السياسة السودانية

الغالي شقيفات يكتب : مارتن لوثر كنج

[ad_1]

أمريكا أمس، احتفالاً بيوم مارتن لوثر كنج وهو عُطلة رسمية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو مناضل وخطيب ورجل دين أمريكي من أصل أفريقي، اشتهر بنضاله السلمي في سبيل حصول السود الأمريكيين على حقوقهم السياسية والمدنية وكان والد مارتن رجل دين، آمن بأنّ العُنصرية بين الأعراق أمرٌ يخالف إرادة الله، لذا كان يُعارضها، وحرص على ألا يستسلم أبناؤه للأفكار التي تُروِّج لتفوُّق عرق دون غيره.

وتسلّم مارتن جائزة نوبل للسلام وهو في سن الخامسة والثلاثين، ليصبح أصغر من يتلقّاها، ولكن بعد 4 أعوام فقط تعرَّض للاغتيال، بعدما أحدث زلزالاً في العلاقات العرقية في أمريكا، وعندما دخل الجامعة عدّل من موقفه تجاه البيض، وركّز غضبه على الظلم بدلاً من كراهية شخص بعينه.

لقد حدث ذلك عندما قرأ كتابات ثورو وغاندي، حيث تعرّف على فكرة العصيان المدني كسلاح من أجل التغيير، وكذلك فكرة المقاومة السلبية السليمة وما أحوجنا في السودان إلى أفكار مارتن لوثر، وفي أمريكا يومها كانت الأوضاع تنذر برد فعل عنيف يُمكن أن يُفجِّر أنهار الدماء لولا أنّ مارتن لوثر كينغ اختار للمقاومة طريقاً آخر غير الدم. فنادى بمُقاومة تعتمد على مبدأ «اللا عنف» أو «المقاومة السلمية» على طريقة المناضل الهندي مهاتما غاندي. وكان يستشهد دائماً بقول السيد المسيح: «أحب أعداءك واطلب الرحمة لمن يلعنونك، وادع الله لأولئك الذين يسيئون معاملتك». وكانت حملته إيذاناً ببدء حقبة جديدة في حياة الأمريكان ذوي الأصول الأفريقية. فكان النداء بمقاطعة شركة الحافلات التي امتدّت عاماً كاملاً وأثّر كثيراً على إيراداتها، حيث كان الأفارقة يمثلون 70% من رُكّاب خطوطها، ومن ثَمّ دخلها السنوي، وكان يقول لديّ حلم، وعندما وصل الرئيس أوباما إلى البيت الأبيض ذلك هو تحقيق حلم مارتن لوثر، ولم يكن الاحتفال بهذا اليوم أمراً سهلاً، فهو استغرق خمسة عشر عاماً حتى تمّت إجازته في الكونغرس بمجلسيه، والآن مُستمتعون بالعطلة، وأمس قضت الجالية السودانية بفلادلفيا يوماً ساهراً بمناسبة عيد استقلال بلادهم، شارك فيه كل أطفال المدارس السودانية المختلفة، تزامناً مع يوم مارتن لوثر، وتعد هذه الذكرى الأهم في أمريكا رغم مرور أكثر من تسعين عاماً على رحيل قائد حركة مقاومة العنصرية “مارتن لوثر كينغ جونيور”، صاحب نظرية “تغيير بلا عنف”، إلا أنّ الاحتفال بذكرى مولده يظل حاضراً، ويحفظ أبناؤنا تاريخه عن ظهر قلب، كما نحن نحفظ تاريخ المهدية والاستعمار.

نأمل أن يستفيد الشّعب السُّوداني من هذه التجربة الثرّة في النضال وانتزاع الحقوق بالطرق السلمية والتي أصبحت الآن قانوناً ودستورًا في أمريكا.

صحيفة الصيحة

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى