السياسة السودانية

الطاهر ساتي يكتب: ارتقوا..!! – النيلين

[ad_1]

:: ومن غرائب العام 2023 بالسودان، أجاز مجلس الوزراء الهيكل الوظيفي لمستشفى الخرطوم، ويقول المدير العام للمستشفى د. ساتي حسن ساتي إن إجازة الهيكل الوظيفي – في جلسة مجلس وزراء – تأتي في إطار إعادة تشغيل المستشفى ليصبح قبلة لكل المواطنين السودانيين، هكذا نص الخبر الغريب.. ليبقى السؤال، لماذا مستشفى الخرطوم، وليس مستشفى أمدرمان، نيالا، الأبيض، دنقلا، الفاشر، وغيرها من عواصم ولايات السودان؟، وما علاقة مجلس الوزراء بالهياكل الوظيفية للمستشفيات..؟؟
:: لو كانت هناك دولة مؤسسات، فإن مجلس الوزراء لا يملك سلطات مباشرة على مستشفى الخرطوم، ولا على مشافي السودان الأخرى، بما فيها سلطة الهيكل الوظيفي، فهذه من سلطات وزارة الصحة الاتحادية في حال أن تكون المشافي (قومية)، أو بالتنسيق مع الولايات في حال أن تكون المشافي (ولائية).. وسلطة مجلس الوزراء هي مناقشة وإجازة الخطط والسياسات والميزانيات العامة لقطاع الصحة بالسودان، دون الخوض في التفاصيل التي من شاكلة هيكلة مستشفى الخرطوم..!!
:: إن كان لمجلس الوزراء كل هذا الفراغ من الوقت والجهد، فعليه إلى أن يرتقي إلى مستوى الدولة ويضع – للناس والبلد – خارطة صحية مواكبة لمعايير منظمة الصحة العالمية.. فالنظام الصحي في بلادنا (عشوائي)، والدول من حولنا تعالج مرضاها وتكافح الأوبئة بالأنظمة الصحية (المثالية)، وليس بالعشوائيات واستجداء المنظمات في مواسم الأوبئة.. وعلى سبيل المثال، فإن الخارطة الصحية الحالية تُرغم المواطن على الموت أو تكبد مشاق الرحلة بحثاً عن العلاج في مشافي الخرطوم..!!
:: بالدول ذات الخارطة الصحية المطابقة لمعايير الصحة العالمية، فالأصل في تقديم الخدمة العلاجية يتمثّل في عنصري (الزمن والتدّرج).. أي عند إصابة المواطن بأي طارئ أو عند شعوره بأعراض المرض، فإن أولى محطات رحلة العلاج هي أقرب (مركز صحي).. ولأن عنصر الزمن أهم عناصر العلاج، يتم توزيع المراكز الصحية بحيث يكون طبيب الأسرة قريباً للمواطن.. وبالمركز الصحي، يتم علاج المريض أو تُجرى له الإسعافات الأولية ثم يتم تحويله إلى (مستشفى ثانوي) أو حجر صحي إن كان المرض مُعدياً..!!!
:: وبالمستشفى الثانوي، عبر الاستشاري، يتم العلاج أو يُحوَّل إلى (المستشفى المرجعي).. هكذا مراحِل الخدمات الصحية في الدول ذات النظم الواعية.. فالرهان على الزمن والتدرّج من أبجديات العلاج.. مركز صحي ثم مستشفى ثانوي أو (حجر صحي في حالات الأوبئة)، ثم مستشفى مرجعي.. ولكن في بلادنا، ناهيكم عن الأمراض، بل عند التعرّض لحادِث حركة، فالكل يُفكر في نقل المُصاب إلى مستشفى الخرطوم أو أي مرجعي أخرى، ولو كان على بُعد (100 كلم)، ليصل نازفاً أو ميتاً..!!َ
:: وعليه، على مجلس الوزراء أن يرتقي إلى مستوى تطوير الدولة السودانية وقطاعها الصحي بالخطط والسياسات الشاملة، بدلاً عن عقد جلسة طارئة لمناقشة إمكانية تعيين مدير وخفير بمركز صحي ريفي تمبول..!!

صحيفة اليوم التالي

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى