السياسة السودانية

أربعة أشهر من القتال … كيف حولت «المسيرات» خطط المعارك الشرسة في الخرطوم

[ad_1]

 الخرطوم 25 أغسطس 2023- وضعت الطائرات المسيرة للجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الخرطوم تحت جحيم القذائف الصاروخية والقنابل، مع تزايد الاعتماد عليها في الحرب الدائرة منذ نحو أربعة أشهر.

وأدخل الجيش فور اندلاع القتال، عددا مقدرا من طائرات استطلاع معروفة بـ “زاجل 3″ تصنع محلياً في مجمع الصافات بمنظومة الصناعات الدفاعية السودانية، بمنطقة وادي سيدنا العسكرية شمالي أم درمان حيث تصنع هناك أيضا طائرات التدريب الصغيرة.

وتصنع الطائرات المسيرة المحلية أو تعدل كذلك في مجمع اليرموك للصناعات العسكرية، هو مجمع عسكري سوداني يقع في مدينة الخرطوم، هاجمته قوات الدعم السريع مطلع يونيو الماضي وأعلنت السيطرة عليه.

مقاتلات شرسة

في مقابلة مع موقع (Military IQ) قبل سقوط البشير، ذكر الفريق أول صلاح عبد الخالق -القائد السابق للقوات الجوية السودانية أن القوات الجوية السودانية تستخدم أنظمة “CH-3 وCH-4” الصينية. وهي أنظمة لطائرات مسيرة حديثة.

وظهرت تلك الطائرات المتقدمة تكنلوجيا في سماء الخرطوم ليلاً ونهاراً خلال فترة الحرب، لجمع البيانات والتقاط الصور الدقيقة ومراقبة التحركات وقيادة الهجوم وفق ضابط في سلاح الجو السوداني تحدث لسودان تربيون.

وشاهد سكان الخرطوم الطائرة المسيرة المتخصصة في المراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية ذات اللون الفضي بعضها عليه طلاء باللون الأحمر وأخرى باللون الرمادي تجوب السماء شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً لساعات طويلة مطلقة أزيراً مميزاً ليطلق عليها السكان المحليين لقب “الزنانة”.

ومع طلعات الطائرات المسيرة التي تجمع المعلومات لا ينقضي وقت طويل حتى تهاجم طائرات سلاح الجو السوداني “الميج والسوخوي” مواقع لقوات الدعم السريع في أنحاء العاصمة المختلفة.

تفوق المسيرات

تبين معلومات جمعتها سودان تربيون من مصادر عسكرية متعددة أنّ السودان يمتلك حالياً طائرات حربية وأخرى مسيرة لم تدخل الحرب حتى الآن.

وتُظهر المعلومات وجود طائرات مسيرة CH-3 مستخدمة حالياً في الحرب بسرعة قصوى تصل إلى 256 كيلومتر في الساعة لمسافة نحو 3 آلاف كيلومتر، بمدة تحليق يصل إلى 12 ساعة وحمولة تقدر بنحو 180 كيلوجرام من الصواريخ أرض- جو.

وتمتلك طائرة أخرى CH-4 “صينية” مقدرات أكبر شاهدها الكثير من سكان الخرطوم حول سلاح المدرعات والمدينة الرياضية والقصر الرئاسي ويتردد إنها قصفت موكباً لحميدتي قرب القصر.

وتستطيع تلك الطائرة المسيرة بحسب ضابط برتبة النقيب طيار حربي تحدث لسودان تربيون، حمل صواريخ أرض- جو موجهة بالليزر وصواريخ AR-1 وقنابل TG100 بجانب صواريخ مضادة للمدرعات والدبابات.

وتحلق هذه الطائرة وفق إفادات الضابط نحو 30 ساعة، وقادت عمليات هجومية نوعية ضد قوات الدعم السريع وقصفت تجمعات ومواقع لها بالخرطوم والخرطوم بحري، ودمرت ارتالا من السيارات الحربية التابعة للدعم السريع – وفق حديثه -.

وقبل لجوء الجيش السوداني للطائرات المسيرة الصينية، استخدم طائرات إيرانية الصنع مثل ما عرف محلياً باسم “بأبيل قدس”.

ولم تؤكد مصادر مطلعة لسودان تربيون ما إذا كان الجيش يمتلك طائرات مسيرة من نوع CH -5، لكن الضابط الحربي أكد في حديثه أنّ الطائرة CH-4 تمتلك مميزات الطائرة CH -5 في قيادة العمليات الهجومية وجمع المعلومات الاستخبارية.

مسيرات الدعم السريع

على الجانب الأخر، وبعد تلقيها لعدد من الضربات الجوية، لجأت قوات الدعم السريع إلى استخدام طائرات مسيرة مسلحة بقنابل وبعضها بالقذائف.

وطبقا لمعلومات سودان تربيون فإن قوات الدعم السريع استخدمت طائرات مسيرة خلال هجومها على موقع الاستراتيجية ومصنع اليرموك التابعين للجيش في الخرطوم، بل أنها حققت عبر المسيرات مكاسب تمثلت في الاستيلاء على هذين الموقعين المهمين.

وأدخل الدعم السريع خلال شهري يونيو ويوليو طائرة صربية الصنع معدلة تحمل قنابل هاون عيار 120 ملم، وفق مصدر بتلك القوات تحدث لسودان تربيون.

وأكد أن تلك الطائرات بدون طيار هاجمت في 22 يونيو الماضي القيادة العامة للجيش وسلاح المدرعات في 13 يونيو.

ورفض المصدر في حديثه تحديد مصدر تلك الطائرات، بينما رجحت مصادر عسكرية لسودان تربيون أن تكون تلك الطائرات المعدلة موجودة في مجمع اليرموك التابع لوزارة الدفاع السودانية، أو جلبتها قوات الدعم السريع من دولة خليجية وعدلتها مؤخرا.

وقال خبير عسكري لوكالة فرانس برس تعليقاً على استخدام تلك الطائرات في الهجوم على مستشفى علياء التابع للجيش بأم درمان في يوليو الماضي، إن قوات الدعم السريع حصلت عليها من مصنع اليرموك للصناعات العسكرية جنوبي الخرطوم.

طائرات صينية

في المقابل ذكرت تقارير صحفية صينية، نقلاً عن مصادر عسكرية صينية أن السودان حصل على طائرات بدون طيار من نوع CH-5 Rainbow التي تنتجها الشركة الصينية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء “CASC”.

ويمتلك الجيش أيضاً طائرات مسيرة تحمل قذائف الهاون رفض الضابط تسميتها – يرجح انها صنعت في إيران – وعدلت محلياً وحولت أهدافها إلى العمل الحربي بعد أن كانت تعمل في مجال جمع المعلومات والتقاط الصور الجوية للمواقع المختلفة ويمكنها التحليق على ارتفاع 9 كيلومترات.

ووفقاً للضابط تعمل طائرات مسيرة أخرى في مهام مختلفة مثل مراقبة الحدود وحركة التهريب وحقول النفط.

وأسهمت المسيرات بجانب الطائرات الحربية التابعة للجيش في الحيلولة دون سقوط مقرات عسكرية استراتيجية بعد تعرضها لهجوم متزامن شنته قوات الدعم السريع.

حقيقة البيرقدار

في بداية شهر يوليو الفائت ذكرت تقارير صحفية أن السودان تحصل على طائرات بيرقدار التركية المسيرة، ونقل صحفيون ومواقع موالية للجيش تسلم السودان 50 طائرة ضمن صفقة.

لكن القوات المسلحة لم تؤكد أو تنفي رسمياً حصولها على البيرقدار التركية التي حققت نقلة في الحرب الإثيوبية والليبية سابقاً، كما لم يكن هناك ما يؤكد مشاهدة هذه الطائرات في سماء الخرطوم.

وتتمتع البيرقدار، بالقدرة على التحليق حتى ارتفاع 20 ألف قدم، وحمل أوزان تصل 150 كلغم، والطيران 24 ساعة متواصلة، كما تتمتع بميزة الاستطلاع الليلي وإمكانية إجراء مهام المراقبة والاستكشاف والتدمير الآني للأهداف.

على الجانب الأخر قال الجيش في مناسبتين إنه أسقط طائرتين مسيرتين للدعم السريع احداها في 24 يوليو الماضي حاولت الهجوم على سلاح المهندسين في ام درمان.

كما أكد اسقاط طائرة مسيرة للدعم السريع منتصف يونيو الماضي بمحيط سلاح المدرعات في الخرطوم، وأخرى بمحيط قيادة الخرطوم بحري العسكرية.

وقال ضابط في سلاح الدفاع الجوي السوداني لسودان تربيون إن تلك الطائرات المسيرة التي استخدمها الدعم السريع في عمليات أخرى مثل محاولة ضرب مستشفى علياء “مستشفى عسكري تابع للجيش” بدائية التعديل.

وذكر أن طائرات “الدرونز” يمكن تعديلها للقيام بمهام محددة مثل حمل بعض القذائف والقنابل وإطلاقها عبر جهاز التتبع وهو ما فعلته قوات الدعم السريع في كل تلك المحاولات الفاشلة – على حد قوله -.

وأكد الضابط أن الطائرات المسيرة لا تستطيع مهاجمة القيادة العامة للجيش بالخرطوم لوجود أجهزة دفاع جوي متطورة للغاية، ببنما تحاول قوات الدعم السريع الهجوم على سلاحي المهندسين والمدرعات للحصول على الطائرات المسيرة التي تعتقد أنها موجودة هناك.

[ad_2]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى