السياسة السودانية

صفاء الفحل تكتب: البكائية الأخيرة!!

ملحوظة مهمة، قبل تقرأ هذا العمود فقد كتب ونشر في يوم ٢٠ اكتوبر ٢٠٢١م او قبل انقلاب البرهان على حكومة الثورة بأربعة أيام.. وأعيد نشره اليوم للتذكير فقط حتى لا تكون البكائية الأخيرة.

ما نخافه أن يكتب التاريخ بأنه وفي عهد جنرال إسمه (عبدالفتاح البرهان) تشظي هذا الوطن الحبيب وإحترق فكل الحروب التي أحرقت الأخضر واليابس بدأت بالأطماع التي تعمي البصيرة فـ (هتلر) أحرق العالم فقط ليسود (الجنس الأري) ونابليون قتل الملايين فقط ليسجل إسمه في دفاتر التاريخ أو كما قال ونحن نقف اليوم على مفترق الطرق ونخاف أن يحرق البرهان الاخضر واليابس ليسود الكيزان..

التاريخ الذي لا يعرف الزيف سيقول يوما بأن هذا الجنرال ومن أجل اطماعه في الحكم قد شق الصف الوطني وشجع على الفوضى وقتل الآلاف من الشباب وأوجاع الناس بإغلاق البلاد ثم جلس يبتسم وهو يعلن (حالة الطوارئ) ايذانا بحقبة عسكرية جديدة ثم يقول بأسلوب كل الدكتاتوريين المخادعين بأنه قد قبض على مقاليد الحكم من أجل إنقاذنا من الفقر والجوع وإعادة الأمن إلينا ويجلس بعد ذلك على أنفاسنا دكتاتوراً جديداً يفتح المعتقلات من أجل حماية البلاد من الخونة ويستبيح أموال الوطن من اجل رفاهيته وحاشيته وهو يفتح المعتقلات على مصراعيها ويقمع الخصوم ويفتح الباب أمام اللصوص والارزقية والمطبلاتية ويعيد الوطن ثلاثون عاماً أخرى للوراء..

ان لم يخاف البرهان من التاريخ فليخاف أمانة الوطن التي يحملها والتي سيسال عنها يوماً أمام العزيز المقتدر ولن ينفعه في ذلك اليوم كل من يزينون له الحياة الدنيا والجاه والمال من حوله وهم يسعون إلى دفعه للانتقام من الخصوم وجمع أموال هذه الدنيا الفانية..
نحن اليوم نكتب البكائية الاخيرة قبل المحرقة التي يقود الوطن اليها ونساله أن يستمع الى صوت العقل ويخاف الله في شعب هذا الوطن الطيب وهو الاعلم بما يريده هذا الشعب في أن تسوده العدالة والحرية والسلام وأن لا يضع في أذانه وقر وفي قلبه حجر .. فالوطن يقف على حافة الهاوية..

لن نستجديه ان يعود الى رشد المسئولية التاريخية ويعيد حسابته او ان لا يستمع الى شياطين الانس التي تدور حوله فهم سيتهربون من المسئولية يوما ويبقى وحده المسئول عن الاخطاء التي يوسوسون له بها وسيسأل وحده ولن تنفعه شفاعة الشافعين.
ألا هل بلغت
ولاتراجع عن أهداف الثورة.
ولاتراجع عن القصاص للشهداء.

صحيفة الجريدة


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى