السياسة السودانية

بعد تنامي الدور المصري… الجامعة العربية تتهيأ لجمع «البرهان وحميدتي»

[ad_1]

القاهرة 15 مارس 2024- رفعت زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للجيش الى القاهرة قبل نحو أسبوعين من فرص إحدى أكبر الجارات نفوذًا على الخرطوم للعب دور مفصلي في إنهاء الحرب السودانية التي توشك على اكمال عامها الأول.

وبعد البرهان وصل رئيس الحكومة السابق، عبد الله حمدوك، مطلع هذا الاسبوع الى القاهرة مترئسا وفداً لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) طلب خلالها من القيادة المصرية جمع قائدي الجيش والدعم السريع ولقى موافقة فورية.

القاهرة ترتب لجمع «الجنرالين»

أكد مصدر مصري مطلع في الجامعة العربية لسودان تربيون أن فرصة حقيقية لإنهاء الحرب تلوح في الأفق على أساس إحياء لقاء (الجنرالين) ليكون مفتاحًا لبداية الحل الذي تعثر في السابق لتقاطع الأجندة داخل السودان وفي الإقليم.

وقال المصدر إنه أحيط علمًا بموافقة مصرية من حيث المبدأ، لأن تلعب القاهرة دورًا في الجمع بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وتابع “يمكنني التأكيد أن القاهرة رحبت بذلك وشرعت عمليًا في بحث الصيغة المناسبة والأجندة والغطاء اللازم لنجاح هذا اللقاء إن كان ذلك ضمن مؤسسات الدولة المصرية أو مع السعودية لضمان ديمومة الحل ليصب في إطار ما تم التوافق عليه في جدة”.

وكان رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك أعلن في ختام زيارته للقاهرة أنه ناقش مع القيادة المصرية إمكانية حث (البرهان وحميدتي) على اللقاء في القاهرة من أجل إيقاف الحرب.

تصريحات حمدوك طرق عليها المصدر المطلع بالجامعة العربية، قائلا “من المرجح أن يكون اللقاء تحت مظلة الجامعة العربية بدعم مصري كامل لإعطاء زخم أكبر للقاء على غرار النجاح الذي حققه التنسيق الذي قاد إلى الجمع بين الرئاسات الليبية الثلاث برعاية من الجامعة العربية والذي وجد دعما سعوديًا – مصريًا كاملًا وهو ما يمكن البناء عليه في الحالة السودانية”.

وفي أعقاب لقائه عبد الله حمدوك أكد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد ابو الغيط، استعداده لاستضافة كافة الأطراف السودانية المتحاربة، مشيراً إلى أن الأزمة السودانية لها أولوية كبرى لدى الجامعة العربية.

تنسيق مع السعودية

قالت مصادر الجامعة العربية إنه يوجد تنسيق عال بين السعودية ومصر بشأن الملف السوداني جرى التعبير عنه في بيان اللجنة الوزارية المشتركة بين وزارتي الخارجية في البلدين والذي دعا في يناير الماضي إلى “العمل لوقف فوري لإطلاق النار في السودان”.

وأضافت المصادر أنه “في حالة تبلور الصيغة المصرية للجمع ما بين قائد الجيش والدعم السريع للقاء في القاهرة لتكون تحت مظلة الجامعة العربية وموافقة القيادة السودانية عليها وكذلك الدعم السريع وبالضرورة سيكون الشركاء من السعودية والولايات المتحدة وغيرهم على اطلاع بالتفاصيل كما سيكون هناك الكثير من اللقاءات التحضيرية”.

وتابعت “ربما نشهد عودة حمدوك مرة أخرى خلال شهر رمضان الحالي ومسؤولين في مجلس السيادة السوداني قبيل طرح الصيغة المصرية في شكلها النهائي ودعوة البرهان وحميدتي”.

وكان مجلس الأمن الدولي دعا في قراره الأخير الأسبوع الماضي الجيش السوداني والدعم السريع إلى “وقف عدائيات خلال شهر رمضان”.

وإن كانت كل الشواهد تشير إلى وجود تنسيق إقليمي ودولي يمكن أن يجعل حظوظ مصر والجامعة العربية كبيرة في فتح الطريق لإنهاء الحرب الضروس التي تدور في السودان للشهر الحادي عشر علة التوالي، لكن تظل المتغيرات على الأرض من خلال المعارك الجارية هي البوصلة التي ستشير للاتجاه الحقيقي لجهود إنهاء الأزمة أو استمرارها.

رؤية مناوي

يتكهن حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي  في حديثه لسودان تربيون بفشل لقاء البرهان وحميدتي،ويعزز  ذلك بالتنويه الى ان اللقاء كان مطروحًا في ديسمبر الماضي، لكنه لم يتم لأن الدعم السريع كان منتشيا بالدخول لولاية الجزيرة. مضيفًا ” الآن الجيش متقدم جدًا ويحقق انتصارات في أم درمان وغيرها.. أخشى أن يتكرر ما حدث في ديسمبر- في اشارة لتجاهل البرهان اللقاء بالنظر للتقدم الميداني-

وكان البرهان وافق في ديسمبر الماضي على لقاء حميدتي في جيبوتي تحت مظلة منظمة الإيقاد، لكن الأخير اعتذر لأسباب وصفت بالفنية. ومع ذلك، قام حميدتي بجولة إفريقية انتهت بمشاركته على هامش قمة الإيقاد الأخيرة.

تقاطع الاجندة
وتتزايد المخاوف من تقاطع الأجندة العربية – العربية، أو العربية – الإفريقية، بما يؤدي لعرقلة الجهود المصرية وتلك المبذولة من الجامعة العربية، خاصة بعد بروز دور سلبي للإمارات واتهامها بدعم حميدتي ومقاتليه.

وبحسب مراقبين في القاهرة فان العلاقات المصرية – الإماراتية تشهد تفاهمًا كبيرًا في عدد من الملفات عامة خاصة بعد توقيع اتفاق بين البلدين مؤخرا منح أبو ظبي حق امتياز تطوير منطقة “رأس الحكمة” على البحر الأبيض المتوسط برأس مال بلغ 35 دولار. ويعد هذا الاتفاق الاستثمار الأضخم من الناحية الاقتصادية، ولكنه يشمل أيضًا، توافقات من الناحية السياسية، بينها ملف السودان.

تجدر الاشارة الى ان الانباء التي راجت عن محادثات سرية تمت بين قيادة الجيش السوداني وقيادة الدعم السريع في العاصمة البحرينية المنامة والتي نتجت عن جهود مصرية، تحدثت عن مشاركة الامارات كطرف في المحادثات الى جانب مصر والسعودية والولايات المتحدة، وهي المشاركة الاولى للقاهرة وابوظبي بشكل مباشر لإنهاء الحرب في السودان.

شروط الجيش

كشف عضو بارز في وفد الجيش السوداني لمحادثات جدة في حديث لسودان تربيون عن رفضهم لضغوط أمريكية لضم الإمارات إلى منبر جدة. وقال “نرى من الصعب أن تكون الإمارات جزءًا من الوساطة الحالية التي نفضلها أن تستمر سعودية – أمريكية. لكن إذا أظهرت أبو ظبي وقف دعمها للتمرد بشكل واضح للعيان وساهمت بشكل فعلي وعملي في تهيئة الأجواء للوصول إلى الحل وفق ما طرحناه في جدة، بالتأكيد سينظر في طبيعة دورها في الوساطة.

دور واشنطن
تحاول الولايات المتحدة أن تسهم في حل الازمة السودانية، حيث ينتظر أن يصل القاهرة المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، توم بيرلو، في غضون اليومين المقبلين ضمن جولة أعلنت عنها الخارجية الأمريكية بدأت الأحد الماضي وشملت أوغندا، كينيا وإثيوبيا التي التقى فيها بيرلو الأربعاء، قيادات من تنسيقية تقدم.

وتشمل زيارة المبعوث الخاص الأمريكي بعد القاهرة كل من الرياض وابوظبي بغرض توحيد الجهود الاقليمية والدولية لإنهاء الازمة والوصول لوقف عدائيات يسمح بإدخال المساعدات الانسانية للمتضررين على اساس العودة الى منبر جدة.
وكان مجلس الوزراء السعودي جدد، الثلاثاء، دعوته للأطراف السودانية للالتزام بمخرجات محادثات جدة “الرامية إلى تحقيق مصلحة الشعب السوداني من خلال الإسراع في الاتفاق حول مشروع وقف الأعمال العدائية وحل الأزمة عبر الحوار السياسي”.

[ad_2]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى