السياسة السودانية

قضايا التنمية وميراث ماو تسي تونغ

[ad_1]

حتى قبل نضوج أعظم نهضة تنموية في تاريخ البشرية احتفل الاقتصادي الماركسي بول سويزي بماو وقال ان ماركس لو عاد حيا لقال ماو هذا ابني لأنه الماركسي الحقيقي الوحيد على مستوى القيادة في فترة ما بعد ماركس. واضاف ربما لو جاء لينين قبله لأصبح ماويًا بمعنى مهاجمة الحزب الشيوعي وقصفه بدافع ضرورة تغيير كل شيء من حوله.

وحتى دينغ شاو بينغ الذي ادخل رأسمالية السوق في الصين في نهاية السبعينات وضع تلك الرأسمالية تحت سيطرة الحزب الشيوعي وحافظ علي الصناعات الاستراتيجية في يد الدولة وجادل بان ذلك من صميم ديالكتيك الماركسية الذي يسعي للتوزيع العادل للدخل ولكنه يعي كشرط لازم ضرورة تطوير وسائل الإنتاج في مرحلة معينة.

وقال دينغ شاو بينغ ان فترة ماو ركزت على التوزيع وقطعت دابر الاستعمار وعملائه في الداخل وان على الثورة الصينية ان تطور وسائل الإنتاج لتنمو جدليا مع عدالة التوزيع بما ان الفلسفة الاقتصادية الماركسية تقوم علي ركيزتي تطوير قوي الإنتاج وعلاقات الإنتاج – أي التوزيع العادل .
وهذا يعني ان الثورة لا تستطيع ان تتجاهل التناقض والتكامل بين هدفي تطوير قوي الإنتاج والعدالة في التوزيع. في هذا الفهم, الاشتراكية ليست لمبة تشعلها في لحظة وينتهي الامر ولكنها مخاض طويل يحتاج الي ثورية تهتدي بالواقعية والذكاء الاستراتيجي.

ادخل نموذج دينغ شاو بينغ الملكية الفردية وجذب راس المال الأجنبي ولكنه حافظ علي سيطرة الدولة والحزب علي القطاع الخاص الصيني والأجنبي ووضع الاثرياء تحت سيطرة حتى لا يفسدوا السياسة بمالهم وطور قطاع عام قوي تملكه الدولة ويعمل في أنشطة استراتيجية. وكان الشعار ان تفك الدولة السمك الصغير للقطاع الخاص المحلي والاجنبي وتحتفظ بالأسماك الكبيرة.

وصف ماو تسي تونغ دينغ شاو بينغ بأنه يبدو مرنا في ظاهره لكنه صلب في جوهره كإبرة في كومة قطن.

ونجح نموذج دينغ شاو بينغ نجاحا مذهلا في تطوير التكنلوجيا والقدرات الإنتاجية انتشلت اكثر من 800 مليون صيني من دائرة الفقر الشريرة في اعظم واسرع تجربة تنموية علي الاطلاق في تاريخ الانسان.

نعم, اعظم تجربة تنموية في التاريخ قادها حزب شيوعي اختلفت عن التجربة الغربية بعدم استخدام عمل العبيد المجاني لمراكمة راس المال أو استعمار الدول الأخرى ونهب مواردها لتمويل بداية النهضة.

وفي السنين السابقة أعلن الرئيس الصيني الحالي شي جين بينغ العودة لمعالجة قضية التوزيع العادل وأطلق برنامج الازدهار الذي يعم الجميع ووضع الحزب الشيوعي هدف تحقيق مجتمع اشتراكي مكتمل الاركان في منتصف هذا القرن, أي بعد أقل من ثلاثة عقود فالاشتراكية عملية طويلة وليست لحظة واحدة.

غني عن القول ان السياسة الاقتصادية في سودان ما بعد البشير كانت النقيض المطلق للتجربة الصينية ثم حدس ما حدس.

المهم, لماذا هذا البوست؟ لان تجربة الصين هي الأنسب للاستلهام لأنها كانت في مثل ضعفنا الاقتصادي في ستينات وبداية سبعينات القرن الماضي. لذلك من واجبنا دراسة أسباب نجاها لأنها أقرب لواقعنا ولان تطورها حدث في نفس شروط الجيوبوليتيك الذي يكبلنا.
ينسب للنبي محمد قوله ” اطلبوا العلم ولو في الصين”

معتصم أقرع

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى