليبيا و دفعته للإستيلاء على السلطة بالقوة و عندما فشل مشروعه دفعته لتشكيل حكومة في شرق ليبيا هي ذات الجهات التي شجعت و مولت و دعمت تمرد مليشيا الدعم السريع بغرض الإستيلاء على السلطة بالقوة و عندما فشلت تقوم بدفعها الآن لتكرار النموذج الليبي في السودان !!
– في شرق ليبيا وجدت حاضنة إجتماعية داعمة و مناصرة للجنرال خليفة حفتر و قواته ، و في غرب السودان توجد حواضن إجتماعية داعمة و مناصرة لحميدتي و مليشياته !!
– في ليبيا تآمرت بعض دول الجوار على الحكومة الشرعية و دعمت حفتر و حكومته و في السودان توجد دول جوار متآمرة و داعمة للمليشيا المتمردة !!
– نموذج تشكيل عدة حكومات متنازعة و متصارعة نجح فى اليمن ، سوريا ، ليبيا ، لذلك يمكن تكراره في السودان الذي تتوفر فيه ذات الظروف و المعطيات حسب تقديرات الدول و الجهات الداعمة لتمرد المليشيا !!
– حفتر و أعوانه إدعوا أنهم يحاربون الإرهاب و التطرف في ليبيا ليكسبوا دعم و تأييد العالم الخارجي ، و حميدتي و أعوانه إدعوا أنهم يحاربون النظام السابق و أنصاره من الإسلاميين المتطرفين الذين يعيقون التحول الديمقراطي و ذلك لأجل كسب دعم و تأييد الدول الغربية !!
المعطيات و الحقائق أعلاه تشير إلى إمكانية تكرار و استنساخ النموذج الليبي في السودان لأن المخطط واحد و الغاية واحدة ، و لن يمنع ذلك إلا رحمة الله و فضله و من ثم المزيد من الوعي و الصمود و وحدة الصف الداخلي و صلابة و بسالة قواتنا المسلحة .
( و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين )
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
20 أكتوبر 2023


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى