السياسة السودانية

الحكاية بالتفاصيل: كلما ضيق الجيش على الدعامة ضيقوا على المواطن

لمن بدت الحرب دي في 15 أبريل
في كمية من الناس سافرت
لكن الناس السافروا ديل بالنسبة للناس القعدت أقلية شديد
بقول الكلام ده لأنو المساجد كانت مليانه و الشوارع كانت متحركة و كتير من الخدمات كانت متوفرة
حتى بعض المطاعم كانت شغالة
الشعب السوداني شعب يتأقلم مع الأوضاع سريعا

خاصة انو أي زول ما عندو بيت و لا سكن في الولايات عارف انو خروجو من الخرطوم جهجه بالنسبة ليهو
عشان كده الناس كانت قاعدة و الحياة كانت متحركة المهم إلا المؤسسات عامة و الاجراءات و الحاجات دي
عادي تمرق بعربيتك من أمدرمان لحدي جبرة و العكس
الناس طبعت مع الدانات و الرصاص و الحاجات دي عادي تكون قاعد و الطلقة تقع جمبك أو تجي فوقك و و الله السودانيين ديل كثير منهم عندهم توكل عجيب يقوليك (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)
بتذكر مرات بكون في اشتباكات قريبة ناس المسجد بشتبكو إلا يصلو بره بسبب قطوعات الكهرباء
إلا يا الله يا الله تقنعهم
صلاة عيد الفطر صلينا بره بإصرار من المصلين و كان في اشتباكات مدورة
ياخ أنا الصلاة و الخطبة كلها عشر دقائق و كنت ملبوش
(و ده ما معناهو نقرهم على ذلك لازم الزول يأخد احترازاتو لكن بوريك الوضع)
ده كان الحال و ما كان عندي نية خروج نهائي و هذا حال الأكثرين في رأيّ في ذلك الوقت
بعد أن كسر جيشنا العظيم شوكة المتمردين و فشلت خططهم في الاستيلاء على السلطة
و دمرت عرباتهم القتالية و غالب أسلحتهم الثقيلة
تحولت الميليشيا إلى عصابات إجرامية مهمتها التسلط على ممتلكات المواطن المسكين
وده تقريبا بعد اليوم العاشر للحرب
أول شيء بدو يقلعو العربات المتحركة من الشوارع
شويه شويه بقو يجو يهددو أصحاب البكاسي فقط
شويه شويه بقو يجو يشيلو البوكس مهما عطلو صاحبو
شويه شويه بقو يشيلو العربات الصغيرة من البيوت
وما كان بشيلو العربات المعطلة
شويه شويه بقو يجو يسحبو العربات المعطلة أيا كانت
ومع تلك الافرازات بقينا نسمع بموضوع الاغتصابات هنا معظم الناس سفرو نسوانهم و أطفالهم و بقوا قاعدين رجال بس
و كلما ضيق عليهم الجيش ضيقوا على المواطن
شويه شويه بقو يداقروا المواطن في أبسط الأشياء
بعد الانتهاء من البنوك و المؤسسات الغنية قبلوا على المواطن بكلو
عادي يوقفوك تلفونك جيبو
تطلع ربيكة
يقوليك الكبير وين
تقوليهو في البيت يشاكلو ليه في البيت
تقوم تقوليهم الكهرباء ما قاطعة وشحن ماف
نشفوا المواطنين تماما
بعدما نشفو المواطنين تماما
بقو بضايقوهم عشان يمرقو
مرة نحن بنصلي بضربو لينا نار في باب المسجد
بلفو في الحلة يضربو نار ساي قلة أدب
بالليل نوم ماف
المطر تنزل يخوفوك بوابل من الرصاص
كل يوم الواسعة ماشى تضييق
و الناس بتتخارج
زمان ما كان بسألوا الناس القاعدين قدام بيوتهم
بقو يجو يذلوك و يمرمطوك قدام بيتك و أحيانا يهددوك يا زول تاني ما نجي نلقاك هنا
أنا بعتقد انو غالب الناس السافرت و فارقت بيوتها فارقتها في المقام الأول بسبب انتهاكات هذه الميليشيات
و ليس بسبب الحرب و اشتباكاتها و أسلحتها
الناس ديل عينهم للقيادة و للمدرعات يجو للمواطنين المساكين يشبكوهم انتو عساكر و ما عارف
حقرو بالمواطنين و ذلوهم ذل شديدة
الناس ديل أسوأ منهم ماف
ياخي المساجد بنسبة 95‎%‎ حولنا كانت اتعطلت بسبب الرمم ديل
عليهم من الله ما يستحقون
و أي زول بدافع ليهم الله يسلطهم عليك
كل ما قلته ده أنا شاهد عيان عليهو ما حكايات و لا نقل

مصطفى ميرغني
مصطفى ميرغني


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى