السياسة السودانية

انور الباهي: العلاج هو أن يتولى الجيش إدارة حوار جاد ومسؤول مع من تبقى من الدعم السريع

[ad_1]

الموقف الأخلاقي والوطني من الحرب !!
بالأمس عملنا استفتاء مصغر بهذه الصفحة لتحديد الموقف من :
وقف الحرب
أو استمرار الحرب

كل قال رأيه وعضده بمبرراته فمثلاً:
المساندين للحرب يعتقدون أن هذه الحرب قامت من أجل القضاء على الدعم السريع كقوة موازية للجيش أنشأت بغرض مساندته ثم تمردت عليه في الخامس عشر من ابريل 2023م بعد مناوشات وملاسنات واحتكاكات سبقت وقوعها قبل مدة طويلة وبعد سلسلة جرائم موثقة ارتكبها الدعم السريع في دارفور وغيرها !

يرى أصحاب إستمرار الحرب أن الدعم السريع بعد تمرده وجرائمه التي ارتكبها في حق الشعب من قتل ونهب وسلب واحتلال بيوت الناس وخطف النساء واستجلابه للمرتزقة من الطوارق وعرب النيجر وتشاد ومالي وليبيا لتعوث خراباً بالوطن لم يترك أي مساحة للحوار معه وان الحرب معه أصبحت مصيرية حتى لو يفنى الشعب ويفنى الوطن .
الى هنا انتهى الرأي الأول المساند لاستمرار الحرب .

الطرف الآخر الذي يدعو لوقف الحرب ساق مبرراته في أن هذه الحرب حرب عبثية استنزافية ومسألة حسمها بقوة السلاح يأخذ وقتاً طويلاً ليس بمقدور الشعب والوطن تحمل كلتفها العالية أخذا في الاعتبار انه في اخر المطاف سيجلس الطرفين لوقفها بالتفاوض سواء مرغبين في ذلك أو مكرهين ومستدلين أيضاً بأن جميع الحروب السابقة لم تحسم بقوة السلاح وعدد الجنود وأمثلة حرب الجنوب ودارفور والشرق حاضرة في ذلك ولذلك يرى هؤلاء أن وقفها اليوم يقلل الخسائر في الأرواح والممتلكات ويخفف من معاناة الناس الذين كان يطحنهم الفقر قبل أن تطحنهم الحرب.

الى هنا لخصنا لكم مبررات موقف الطرفين من هذه الحرب واتمنى أن نكون لخصناه بكل مصداقية دون تحامل على اي من الفريقين .

#من_صاحب_الصفحة:
هذه الصفحة يهمها أمر الوطن والشعب وهي مسخرة لذلك ما استطاعت اليه سبيلا وأنها مع كل موقف يدعم أن يكون بهذه البلاد جيش نظامي واحد قومي مهني مستقل عن كل مايسئ له أو يقدح فيه ككيان لكل أبناء الوطن يحمي أرضهم برا وبحرا ولها في ذلك عشرات المنشورات التي تعضد هذا الموقف..

مع إيماننا المطلق بجيش نظامي واحد وبما أن أي منظومة عبارة عن قوانين ونظم وأسس تسيرها فمن الضروري ولمصلحة الوطن وبعيداً عن نغمة التخوين والاستهداف وغيرها من أدوات الكسب الرخيص دعونا نقول بأن منظومة الجيش محتاجة لتحديث وتطوير تستوعب بداخلها كل الاجسام العسكرية التي تقاتلها وتقف عند مسببات نشؤوها وتضع بكل صرامة من الأعمال والافعال مايسد اي باب لقيام تكتلات عسكرية أخرى.

ودعونا نعترف صراحة بأن الدعم السريع ماكان له أن يخطأ هذا الخطأ العظيم لولا أنه وجد تراخي وخلل كبير في المنظومة الأمنية والعسكرية حتى ظن أنه بقوة عتاده وكثرة جنوده وأمواله ومن خلال اعتماد الدولة عليه في حروب سبقت وماحققه فيها من انتصارات عسكرية اعتقد أنه هو الجيش نفسه !

وعليه ودون مكابرة ودفن للرؤوس في الرمال يجب التعامل معه باعتباره قوة عسكرية ذات عدد وعتاد وليس مليشيا محدودة السلاح والجنود وتنحصر في منطقة جغرافية محددة وصغيرة !
حين نتعامل مع الأمور كما هي وبواقعية ونسمي الأشياء كما هي ،هنا يمكننا معرفة الخلل وابتكار الدواء دون أي قفز من مواجهة الحقيقة التي ظاهرة أمام أعيننا.

واول القفز من مواجهة الحقيقة يتمثل في عدم اعترافنا بأن الدولة هي من أنشأت ورعت ودربت ومولت الدعم السريع وأنه تمدد وتضخم وتسلح وأعد ذاته تحت بصر وسمع القيادة العسكرية والأمنية والسياسية في الدولة منذ سنوات!

لم يكن الدعم السريع بحاجة للتمرد فهو الذي كان يحشد جنوده وعرباته ودباباته وكل ادوات الحرب نحو الخرطوم والدولة لم تحرك ساكنا تجاهه بل وأن قيادة الجيش كانت ترى فيه نصيرا لها والمؤتمر الوطني من قبل كان يعتبره حماية له من الجيش والقوى السياسية وكان الجميع يمدحه ويسبح بحمده ويعدد محاسنه حتى قبل يوم من المعركة فانقلبوا عليه كأنهم لم يقولوا عنه بالأمس الا شرا وهذا لعمري هو النفاق السياسي القذر الذي نعاني منه !

بعد كل ذلك يبقى من الغباء أن نقف عند محطة أن الدعم السريع مليشيا قبلية جهوية أسرية ولو كان ذلك صحيحا وهو صحيح ولكنه لم يصبح بتلك الصفات بعد تمرده حتى يبقى ذلك مبرر للحرب معه وتتعطل مصالح البلاد والعباد في سبيل البحث عن القضاء عليه !!

استفاد الدعم السريع من خطأ الدولة في تجاهل خطره لسنوات طويلة فأخطأ خطأ كلف الدولة والمجتمع مالاطاقة لهم به !

هنا وجب الاعتراف من الدولة وقيادتها العسكرية والأمنية والسياسية بالخطأ وضرورة معالجته ولكن ليس بنفس الخطأ الذي أدى لتكوينه ثم تقويته حتى تمرده..

العلاج هو أن يتولى الجيش إدارة حوار جاد ومسؤول مع من تبقى من الدعم السريع وبقية التشكيلات العسكرية في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة بغرض التوصل لاتفاق مرضي للوطن يتمثل في دمج تلك القوات وفق النظم المعمول بها في كافة جيوش العالم .
أما الركون لغير ذلك فهو تهرب من دفع استحقاقات السلام ومطلوبات وقف الحرب والصراعات !

أنور الباهي

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى