محمد عبد الماجد يكتب: لوشي وشيخ الأمين!
[ad_1]
(1)
قد يبدو الجمع بين المذيعة آلاء المبارك (لوشي) والشيخ الامين عمر الامين في العنوان اعلاه غريباً بعض الشيء (مع الاعتذار للوشي) .. لكن اذا شاهدت اللقاء الذي جمع بينهما في قناة سودانية 24 الخميس الماضي سوف يبدو لك الامر اكثر من عادي .. و(لوشي) تحاور شيخ الامين وكأنها تحاور في فنان شعبي (شاب) او في (ممثل) درامي (مبتدئ) .. وان كان الامر لا يبعد كثيراً من الصفة الاخيرة، حيث اشعر ان شيخ الامين (قدير) في الجانب (الدرامي) وهو يتحدث بطريقة (مسرحية)، وهذا (فن) في المدرسة الخطابية وان افتقر للصدق، فأنت عندما تسمع لشخص يجيد الخطاب (المسرحي) يعيد الى ذهنك ايام (طابور الصباح) المدرسي عندما كان يخرج من الصف (طالب) يمتلك قدراً من الشجاعة الادبية ليقرأ على الطلاب ابيات من الشعر المكتوب او ليقول حكمة يحفظها فقط من اجل هذا الطابور، ثم لا يبقى منها شيء بعد انصراف الطابور.
لا غضاضة لنا مع الطرق الصوفية والتى نعتبرها لعبت دوراً كبيراً في تغذية المجتمع السوداني بالسلم الاجتماعي والسماحة واللطف – نحن كلنا نتفق مع الطرق الصوفية في العفو والسماح .. واحسب ان (حب النبي) عليه الصلاة والسلام وهو ابرز ما عند اهل التصوف كفيل بأن يكفر لهم عن أي ذنب يمكن ان يقعوا فيه.. وهو شيء يضعهم في مرتبة لا تضاهى.. كما اننا نجل عندهم (ذكرهم) وقد استطاعوا ان يغرسوا في السودانيين تلك القيم ولهم يرجع الفضل في ان جعلوا السودان بتعدد ثقافاته ولهجاته وقبائله اسرة واحدة.
لولا ان التصوف في الشعب السوداني امر طبيعي وأزلي لتمزقت البلاد وتفرقت قبائلها.
السودان يبقى بفضل (التصوف).
لا نختلف مع الطرق الصوفية إلّا في بعض الامور (الشكلية) التى لا تفسد للود القضية.. من ضمن تلك الاشياء تبجيل (الشيوخ) اكثر مما يجب وتقديمهم بصورة فيها شيء من التقديس الزائد .. وان تميز (الشيوخ) انفسهم بالبساطة والطهر والنقاء.
هناك بعض الصور التى نقف عندها اعتراضاً.. وأظن ان الصورة التى يقدم بها شيخ الامين نفسه صورة يرفضها اهل التصوف نفسهم فليس من الادب في شيء تقبيل يد الشيخ او الركوع في حضرته او التبرك به او بمسيده او قبته او قبره بعد ذلك.. او حتى الدعاء باسمه.
عندما اشاهد شيخ الامين في برنامج تلفزيوني اشعر به وكأنه يقدم في (فاصل اعلاني) عن نفسه.. الدين بريء عن هذا الاستعراض.. الذين يزينون لشيخ الامين ذلك ينتظرون (مقابلاً) على ادعاء تصديقهم له.
فيديوهات كثيرة بثت على مواقع التواصل الاجتماعي للشيخ الامين لا تختلف كثيراً عن فيديوهات حسن تسريحة وآية افرو وفضيل.
(2)
الحديث الذي ظل يردده شيخ الامين في كل حواراته… ردده في قناة سودانية 24 وقد اصبحنا نسمع هذا (الشريط) المعاد في كل حوارات شيخ الامين.. الجديد في الامر ان المذيعة آلاء المبارك التى كانت تحاوره في ذكرى المولد الكبير كانت تبدو (مندهشة) بكلام شيخ الامين وقد سمعنا هذا الكلام منه الف مرة.. وهو لا جديد فيه.
في ذكرى المولد النبوي الكريم .. استضافت قناة سودانية 24 شيخ الامين ليحدث المشاهد الكريم عن (المولد النبوي) وعن المصطفى عليه افضل الصلوات .. فتحدث شيخ الامين عن نفسه، ماذا يلبس؟ وكيف يتعامل؟ .. كانت حياة الشيخ الامين هي محور الحديث وليس المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي جاء ليتحدث عنه… وكانت آلاء مبارك تبدو (مندهشة) من ذلك الامر.
حتى (الاندهاش) اصبحوا ينافقون فيه.
الاندهاش اصبح (صنعة).
يجتهد شيخ الامين في كل حواراته ليثبت للناس ان (لبسه) هذا من السنة، وهو يلبس الغالي والنفيس وان الاهتمام بملبسه وشكله شيء لا بد منه حتى يصل للناس ويجذب الشباب عن طريق الوسائل الحديثة فهو شيخ (مودرن) او شيخ (عصري) جداً حسب اعتقاده يريد ان يستفيد من التقنية الحديثة والانترنت والفنانين في دعوته والتى لا نرى منها شيئاً غير انه يدعو لمذهبه الخاص، وهو يظن ان الصورة التى يظهر بها هي الصورة الاقرب الى قلوب الاجيال الجديدة.
نحن لسنا ضد العناية بالملبس والشكل ولكن يجب ان لا يكون ذلك على حساب (المضمون) .. فليس من المقبول ان يكون مضمون رسالة الشيخ الامين كله في (جلبابه) او في (ماركة سيارته) ونوع (الساعة) التى يلبسها.
مرة سئل شيخ الامين عن غلاء السيارة (الفارهة) التى يركبها ويتصور امامها فقال ان ناقة المصطفى عليه الصلاة والسلام (القصواء) كانت تتميز بالجمال وإنها كانت مميزة.. وشتان ما بين السيارة الفارهة والناقة القصواء… فقد ميزت القصواء لأنها كانت ناقة للرسول صلى الله عليه وسلم.
يعمل شيخ الامين لتبرير كل ما يقوم به باعتباره سنة حميدة فهو يعتني بالسنة (الشكلية) بغير فهم، ويترك السنة (الموضوعية) التى كان يجسدها عليه الصلاة والسلام في الزهد ويطبقها في حياته.
على شيخ الامين ان يلبس ما يشاء دون ان يحاول ان يثبت لنا انه يفعل ذلك من اجل الدعوة وتمسكاً بالسنة الحميدة وأسوة بسيد البشر وأكرم المرسلين.
(3)
بغم
في السودان تجد (فضيل) يتحدث عن (الدين) وتجد (شيخ الامين) يتحدث عن (الفن).. وتجد (حميدتي) يتحدث عن مستقبل (التعليم) في السودان!!
المكانة التى وصل اليها شيخ الامين وصل اليها بسبب قدراته (المالية) وليس بتفقهه في الدين.
حتى (المشيخة) في السودان اصبحت تكتسب بالمال و (الشو).
لو الفنان محمد وردي وصل لهذه المكانة التى وصل لها في الفن بالمال لكان في السودان الآن مليون وردي .. حتى شيخ الامين كان يمكن ان يصبح (وردي المسيد)!!
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة
مصدر الخبر