السياسة السودانية

الدولة السودانية… في وجه العاصفة! – النيلين

[ad_1]

تُواجه القوات المسلحة السودانية تحدياتٍ جمة، وهي تخوض معركة مفصلية في تاريخها، فالحرب ضد مليشيا “الدعم السريع” ليست مجرد قتال لإخماد تمرد، إنما هي حالة انقسام داخل الجيش نفسه، فلا يمكن القفز على تمرد اللواء ركن “عثمان محمد حامد”، أو اللواء ركن “حسن محجوب”، ضباط برتب رفيعة، دفعت بهم القوات المسلحة نفسها لقيادة المليشيا.
وسط حقل من الألغام، يتحرك الجيش في عملياته العسكرية ضد الدعم السريع، فحالة القلق وسط الجنود وصغار الضباط الناتجة عن بطيء سير العمليات بلغت ذروتها، أهاليهم وأسرهم يمارسون عليهم ضغوطاً هائلة، بجانب ظروف معيشية طاحنة ورواتب غير مستقرة، لجوء ونزوح.

حصار إقليمي فُرض على بلادنا، بينما القيادة العليا منشغلة بالعمليات العسكرية، أوصدت جميع دول الجوار أبوابها، بينما فتحت منافذ لدخول الإمداد والمرتزقة، كل ذلك تصاحبه تحركات دبلوماسية سريعة تهدف إلى إنهاء الحرب في مرحلة تسمح بعودة قادة المليشيا وحلفائهم من قوى الحرية والتغيير عبر البوابة الخلفية.

الحقيقة على الأرض بإقليم دارفور، تقول إن هذه الرقعة الجغرافية سقطت بنسبة (80 %)، المتمردون ينتشرون في معظم محليات ولايات (جنوب، غرب، وسط، شرق) دارفور؛ تفرض القوات المسلحة سيطرتها على أجزاء من مدن (نيالا_زالنجي_الضعين) ، بينما استولت المليشيا كل ولاية غرب دارفور، بل ونصبت “التجاني كرشوم” والياً، و هو من أصول “تشادية”، خلفا للشهيد جنرال “خميس أبكر”.

وسط كل هذه التحديات، والظروف بالغة التعقيد، قدمت معسكرات الاستنفار الشعبي في ولايات السودان الشمالية والشرقية (100) ألف مقاتل، من خيرة شباب السودان، تخلوا عن الدراسة والبزنس، وقرروا حمل البندقية دفاعا عن الوطن.

يكافح السودانيون من أجل الانتصار في هذه المعركة المفصلية، إلى جانب الجيش الوطني، الجميع يعلم أنه ليس مجرد تمرد، إنما مشروع استيطان يهدف إلى السيطرة على موارد بلادنا القومية.

يجب أن تستفيد قيادة القوات المسلحة من هذه السانحة التاريخية، وأن توظف كل هذا التأييد الشعبي، والتداعي الجماهيري في وضع مشروع وطني للدولة، يمضي بها إلى طريق الاحترافية والمؤسسية، يجب ألا تنتظر توافقاً سياسياً بين أحزاب أو جماعات، فالتجربة أثبتت أن معظمهم غير ناضجين ولن يكونوا بحجم مسؤولية تقديم مشروع وطني لتفكيك تعقيدات الواقع السوداني.

وأخيراً.. التحدي الأكبر الذي يواجه قيادة الدولة الآن ، هو ضرورة اجراء جراحة عاجلة على الجهاز التنفيذي، الشعب يعلم كل شيء، ليس بغافل عما يجري داخل اروقة الدولة، فإذا استمر نهج اللامبالاة الذي تنتهجه القيادة تجاه مطالب الشعب ، بلا شك سينفض السامر في القريب العاجل ..

رشان أوشي

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى