السياسة السودانية

التاج بشير الجعفري يكتب: وسائل التواصل الإلكتروني والاستغلال الأمثل للوقت!!

[ad_1]

يشتكي معظم الناس من عدم كفاية ساعات الوقت اليومية لإتمام كل ما يرغبون في إنجازه وهو ما يضطرهم لتأجيل وتسويف بعض الأشياء الهامة لأيام وأيام بحجة عدم وجود وقت للإيفاء بها.

الحقيقة أن الوقت المتاح (24 ساعة) في اليوم لم يتغير ولكن الذي تغير هو سلوك الناس في التعامل مع الوقت وعدم توزيعه بشكل صحيح ومفيد في ظل وجود الأجهزة الإلكترونية الذكية مثل الموبايل والكمبيوتر وما تستنزفه تطبيقات التواصل الإلكتروني المرتبطة بها من وقت؛ حيث تستأثر بجل الوقت المتاح دون وعي منا لهذه المسألة الهامة.

هذه الأجهزة الإلكترونية الذكية التي تلازمنا في كل حركاتنا وسكناتنا، خاصة الموبايل، تمنحنا فوائد عظيمة وتسهل علينا ممارسة أنشطة الحياة بشكل أفضل؛ كما أنها ألغت المسافات؛ وأصبح الإتصال مع الأهل والأبناء والأصدقاء والزملاء على مدار اليوم وفي الوقت الذي نريد وبالكيفية التي نحب؛ وتلك هبات عظيمة أسهمت فيها الاكتشافات التكنولوجية لهذه الأجهزة الذكية التي بجانب “خاصية التواصل” تساعدنا أيضاً في إنجاز الأعمال وإجراء العمليات الحسابية المعقدة وإتمام كل ذلك في لمح البصر بالإضافة لإستخدام الخواص التحليلية والرسوم التوضيحية لتبسيط وعرض البيانات بطرق تجعل إمكانية فهمها أسهل وأسرع.

إذاً فوائد التكنلوجيا والأجهزة الإلكترونية الذكية كبيرة ومساهمتها في تحسين جودة الحياة التي نعيشها لا تخطئها العين.
ولكن بالمقابل ومع وجود الإنترنت وكثرة المواقع الإلكترونية التي تقدم الأخبار بكل أنواعها؛ يجد المرء نفسه أسيراً لهذه المواقع الإلكترونية التي يستغرق تصفحها وقتاً ليس بالقليل.
يضاف إلى ذلك الإستخدام المفرط لتطبيقات التواصل الإجتماعي مثل الفيسبوك facebook وإنستغرام Instagram وواتساب WhatsApp؛ والأخير يعتبر الأشهر والأكثر إستخداماً للتواصل بين بني البشر في العالم.
حيث يوفر تطبيق “الواتساب” والتطبيقات الأخرى للمشتركين ميزة إجراء المكالمات الصوتية والدردشة وإجراء الحوارات الثنائية أو من خلال “المجموعات” التي تضم عددا من الأعضاء؛ وإليكم في ما يلي وصف مبسط “للمجموعات” المنتشرة على تطبيق الواتساب مثلاً وطبيعة كل منها:
1) المجموعة العائلية:
تضم أشخاصاً من عائلة واحدة أو عدة عائلات تربطها صلة الرحم أو القرابة وتتميز الحوارات فيها بالهدوء وتنحصر في الأمور العائلية والمناسبات الخاصة مع بعض المواضيع العامة على قلتها.
2) المجموعة المتخصصة:
تتكون من أفراد يجمعهم تخصص في مجال عملي معين؛ وتحكمها لوائح ملزمة تمنع الأعضاء من طرح مواضيع خارج الأهداف التي أنشئت من أجلها “المجموعة” وهي بذلك تمكن أعضاءها من تبادل الآراء والأفكار المفيدة والبناءة والإطلاع على المستجدات والتطورات العلمية والعملية في مجالهم من خلال التنوع المثمر الذي توفره خبرات ومهارات أعضائها من كل بقاع العالم.
3) مجموعة أصدقاء وزملاء الدراسة والعمل السابقين:
تضم عادة أفراداً جمعتهم الدراسة في مرحلة معينة أو أن يكونوا زملاء عمل سابقين في مؤسسة ما؛ هدف هذه “المجموعة” هو أستعراض الذكريات والبقاء على تواصل ومعرفة أخبار الأعضاء.
4) مجموعة المنطقة أو القرية:
تهدف لربط أهل القرية أو المنطقة مع بعضهم البعض؛ وتعمل أيضا على توحيد الجهود وجمع المساهمات المالية من أعضاء “المجموعة” لأجل توفير الخدمات الضرورية (الكهرباء والماء) وصيانة المدارس والمستشفيات وإقامة الإفطارات الجماعية في شهر رمضان ومساعدة المرضى والمحتاجين؛ وقد حققت نجاحاً ملحوظاً في كافة هذه المجالات.
5) مجموعات العمل:
أحياناً في بعض الشركات والمؤسسات يستخدم الموظفون هذه التطبيقات للتواصل وتبادل المعلومات فيما بينهم بغرض إنجاز الأعمال بشكل سريع.
6) المجموعة العامة:
يركز هذا النوع من “مجموعات الواتساب” على النقاشات المتعلقة بالسياسة والشأن العام، إلا أن هذه النقاشات في أغلبها نقاشات مكررة وعقيمة وليست ذات جدوى أو فائدة؛ بل يهدف معظمها للمكايدة وإذكاء الخصومة السياسية بين الأعضاء والتي قد تصل حد العراك اللفظي؛ هذا بالإضافة لدورها السلبي في نشر خطاب الكراهية وبث الأخبار الكاذبة والشائعات من خلال الرسائل التي يتم تداولها بكثافة، لتتصدر بذلك الأنشطة الأكثر إضاعة للوقت على هذه التطبيقات المفيدة.

إن الاستغناء بشكل كلي عن التعامل أو الإشتراك في هذه الأنشطة عبر وسائل التواصل أمر غير ممكن وقد يكون مستحيلا في ظل الإعتماد المتزايد على التكنلوجيا الحديثة في كل مجالات الحياة والعمل على حد سواء؛ ولذلك يجب العمل على ترشيد الوقت المخصص لهذه (المجموعات الإفتراضية) ومحاولة الاستفادة منها في تبادل المعلومات المفيدة مع الآخرين دون أن يصبح الشخص أسيرا لها طوال الوقت.

وإليكم فيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساهم في ترشيد الوقت المخصص للمشاركة والتفاعل في هذه (المجموعات الإفتراضية):
أولاً: تخصيص وقت محدد للمشاركة وقراءة الرسائل في هذه “المجموعات” كأن يكون على فترات متباعدة؛ كل أربع أو خمس ساعات في اليوم.
ثانياً: محاولة تقديم الأفكار والمقترحات لما يطرح من مشاكل والبعد عن النقاشات العقيمة والمكررة والتي لا جدوى منها.
ثالثاً: عدم الاشتراك في أكثر من “مجموعة” إذا كانت تضم غالبية الأعضاء من “مجموعة” أخرى مع إختلاف إسم المجموعة فقط.
رابعاً: الإشتراك في”المجموعات” التي تقدم محتوى معرفي مفيد أو تلك التي تضم متخصصين وخبراء في مجال معين.
خامساً: تخصيص يوم في نهاية الأسبوع للتواصل الشخصي مع العائلة والأهل وممارسة الرياضة وتخصيص وقت للتفكير الملهم والعميق ومحاولة البعد عن هذه “المجموعات” قدر المستطاع.

لا ننسى كذلك أن هذه التطبيقات الحديثة أتاحت الفرصة لكافة الناس أن يكتبوا ويعبروا عما يجول يخواطرهم من أفكار وهي من الميزات الرائعة التي استطعنا من خلالها التعرف على الكثير من الكتابات التي تنشر المعلومة وتساهم في الثقافة وزيادة الوعي المعرفي.

في الختام نقول أن تخصيص زمن محدد وفي اوقات متفاوتة خلال اليوم لتصفح هذه المواقع أمر ضروري لتفادي الانزلاق لدرجة إدمان هذه المواقع وقضاء كل الوقت في تصفحها بلا طائل، بل يكون ذلك على حساب أشياء أخرى أكثر أهمية.🔹

صحيفة الانتباهة

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى