السياسة السودانية

السودان: تحذيرات من إعسار المزراعين بعد تدني الإنتاج

القضارف 16 أبريل 2024 ــ أبدى عدد من المزراعين والمنتجين بولاية القضارف شرقي السودان، تخوفهم من مواجهة الإعسار بعد تدني إنتاج المحاصيل وسط تحذيرات من حدوث فجوة غذائية.

وفي 20 مارس المنصرم، قالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” إن إنتاج الحبوب انخفض بنسبة 46%، حيث بلغ الإنتاج 4.1 ملايين السودان بينما تصل حاجة السودان ما بين 5.5 و6 ملايين طن سنويًا.

وقال تاجر المحاصيل ببورصة أسواق القضارف فيصل عبودة، لـ “سودان تربيون”، الثلاثاء؛ إن “إنتاج هذا الموسم تراجع نتيجة لقلة الأمطار ونقص التمويل الزراعي”.

وأشار إلى أن توقف عمليات التصدير وتأثير النزاع القائم على التسويق ترفع من نسبة التجار المعسرين ما ينذر بتراجع المساحات الزراعية.

وأفاد بتوقف ترحيل الحبوب إلى ولاية الخرطوم التي كانت تستهلك أكثر من ثلاث ملايين جوال ذرة تُستخدم في تصنيع الأعلاف وتغذية الدواجن، كما توقف ترحيلها إلى مناطق دارفور وكردفان نظرًا للنزاع وانتشار أعمال النهب والرسوم التي تُفرض على المحاصيل والتجار في الطريق.

وأدى النزاع إلى تعطيل الأنشطة الزراعية في مناطق دارفور وكردفان، ما جعل الإنتاج يتراجع فيها بشدة مقارنة ببقية مناطق السودان الأخرى، وسط مخاوف من تعرض سكانها لمجاعة في الأشهر المقبلة.

وحذر عبودة من تراجع المساحات الزراعية خلال الموسم المقبل في ظل إعسار المزراعين والمنتجين، بعد عجز الدولة عن تسويق المحاصيل والجبايات العالية التي تفرضها وحكومات الولايات على الحبوب.

عقبات إضافية

وأرجع عضو أصحاب العمل بولاية القضارف الأمين عبد اللطيف البدوي، عدم تسويق الحبوب إلى ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية والوقود والمبيدات والتقاوى، علاوة على الرسوم الحكومية المفروضة على المزراعين.

وأكد البدوي، في تصريح لـ “سودان تربيون”، على تراجع المساحات الزراعية ونقص الإنتاج، نتيجة لعدم التزام المصارف بتمويل الموسم الزراعي وتأثر البنك الزراعي بالحرب.

وحذر من إفلاس المزراعين وعدم دخولهم في العمليات الزراعية في الموسم القادم، مما يهدد بنقص حاد في المحصولات الزراعيو النقدية وينذر بفجوة غذائية وشبح مجاعة قادمة.

وتُعد ولاية القضارف من أكثر الولايات إنتاجًا لمحصول السمسم والذرة، حيث أنها تعتمد على الزراعة المطرية التي تبدأ في يونيو من كل عام.

وكشف البدوي عن ارتفاع تسويق محصولي التسالي والسمسم، بينما تراجعت أسعار محصولي الذرة وعباد الشمس نظرًا لتوقف أعمال المعاصر ومصانع الزيوت جراء النزاع القائم خاصة في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة.

وطالب وزارة التجارة بفتح عمليات تصدير المحاصيل للدول المجاورة، خاصة مصر وتشاد وجنوب السودان ومصر.

وعادة ما يصدر السودان معظم إنتاجه من السمسم المرغوب دوليًا، بينما يسمح بتصدير الذرة حال زاد إنتاج عن الحاجة السنوية وقد بلغ إنتاج الذرة في 2023 نحو ثلاث ملايين طن وهو أقل بنسبة 42% عن 2022.

تكدس الحبوب

وكشفت جولة لـ “سودان تربيون”، داخل بورصة أسواق محاصيل القضارف، عن تكدس المحاصيل وسط مخاوف من تلفها حال لم تُسوق.

وبلغت إنتاج محصول الذرة في ولاية القضارف نحو 5.4 مليون جوال، سُوق منه مليوني جوال منذ حصاده حتى مارس الجاري، فيما جرى تسوق 1.3 مليون جوال من السمسم.

وقال عضو اللجنة التسييرية للمزراعين، أحمد بابكر شولة، إن تمويل المزراعين في الموسم السابق انحصر في مناطق محدودة عبر بنك النيل الذي لم يتجاوز تمويله 50%.

وطالب، خلال حديثه لـ “سودان تربيون”، بضرورة إلزام المصارف بتمويل العمليات الزراعية بسعر التركيز وبناء عليه يُخدد سعر الشراء عبر المحصول الاستراتيجي، من أجل حماية المنتج.

وأشار إلى أن نسبة سداد التمويل المزراعين بلغت 84% لدي تمويل بنك النيل.

واستنجد شولة برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بالتدخل لإنقاذ المزراعين بفتح صادر الذرة وإعفاءهم من الرسوم ومدخلات الإنتاج.


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى