السياسة السودانية

المليشيا متهورة نعم وقد لاتدرك الصورة الكبري لتحركات الجيش

الحرب عبارة عن مجموعة أسرار.
اذا كانت خطة فريق كرة القدم المكون من 11 لاعب في ميدان مسطح ومساحته محددة تعتبر خطة سرية، فما بالك بخطط الجيوش والحروب.

الحرب أسرار ويبدو أن المليشيا ليس لها سر، فهي تنشر كل تحركات قواتها وتواجدها لحظة بلحظة. وهذا يجعلها اهداف واضحة للجيش بل حتي يجعل نواياها القادمة واضحة، وفي بداية الحرب كانت المليشيا تعلن عن اي مدد او متحرك يأتي اليها من لحظة تحركه وخط سيره حتي اسماء المتحركات كانت معلنة وعدد سياراتها معلنة.

من المفيد التذكير بأن الحرب ليست كلها اطلاق نار، الحرب انتشار وتطويق وإعادة تموضع وتوفير وقطع امداد.

المليشيا متهورة نعم وقد لاتدرك الصورة الكبري لتحركات الجيش، لكن من يفكر للمليشيا ليسوا اغبياء فهم يدركون ويخططون.

كمثال ظهور قوة في موقع محدد قد تعني للخبير والمراقب تهديد موقع بعيد او قطع طريق علي موقع آخر او جزء من صورة كبيرة لأحكام حصار علي نقطة معينة. الموضوع كالشطرنج تماما، لهذا الجيش حريص تماما علي سرية تحركاته ويقوم بعلميات كبيرة ولا يعلن عنها أصلا، وحتي انتصاراته لا يعلن عنها لان الإعلان يعني كشف مكان العملية ويعني أيضا التساؤل عن كيف وصلت القوات لهذا لمكان؟ من اي مكان تحركت وأي طريق سلكت وماهو الهدف التالي؟.

دكتور محمد يوسف ( إنضم متطوعا للجيش)، كتب بوست بالأمس قال: في هجوم واحد وجدوا عدد قتلي المليشيا 186 قتيل، والجيش حتي لم يذكر هذا الحدث ولم يشر اليه ..
كسرة صغيرة ..

الواحد خاتي خريطة العاصمة قدامه وخريطة منفصلة للخرطوم بشوارعها ومبانيها من بري لحدي المقرن، ومن شارع النيل لحدي الديم وشغال يخت عليها نقاط وعلامات،
وخرائط تاني في راسك كلما تقرأ خبر تخت دبوس في مخك .. وبعد دا غالبنا نفهم نمط منطقي لتحركات الجيش، انا طبعا بقصد نمط منطقي بالنسبة لزول عادي زينا كده ما عسكري، وحتي لو عسكري لو ما موجود ضمن كابينة القيادة صعب تفهم الصورة الكاملة نسبة لغياب المعلومة.

وعلي الجانب الآخر تجد المليشيا جريا وراء الاعلام تقدم طاولة رمل للجيش كل يوم بتحركاتها وقواتها وفي هذا هلاكها ونهاية أمرها بإذن الله.

وختاما زي ما قال مالك عقار: المليشيا تعمل علي كسب المعارك والجيش يسعي استراتيجيا لكسب الحرب ككل.
المهم البشريات كتيرة..
وما النصر الا من عند الله.
لا يبطرنا نصر ولا تكسرنا هزيمة.

Alnour Sabah


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى