السياسة السودانية

بعد تقرير مؤشر الإرهاب العالمي .. القارة السمراء (ميدان النفوذ الجهادي ) القادم

[ad_1]

خاص : سودان تربيون

منذ معركة كسر العظم التي بدأها التحالف الدولي للحرب على الإرهاب بتكثيف الهجمات والحملات العسكرية على مخابئ الجماعات المتطرفة في القارة الآسيوية خاصة أفغانستان ، سوريا والعراق بدأت هذه المنظمات «القاعدة وداعش» البحث عن أماكن بديلة خارج القارة الآسيوية المعروفة بحدودها الجغرافية الضيقة.

واتجهت أنظار الجماعات الإرهابية إلي إفريقيا كما نقلت نشاطها ومركز ثقلها من دول الشرق الأوسط لأفريقيا خاصة البلدان التي تعاني من الاضطرابات الأمنية والحرب الأهلية والنزاعات المسلحة وضعف حكوماتها مستفيدة من حالة الهشاشة لفرض وجودها على الأرض.

ويكشف مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2022 أنَّ ما يقرب من نصف القتلى المنسوبين لداعش على مستوى العالم في عام 2021 كانوا في إفريقيا جنوب الصحراء.

وفي ظل هذه الأوضاع فإن الحيثيات والوقائع ترجح احتمال تزايد العمليات الإرهابية خلال هذه الفترة وفي المستقبل القريب لتكون إفريقيا هي ميدان لنفوذ عالمية الجهاد وتُشكّل جبهة أو وجهة جديدة للإرهاب وبلدانها “أوكار” للإرهابيين حول العالم نظراً لأن القاعدة وداعش ترتكز استراتيجيهما علي بناء أفرع جديدة في إفريقيا عبر خارطة انتشار واسعة النطاق تزيد من احتمالات وقوع مزيد من الأنشطة والأعمال الإرهابية في شرق القارة الإفريقية ووسطها وغربها ومناطق الساحل والصحراء وأفريقيا جنوب الصحراء في ظل الحدود المفتوحة في هذه البلدان وسهولة التسلل وانعدام حركة الرصد والرقابة في المنافذ والمعابر الحدودية الأمر الذي يجعل التهديدات الإرهابية قائمة وراجحة.

دول نفوذ “القاعدة” في افريقيا

ووفقاً لإحصاءات مجلس الأمن الدولي فإنه يوجد قرابة الـ 30 كياناً إرهابياً متمركزاً في إفريقيا مسجلاً في قائمة عقوبات المجلس وهو مؤشر واضح على صلاتها بالجماعات الإرهابية العالمية الكبرى خاصة وأن الجماعات المتطرفة تتجه حالياً لتطوير قدراتها وخططها والحصول على ترسانة عسكرية متقدمة ووضع برنامج لجذب وتجنيد الشباب في إفريقيا الذي يعاني البطالة ويبحث عن مصادر للعيش والرزق وفرص العمل.

ويزيد من احتمالية اتجاه القاعدة وداعش لبناء تشكيلات ونظم عسكرية في بلدان القارة الإفريقية بحثها عن مخابئ آمنة يصعب فيها كشف تحرك قياداتها أو معرفة أماكن وجودهم علي غير ما حدث في آسيا حيث نجحت واشنطن في الوصول إلي مقرات قادة كل من القاعدة وداعش واستطاعت استهداف زعيم القاعدة ومؤسسها أسامة بن لادن في مايو 2011 في باكستان ثم اغتيال زعيم داعش أبو بكر البغدادي في شمال سوريا في أكتوبر 2019 وخليفته أبو إبراهيم القرشي الهاشمي “عبد الله غرداش” في فبراير 2022 ثم عملية القبض علي قائدها الجديد أبو الحسن الهاشمي القرشي في تركيا في مايو 2022 وأخيرا مقتل أمير القاعدة أيمن الظواهري في أفغانستان خلال أغسطس الجاري.

وبحسب ما أبرزه تقرير المؤشر العالمي للإرهاب فإن العديد من التنظيمات الإرهابية تهدد بلدان أفريقيا من بينها ” القاعدة في المغرب الإسلامي” و “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” في غرب إفريقيا و “بوكو حرام” في نيجيريا و”داعش في وسط وشرق القارة” بالإضافة إلي “حركة شباب المجاهدين الصومالية”.

ومما يزيد حالة التسخين معركة النفوذ وحدة التنافس بين القاعدة وداعش الذي يؤدي لاتساع رقعة الإرهاب ،حيث كشف تقرير المؤشر إحصاءات تحدثت عن أن الـ 26 دولة الأولي في مؤشر الإرهاب منها 12 دولة إفريقية خلافاً للسابق حيث كانت بلدان الشرق الأوسط تتصدر قائمة مؤشر الإرهاب.

وجاءت الصومال رقم 3 بواقع 398 حادث إرهابي وبلغ عدد القتلى 599 شخصا و 478 جريحا و 14 من الرهائن.

واحتلت بوركينافاسو المرتبة الرابعة الأكثر تضرراً من العمليات الإرهابية حيث سجلت 216 حادثا  خلف 732 قتيل و231 من الجرحى وبلغ عدد الرهائن الأجانب 33 رهينة.

واحتلت نيجيريا المركز السادس تليها مباشرة مالي فالنيجر وجاءت الكاميرون في المرتبة الـ 11 وموزمبيق رقم 13 ومصر رقم 15 والكنغو الديمقراطية في المركز الـ 17 تلتها تشاد التي جاءت في المرتبة رقم 19 ثم كينيا التي احتلت المركز الـ ،20 وليبيا في المركز رقم 26.

كما أوضح مؤشر الإرهاب أن هناك أعمالاً إرهابية متفرقة حدثت في كل من “تنزانيا ، تونس ، الجزائر  ، ساحل العاج ، بورندي ، يوغندا  ، إثيوبيا ، بنين ، السنغال ، رواندا ، توغو ، جنوب إفريقيا ، المغرب”.

ومن خلال التقرير يتأكد أن القارة السمراء مرشحة لأن تكون القارة البديل للإرهاب و “مستقبل الخلافة” مما يعني أن نصف بلدان القارة الإفريقية تعاني بشكل مباشر من نشاط الجماعة المتطرفة ومن المفارقات أن مؤشر الإرهاب العالمي لم يورد في قوائمه اسم السودان الذي خلا تماماً من وقوع أي عمليات إرهابية خلال العام 2021 ليخرج السودان من قائمة الدول الأكثر تضرراً من العمليات الإرهابية.

[ad_2]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى