السياسة السودانية

السودان في 2022.. عام الاحتجاجات ونبذ الإخوان والسعي لـ”سلطة مدنية”


لم يهنأ السودانيون في 2022 بهدوء يحصدون فيه ثمار ثورتهم، على وقع شقاق بين الأطراف، واحتجاجات تطالب بـ”سلطة مدنية” يبدو أنها ستتحقق.

لكن العام تميز باستمرار نبذ جماعة الإخوان الإرهابية والتابعين لها، من يطلق عليهم “الكيزان”، واستبعادهم من المشهدٍ السياسي، ووأد تطلعاتهم للعودة إلى طاولة الوفاق الوطني، باتفاق غالبية الأطراف.

نبذ الإخوان
ودعم القرار باستبعاد جماعة الإخوان الإرهابية التأكيد القاطع من الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، بعدم عودة “الإسلاميين” أو الإخوان مرة ثانية للسلطة في البلاد أو إشراكهم بالعملية السياسية.

وبكلمات تقطع الطريق أمام محاولات الوقيعة بينه وبين المدنيين، أكد الجيش السوداني، أن مهمته هي تأمين الفترة الانتقالية دون تدخل بالسياسة.

التصريحات جاءت على لسان المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني العقيد نبيل عبد الله، تفاعلا مع بيان لـ”قوى الحرية والتغيير”، حول محاولات عناصر النظام البائد الوقيعة بين المدنيين والمؤسسة العسكرية.

المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد نبيل إبراهيم

العقيد نبيل عبد الله، أكد كذلك أنه “من الجيد أن تصحح بعض القوى السياسية مواقفها من القوات المسلحة، التي تتفهم جيدا التحديات التي تجابه البلاد في هذه المرحلة وأخطرها محاولات اتخاذها مطية لتحقيق مآربها في الوصول للسلطة دون تفويض شعبي”.

وأضاف “ليس هناك انقلابيون في صفوفنا”، مشيرا إلى أن “القوات المسلحة تعرف جيدا كيف تحصن أفرادها ضد أي اختراقات، وتتعامل مع التحديات الراهنة بحكمة ودراية تامة بأهداف الفاعلين في الملعب السياسي الحالي”.

وأوضح أن “القوات المسلحة مدرسة قديمة حنكتها التجارب والتقلبات التي مرت بالبلاد وتعرف كيف تتعامل بطريقة مناسبة مع التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية”.

احتجاجات ونزاعات لا تهدأ
ويعيش السودان أزمة سياسية منذ قرارات قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، التي كان أبرزها حل مجلسي الوزراء والسيادة الانتقاليين، وإقالة بعض الولاة وتوقيف مسؤولين وسياسيين وإعلان حالة الطوارئ.

وهي الخطوات التي اعتبرها “تصحيحية” لمسار البلاد، فيما رفضها المكون المدني والذي دعا لاحتجاجات لم تهدأ حدتها حتى اليوم.

وارتفع عدد ضحايا احتجاجات السودان في 2022، بعد أكثر من عام على اندلاعها للمطالبة بعودة الحكم المدني، إلى نحو 120 قتيلاً، وأكثر من 8 آلاف جريح، طبقاً للجنة أطباء السودان.

متظاهر يحمل علم السودان خلال فعالية احتجاجية – أرشيفية

وبحسب بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أوتشا”، فإن “الصراع والعنف أسفر عن نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص بأجزاء من ولايات غرب كردفان والنيل الأزرق في أعقاب موجة من الاشتباكات القبلية”.

وأوقعت النزاعات القبلية منذ بداية العام الحالي وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2022 نحو 829 قتيلا و973 مصابا، مع نزوح أكثر من 265 ألف شخص، بحسب أحدث تقرير أممي.

نحو “سلطة مدنية”
لكن انفراجة ظهرت في الأفق مع نهاية العام وتحديدا مطلع الشهر الجاري عندما وقع رئيس مجلس السيادة السوداني مع قوى الحرية والتغيير السودانية، الاتفاق السياسي الإطاري، بحضور إقليمي ودولي وأممي، لتأسيس سلطة مدنية انتقالية.

ويمهد الاتفاق الطريق نحو تشكيل حكومة مدنية برئاسة رئيس وزراء مدني يتولى السلطة في البلاد لمرحلة انتقالية جديدة تستمر عامين.

إضافة إلى بعض الإصلاحات السياسية والاقتصادية، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ خلال المرحلة المقبلة.

اجتماع سابق للأطراف السودانية

وجاء هذا الاتفاق بعد بضعة أشهر من إعلان رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان أن الجيش سيبتعد عن السياسة ويترك المجال للاتفاق على حكومة مدنية، بدأت مخرجاته ترى النور.

وبعد أيام من توقيع الجيش السوداني والقادة المدنيين الاتفاق الإطاري، دخل الأخير مرحلة جديدة، على طريق التفعيل، أملا في إنهاء الأزمة السياسية المصحوبة بأخرى اقتصادية.

أزمات الجوار
وتشهد الحدود المتنازع عليها بين السودان وإثيوبيا توترات بين الحين ولآخر، وسط تبادل للاتهامات.

وإلى جانب الخلافات الحدودية لا يزال الفشل سيد في التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق على العلاقات بين البلدين.

وفي خطوة على طريق تسوية الخلافات بين السودان وإثيوبيا، أعلنت الخرطوم عن تبادل للأسرى مع أديس أبابا شمل 66 أسيرا (55 جنديا إثيوبيا و11 مواطنا سودانيا) ، في مدينة المتمة الإثيوبية، في أجواء سادها التعاون والتنسيق الإيجابي بين الطرفين.

عملية التبادل وصفها العقيد الركن سليمان أبوحليمة، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السودانية بقيادة الفرقة الثانية مشاة، بأنها “إثبات لحسن نوايا الجيش وحفظ لحقوق الإنسان، وتأكيد على عمق العلاقات التي تربط الشعبين الشقيقين”.

وفيما يخص سد النهضة ورغم الجمود الذي يسيطر على الموقف إلا أن تصريحات إيجابية أصدرتها إثيوبيا مؤخرا، أكدت أنها “لا تزال ملتزمة بالمفاوضات الثلاثية”.

التصريحات جاءت على لسان السفير ملس ألم، المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، الذي أشار إلى أن “المخاوف بشأن السد يمكن حلها عبر تفاوض وحوار، وحلول أفريقية تكون فيها البلدان الثلاثة رابحة”.

سد النهضة الإثيوبي

استشراف المستقبل
ورفع الاتفاق الذي وقعه الجيش مع قوى الحرية والتغيير الذي ينشد الوصول لسلطة مدنية منتخبة، منسوب الأمل لدى الشارع السوداني بحدوث انفراجة قريبة في الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ نحو عام.

وفيما يخص جماعة الإخوان الإرهابية، فإن محللين يرون أن لا مستقبل لها في السودان، وهي الخاسر الأكبر في أي عملية توافقية.

كما أن الحركة الإسلامية السياسية، لا مكان لها في الملعب السياسي مستقبلا، لأنها معزولة بموجب قوانين أقرتها الحكومة الانتقالية، ومقصية بأمر الثورة.

بوابة العين الاخبارية



مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى