السياسة السودانية

ماذا خسر الشعب السودانى من اضعاف جهاز الامن؟؟!

[ad_1]

بعد تصريحات الحسرة والندم التى أطلقها الفريق اول ياسر العطا متحسرا على اضعاف جهاز الامن ونادما على حل هيئة العمليات وقد كنت قبلها رأيت وسمعت عشرات السودانيين يرددون ذات الحسرة وذات الندم انا اعيد نشر هذا المقال الذى كنت قد كتبته قبل أكثر من سنتين وقد حرصت حينها على ايصاله لعدد كبير من الضباط فى الجيش والأمن بعضهم (دفع واصدقاء) للسعدات البرهان والكباشى وياسر العطا لضمان وتأكيد وصول المقال اليهم وكل ذلك بقية الانتباه والتراجع قبل وقوع الفأس فى الرأس (ولكن!!) ======
__________________
*ماذا خسر الشعب السودانى من اضعاف جهاز الامن*؟؟!! //* *لواء عبد الهادى عبد الباسط*** فى بداية الالفينات كنت مديرا لامن ولايةشمال كردفان مع بدايات انطلاق تمرد دارفور ورغم ان ولاية شمال كردفان كانت ولاية آمنة وبعيدة عن التمرد الا ان بعض مسارات حركات دارفور كانت تمر بالقرب من بعض مدن الولاية وكانت واحدة من هذه المدن مدينة حمرة الشيخ وهى تعتبر من أهم مدن ولاية شمال كردفان لأنها ملتقى طرق ونقطة عبور لعدد من قوافل المهاجرين كما توجد بها محطة جمارك كبرى ولأنها مدينة آمنة كانت توجد بها قوات رمزية من القوات المسلحة بالإضافة إلى قوات الشرطة والامن ولأنها كانت قريبة من مسارات حركات دارفور قمنا نحن فى جهاز الأمن بتشكيل قوات من المتطوعين وقوات من الدفاع الشعبى اطلقنا عليها اسم (قوات درع الصحراء) لحماية المدينة يشرف عليها مدير وحدتنا فى المدينة،، وقد كان مدير وحدة جهاز الأمن فى المدينة الأخ النقيب (حينها) يحي المهدى وهو من أميز ضباط الجهاز ورجل شيخ عرب كان تأثيره كبيرا جدا فى المدينة وكان محل اشادة الجميع ، وبسبب اداءه المتميز والاشادات المتكررة لاداءه قرر الوالى تحفيزه وتكريمه بأداء شعيرة الحج ضمن بعثة الولاية وخلال سفره فى الحج قامت حركات دارفور بالاعتداء على مدينة جبرة الشيخ وتم نهب الأسواق والمتاجر والطلمبات فدعا الوالى لاجتماع عاجل للجنة الأمن وطلب من قائد الجيش بالولاية تنويرا عن الأحداث فاوضح القائد ان الاعتداء تم بصورة فجائية من الحركات دون تخطيت مسبق والتى كانت تعانى نقصا فى المؤن والوقود وبعد ان توفرت لها معلومات ان ضابط جهاز الأمن يحى المهدى خارج السودان تم الهجوم بصورة مباغتة بغرض التشوين ثم ختم قائد الجيش تنويره قائلا بصدق بازخ :: لو كان الضابط يحى المهدى موجودا لما تجرأت الحركات على هجوم المدينة،، فهذه الحادثة وهذا الحديث من قائد الجيش يبينان مدى الدور العظيم والتأثير الكبير والفاعلية المنتجة التى كان يتمتع بها جهاز الأمن ومساندته القوية لظهر القوات المسلحة وحماية الممتلكات الخاصة والعامة والزود عن حياض الوطن وكرامة الامة ،، وقد حاورتنى مرة مذيعة قناة الحرة حول الحملة الاعلامية الممنهجة التى تنادي بإعادة هيكلة وتفكيك جهاز الأمن وبدأت سلسلة أسئلتها ببيوت الأشباح فأصابها اندهاش عظيم حينما قلت لها اننى عملت اكثر من 27 عاما داخل الجهاز تنقلت فيها بين معظم إدارات جهاز الأمن الداخلي فى المركز والولايات وخلال كل تلك الفترة لم أرى بيتا من بيوت الأشباح المزعومة ولم اسمع بها داخل الجهاز ولم تصادفنى طوال مسيرتى العملية،،فقالت لى مندهشة: يعنى انت تنفى وجود هذه البيوت فقلت لها نعم هذه فرية أطلقها كذابون وصدقها بعض الغافلين وكل ذلك فى إطار حملة ممنهجة منظمة ومدفوعة الأجر من جهات خارجية وداخلية تهدف الى تشويه سمعة الحهاز والسعى الى تشكيك الشعب فى وظيفتة ومهامه العظيمة وتبخيس ادواره الكبيرة فى حفظ الامن والسلامة العامة،، ولذلك فأن جهاز الأمن ظل يتعرض لحملات ممنهجة ومنظمة من أعداء السودان واعداء شعبه ماضيا وحاضرا وقد اشتدت الحملة مؤخرا بسبب التطور الهائل الذى حدث لجهاز المخابرات السودانى للدرجة التى جعلته يتربع عن جدارة على عرش كل الاجهزة الامنية فى المنطقة العربية والافريقية مع تميزه بميزة نوعية لاتوجد ولاتتوفر فى كل أجهزة الامن الإقليمية والعربية حيث انه الجهاز الوحيد المؤمن والمحصن من الاختراق والعمالة للاجنبي وهذا ماجعل أجهزة المخابرات الغربية تحمل حقدا دفينا وحنقا شديدا تجاه جهاز المخابرات السودانى لانه الجهاز الوحيد الذى يتعامل معها معاملة الند للند ولايفتح خزائن معلوماته الا فى إطار التعاون المشترك وفى الحدود التى تقتضيها مصلحة البلاد العليا وعدم الأضرار بامننا القومى وبمقابل معلوماتى من تلك الاجهزة،، حيث ان أجهزة المخابرات العالميةلم تتعود مثل هذا التعامل ولم تتعود مثل هذا السلوك ولم تتعود على مثل هذه العزة والاعتداد بالنفس من كل أجهزة المخابرات الإقليمية والعربية للدرجة التى جعلت بعض الاجهزة العربية والافريقية كأنها فروع وواجهات للمخابرات الأجنبية تفعل فيها ماتشاء وتأخذ منها ماتشاء وتجند داخلها عشرات الضباط يعملون ضد بلادهم لمصلحتها،، ولذلك كان اضعاف جهاز الامن السودانى وتقليص دوره هى من أكبر مخططات الأعداء واذنابهم فى الداخل وهى أكبر ضربة يمكن أن توجه لسياج الامن القومى واكبر خدمة يمكن أن تقدم لاعداء السودان اقليميا ودوليا،، وانا فى هذا المقال سوف لن اركز على عمليات منظومة الامن الخارجي والمخابرات المضادة والتى هى عالم قائم بذاته وسلسلة ضخمة متشابكة من النشاط الامنى والاستخبارى الذى يحمى بيضة البلاد والعباد من كل انشطة الاستخبارات الاجنبية،، ولن اركز أيضا على هيئة العمليات (قوات النخبة) التى كانت تحمى ظهر القوات المسلحة وتحمى مناطق البترول والمرافق الاستراتيجية وتحمى الطوف التجارى وحركة القطارات وتحمى المدن والاسواق ،، ولن اركز أيضا على المركز الفنى ومهندسى الجهازالذين كانوا البداية واللبنة التى انطلقت منها ثورة التصنيع الحربى ..ولكننى سوف اركز هنا فقط على عمليات الامن الداخلي حتى يفهم الشعب كيف ان حكومة قحت الفاجرة العميلة التى تعمل بجد لايذاء الوطن وايذاء الشعب السودانى وبغفلة من المكون العسكرى كيف انها قد هتكت محصنات الوطن الامنى وضربت مصالحه العليا ومصالح شعبه فى مقتل وهى تسعى لتفتيت وتهتك أعظم سياج امنى واكبر جدار واقى كان يحرسه نهارا ويسهر فى حمايته ليلا ويحمى كل مقدراته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية،، فقد لايعلم كثير من أبناء الشعب السودانى ان جهاز الأمن على مستوى الامن الداخلي توجد به أكثر من60 إدارة تغطى كل انشطة الدولة والحياة العامة التى تحتاج إلى حماية أمنية مع عدد اخر يصل إلى أكثر من 30 إدارة تغطى كل انشطة الاقتصاد والمال والخدمات ،، وقد يندهش الشعب السودانى اذا علم ان من بين كل تلك الادارات توجد إدارة واحدة فقط هى المعنية ب(النشاط السياسى) رغم كل الحملات التى تشنها احزاب السفارات ووكلاء الاستعمار فى محاولة خبيثة تحاول إظهار الجهاز كأنه ليس له دور سواء مراقبة النشاط السياسى والسياسيين وليس له نشاط سوى قمع المعارضين والتجسس عليهم على الرغم من ان مراقبة النشاط السياسى لايمثل سوى قطرة صغيرة فى محيط واسع وبحر متلاطم من النشاط الامنى والاستخبارى،، وانا أكاد أجزم ان كل ما اصاب المواطن من الانحدارات الامنية والترويع وعمليات الخطف والنهب والسلب والسطو المسلح والسرقة والعصابات والسواطير بل وحتى الغلاء وفوضى الاسعار وتردى الأوضاع ألاقتصادية وتردى خدمات الكهرباء والمياه وتردى الطرق وانهيار اصحاح البيئة ماهى الا انعكاس واضح وحصاد بين ونتاج طبيعى لاضعاف جهاز الامن وتحجيم ودوره وتوقفه عن كثير من مهامه وواجباته التى كان يؤديها بتجرد ونكران ذات،، فالشعب السودانى الطيب الذى انخدع بعض أبناءه وساروا خلف مخططات هذه حكومة قحت التى تنفذ مخططات الاجنبى لايعلمون ان الجهاز فى اطار حماية امن وسلامة المواطنين وحماية ممتلكاتهم كان الجهاز يوميا يخرج عبر غرفة الطوارئ المركزية فى رئاسة الجهاز كان يخرج حوالي 150 عربة مجهزة وعليها قوة مقدرة من الجنود والاسلحة تخرج فى اطواف ليلية موزعة على محافظات الخرطوم الثلاث الكبرى بحرى وامدرمان والخرطوم بمعدل 50 عربة لكل محافظة تبدأ بعد صلاة العشاء وتنتهى مع صلاة الفجر وإذا أضفنا لهذه الاطواف المركزية اطواف ليلية أخرى تخرجها هيئة امن ولاية الخرطوم واطواف اخرى تخرجها هيئة العمليات لتبلغ جملة عربات الاطواف الليلية الى حوالى 300 عربة يوميا تغطى معظم شوارع الخرطوم الرئيسية والفرعية وأطراف العاصمة واحياءها الطرفية،، وهذه الاطواف كانت تتعامل مع كل التفلتات والظواهر السالبة والاختراقات الأمنية التى تحدث ليلا وبذلك كانت تشكل جدار أمنيا واقيا وقويا جعل الخرطوم تنوم هادئة وآمنة كأنما حيزت لها الدنيا ،،ومثل ذلك فى الولايات ،، وإذا أضفنا لكل ذلك منظومة الامن الداخلي التى كانت تغطى بسياج قوى كل الوزارات والمصالح والمؤسسات الحكومية والمحليات ومناطق البترول والتعدين والمصافى ومحطات الكهرباء والموانئ والمطارات والمعابر تغطية امنية تحمى وتنبه قبل وقت كافى لكل مواقع الخلل والزلل، وقد لايصدق الناس اذا علموا ان جهاز الأمن كان يرفع تقارير حول اشياء يظنها كثير من الناس خارج اختصاصه مثل مظاهر تردى صحة البيئة وتلف الطرق ، بل ان جهاز الأمن من شدة حرصه على حماية قوت المواطن كان يرسل مرافقين يوميا مع كل عربات توزيع الدقيق التى تخرج من المطاحن متوجهه نحو الافران وذلك لضمان وصول كل حصص الدقيق مباشرة الى الأفران وبعد ذلك تتولى فرعيات جهاز الأمن بالأحياء مراقبة تلك الحصص داخل الأفران حتى وصولها للمواطن ،، وكانت هذه المنظومة الرقابية هى التى تساعد على وفرة الخبز وضمان انسيابه ومثل هذه المنظومة كانت هناك منظومات اخرى تعمل بذات الفاعلية فى الوقود والغاز والأدوية والكهرباء بل وحتى مراقبة امتعة المواطنين فى المطارات لحظة خروجها من الطائرة وحتى وصولها الى السير كانت هناك منظومة تحرس ذلك وغياب هذه الاخيرة هى التى تفسر انتشار ظاهرة السرقات التى تتم فى امتعة المواطنين فى المطارات،، ولذلك انظر عزيزى المواطن كيف ان الذين يسعون الى اضعاف وتفتيت جهاز الامن انظر كيف انهم ساهموا فى تفتيت امنك الشخصى وأمن ممتلكاتك التى كانت تحرسها جيوش جرارة من الجنود المجهولين يسهرون ويضحون برهق حتى الموت من أجل راحتك وحماية مصالحك ،،
ووالله!! يفعلون كل ذلك دون أي حوافز مالية او مكافئات نقدية حيث أن جهاز الأمن هو المؤسسة الحكومية الوحيدة التى لا تمنح حوافز ومكافئات عن أي عمل اضافى او عمل لجان او عمل طوارئ،، ويعتبرون ذلك هو واجب طبيعى ضمن مطلوبات الوظيفة التى يتفانون فى اداءها لدرجة الوله والفناء لان كل عضوية الجهاز يعتبرون انفسهم (أولى بالسودانيين من انفسهم) ،، (وهذا بالضبط ماعناه احد الساخرين من حكومة قحت حينما قال ::انا لم اكن أفهم الأسباب التى كانت تجعل منسوبى الجهاز يضربوننا عندما نخرج فى المظاهرات الا بعد استلام حكومة قحت للسلطة فعندها فقط علمت ان ناس الجهاز كانوا يضربوننا من أجل مصلحتنا لأنهم كانوا يعلمون مصلحتنا أكثر من انفسنا وياليتهم ضربونا أكثر قبل أن نسير ونخدع خلف هؤلاء العملاء الفاشلون الفجرة) ،،ولذلك فأن معظم عضوية الجهاز تنظر الان بحسرة وحزن عميقين إلى ما ال اليه حال البلاد والعباد من تفلت وفوضى وتردى الخدمات وتقول فى نفسها ،( *اضاعوك واى فتى اضاعو* !!ا)،، وانا اقول هذا لا اصف الجهاز بالكمال ولا ابرئه من الخطأ لانه جل سبحانه من لايخطئ ولكن المؤسسات الاستراتيجية لاتحاكم بالأخطاء الصغيرة ولا باخطاء منسوبيها المنعزلة ولو كانت الدول تفعل مثل مانفعل نحن فى السودان ومثل مانستخف نحن بمؤسساتنا الحيوية لحلت الولايات المتحدة الأمريكية شرطتها يوم داس ذلك الشرطى الابيض بركبته على رقبة المواطن الزنجى (جورج فلويد) لااكثر من عشرة دقائق وهو يستغيث حتى لفظ انفاسه الاخيرة ،، ولنا فى سيرة الصحابة عبرة فعند دخول جيش الرسول صلى الله عليه وسلم مكة فاتحا امر الرسول قواده أوامر صارمة بعدم الصدام وتجنب القتل وقد التزم كل القواد بذلك الا خالد بن الوليد الذى قتل مجموعة من المشركين وقد اغضبت الحادثة الرسول صلى الله عليه وسلم وقال:: اللهم انى ابرؤ اليك من مافعل خالد ولكن رغم ذلك لم يجرده الرسول صلى الله عليه وسلم من لقب سيف الله المسلول ،، ونفس خالد بن الوليد الذى كان قائد جيوش حروب الردة فى خلافة ابوبكر رضى الله عنه والذى كان قد امر خالد الا يقتل قوما اذا سمع اذان الصلاة واستجابوا لدفع الزكاة،،ورغم ذلك قتل خالد بن الوليد الصحابى مالك بن نويرة متأولا رغم شهادة بعض الصحابة انه أدى الصلاة وقد اغضبت هذه الحادثة سيدنا عمر وطلب من سيدنا ابوبكر عزله من قيادة الجيش الا ان سيدنا ابوبكر زجر سيدنا عمر غاضبا وقال:: ( ياعمر اقلع عن امر خالد) ولم يعزله من قيادة الجيش لان سيدنا ابوبكر كان نظرته استراتيجية قيمت التأثيرات الايجابية الكبيرة والمردودات العظيمة لوجود سيدنا خالد على قيادة الجيش مقارنة باخطاءه الصغيرة والمعزولة كما نظر أيضا للمهددات العظيمة التى كانت تتهدد دولة المسلمين داخليا عقب موت الرسول صلى الله عليه وسلم وتمرد وارتداد عدد من القبائل العربية وخارجيا فى ظل تربص دولتى الفرس والروم والتى تحتاج لقائد كبير منصور مثل سيدنا خالد بن الوليد وهذه النظرة الاستراتيجية من سيدنا ابوبكر هى التى جعلته يكتفى بتوبيخ خالد دون عزله وجعلته يغضب من صديقه ووزيره الأول عمر ويزجره بتلك العبارات الغاضبة // *لواء عبد الهادى عبد الباسط*

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى