السياسة السودانية

استخدام الذكاء الاصطناعي في الأغنية العربية يخرج عن السيطرة

في “تيك توك” يتداول المغاربة مقطع فيديو للفنانة السورية أصالة وهي تغني “عريس الخيل”، وهي تراث مغربي أصيل. صفّق أحد المعلقين لـ”المجهود الجبار” الذي بذلته أصالة في أداء أغنية مُغرِقَة في المغربية، وتساءل آخرون هل هي فعلاً صاحبة الصوت؟ نعم، هي صاحبة الصوت، لكنها لم تغنِّ “عريس الخيل”.
الأغنية هي من إعداد الذكاء الاصطناعي، الذي دمج بين صوت الفنانة والأغنية المغربية. وعند سماعها لا يمكن ملاحظة مشكلة، تبدو كأن أصالة نفسها قد غنّتها، لكنها ربما لم توافق على استخدام صوتها، ولا أخذت تعويضاً مادياً عن هذا الاستخدام.
وأخرج الذكاء الاصطناعي عفريتاً من قمقمه حين صار بإمكان أي فرد، وببرامج سهلة الاستخدام، طرح أغانٍ بأصوات فنانين معروفين، من دون أن يعرفوا هم أنفسهم بالعمل قبل صدوره. ما فتح الباب أمام مخاوف تتعلق بالاستغلال والاحتيال والكسب غير المشروع وحقوق الفنان.
وتعجّ مواقع التواصل الاجتماعي بأمثلة على تركيب أغانٍ مشهورة بأصوات معروفة لم تؤدّها. أغنية “كثر خيري” جمعت بين إليسا وشيرين وأصالة، وأخرى غنّى فيها عبد الحليم حافظ أغنية “ما يتحكيش عليها” لعمرو دياب، و”دايموند” الشهيرة لريانا انتشرت في الإنترنت بصوت أصالة نصري، وهذه ليست سوى أمثلة قليلة من محتوى واسع الانتشار.
وحدث كل هذا في فترة قصيرة جداً، خلال الشهور الأخيرة فقط سطع نجم الذكاء الاصطناعي التوليدي الصانع للصوت، ثم انتشر دولياً ثم عربياً، وها هو يثير النقاشات.
تطورت جودة النتائج في وقت قصير جداً، تراوح بين أسابيع وشهور قليلة، ما يجعل الصناعة الفنية تضع يدها على قلبها وهي على أعتاب عصر جديد يمكن فيه لكل إنسان صنع أغنيته الخاصة من دون مجهود، وربح المال من استماعاتها ومشاهداتها.
ولا يحتاج توليد أغنية باستخدام الذكاء الاصطناعي إلى مجهود كبير، في الغالب سيحتاج المُستخدم إلى برنامج مجاني أو مدفوع، ثم كتابة ما يريده داخل مستطيل بحث: كيف يتخيل روح اللحن وموضوع الكلمات وبصوت أي فنان، ثم تظهر النتيجة التي ستشعل الإنترنت خلال الأيام اللاحقة.
تقنية جديدة… مشاكل قانونية جديدة
أعلن الملحن المصري عمرو مصطفى عن طرح أغنية بعنوان “افتكرلك إيه” بتقنية الذكاء الاصطناعي، بصوت أم كلثوم، وفوراً وجد نفسه متورطاً في مشاكل قانونية. تقدمت جيهان الدسوقي، حفيدة شقيقة أم كلثوم، ببلاغ للنائب العام ضد مصطفى، مؤكدة أنه أقدم على التجربة التقنية من دون إذن كتابي مسبق من صاحب الحق أو من ورثتها.
واعتبر البلاغ أنّ تصرّف الملحن “يضعه تحت المساءلة القانونية والجنائية”، خصوصاً أنّ القوانين تمنع “الاعتداء على الحق الأدبي والمادي لأصحاب حقوق الأداء العلني”، بما فيها “أشكال الاعتداء المستحدثة التي يمكن أن يكشف عنها الواقع العملي، في ظل التطورات السريعة التي طرأت على مجالات حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، ومنها أصحاب حقوق الأداء العلني”.

سكاي نيوز
الجزيرة


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى