السياسة السودانية

أوقفوا قطع الغابات والأشجار – النيلين

كتب الدكتور مكي ميرغني عثمان الخبير الاقتصادي وكيل وزارة المالية السابق: (شهدت ولايتا النيل الأزرق وسنار إزالة كبيرة للغطاء الغابي، شاهدت بنفسي، ووصلتني صور وملاحظات من عدد من الناشطين في مجال حماية البيئة من مناطق في الولايتين، في النيل الأزرق (الكرمك وقيسان وبكوري). وسنار (محليتي سنجة والدندر ومناطق السوكي واللكندي).

في محلية الدندر تمت إزالة غابات مهمة منها قردية وأندسينا وبودية، وتم القضاء على مساحات واسعة من غابات السنط على جانبي نهر الدندر، والخيران التي تصب فيه كخور العقليين وغيره. كما شاهدت حديثاً قطعاً لأشجار السنط وغيرها في حرم حلة يوسف على طريق الدندر ـ سنجة وعلى طول الطريق القومي من مدني الى الدمازين. وجد ما أحزنني إزالة غابة بودية شمال الدندر التي تتجاوز مساحتها 300 فدان كلها من أشجار الدليب المحمية قانوناً.

لعل من نتائج الحرب الإيجابية، إذا صح التعبير، التي دارت في ولاية النيل الأزرق أن أوقفت التعديات على الموارد الطبيعية وتمت إعادة نمو الغطاء النباتي والغابي، ولكن الآن وبسبب الاستقرار النسبي “عادت حليمة لقديمها”.

من الملاحظ انتشار وتنامي تجارة الحطب والفحم النباتي، وزاد ذلك مؤخراً بسبب عدم توفر غاز الطبخ، ويمكن ملاحظة حركة النقل عبر الطرق القومية، والعدد الكبير من الشاحنات التي تنقل الحطب والفحم من مناطق الإنتاج للمدن، منها جهات رسمية تتاجر في المنتجات الغابية مما يعتبر تقنيناً للإبادة الجارية للغابات.

إن حماية الغابات والمحافظة عليها يستوجب اتخاذ خطوات وسياسات واضحة، عبر قانون فاعل ينفذ بواسطة إدارة جيدة وفاعلة، في مجالات إعادة التشجير، وتوفير خدمات الحماية من النيران، وتوسعة المناطق المحجوزة، وحتى حجز مناطق جديدة لزيادة الغطاء الشجري، وأن يصاحب ذلك حملة إعلامية كبيرة، ويجب أن تشكل إزالة التعديات على أراضي الغابات الطبيعية (الزراعة والرعي والسكن والقطع الجائر والاعتداء على محاصيل الغابات) أولوية قصوى للسلطات القومية والمحلية، كما يجب تحديد المسارات والطرق والمراعي.

إن إزالة الغابات والغطاء الشجري بصفة عامة تقلل من محتوى المياه الجوفية والرطوبة، وتضعف تماسك التربة، مما ينتج عنه تعرية التربة، كما تتأثر سلباً قدرة الأرض على حصر الأمطار، وتقود إلى تقلبات شديدة في درجات الحرارة، وستزيد وتيرة الانهيارات الأرضية. وقد أجمع مؤتمر قمة المناخ كوب 26 – الذي اختتم أعماله في الثاني من نوفمبر 2021 بجلاسجو بإسكتلندا – على ضرورة خفض الاحتباس الحراري ومن ضمن ذلك اتخذ خطوة نوعية بلجم قطع الأشجار بقيد زمني ينتهي في2030).

تعليق: هذه دعوة ونداء حار من الخبير الاقتصادي مكي ميرغني عثمان أرجو أن تجد آذاناً صاغية من المسؤولين. خصوصاً وقد انتشرت هذه الأيام معلومات تشير لوجود قطع منظم للأشجار حتى داخل المدن.

بما أن الجزء الأكبر من هذا القطع يتم بواسطة بعض منسوبي القوات النظامية، وأحياناً باستخدام متحركاتها، فإنني أدعو قيادة القوات المسلحة، والدعم السريع، والشرطة، والحركات الموقعة على اتفاقية جوبا، لاتخاذ موقف موحد إزاء هذا الأمر الخطير، ومنع منسوبيها منعاً باتاً من هذه الممارسة التي تضر بمستقبل الأجيال القادمة. والله الموفق.

د. عادل عبد العزيز الفكي

adilalfaki@hotmail.com

صحيفة اليوم التالي


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى