السياسة السودانية

محمد عبدالماجد يكتب: من (ضوء في آخر النفق) إلى (الخطوط الحمراء)

[ad_1]

(1)

 الذين كانوا يسخرون من حمدوك حينما كان يبشرهم بالانتصار ويعدهم بالعبور لم نسمع لهم صوتاً عندما قال حميدتي في وجههم (إن شاء الله تمطر حصو الليلة قبل باكر).

 قبلوا بالحصى ولم يقبلوا ببشريات الانتصار والعبور.

 كأن قوة الشخصية واستقرار السودان وأمنه مرتبط عندهم بتلك التصريحات التى لا ترحم – اما اذا كان الخطاب للشعب السوداني خطاباً مهذباً ومحترماً ومؤدباً وُصف أصحابه بالضعف والرومانسية.

 الآن تمطر (حصو) في النيل الازرق وفي ولايات دارفور وفي شوارع الخرطوم المختلفة.

 ولا احد يتكلم.

 اين الذين كانوا يحدثونا عن سعر (الرغيفة) عندما اصبحت بـ(5) جنيهات وسعر رطل (اللبن) عندما اصبح بـ (50) جنيهاً، عندما كان حمدوك رئيساً للوزراء؟

 اين الذين كانوا يقولون ان الدولة السودانية لا يمكن ان يحكمها إلّا العسكر وعدد القتلى في ولاية النيل الازرق يصل الى (176) قتيلاً؟ والهاتف السيار لا تستطيع ان تخرجه اذا كنت في قلب الخرطوم، وإلا جسد لك الهاتف السيار اذا اخرجته للاستقبال او الارسال مقولة (اخر ظهور) عملياً.

(2)

 حملة شعواء تعرض لها الدكتور عبدالله حمدوك عندما قال (هنالك ضوء في اخر النفق).. لم يقبلوا من حمدوك هذا التصريح وقطعوا ان لا صبر لهم حتى يصلوا الى اخر النفق.

 فضلوا (الظلام) على ان يكون (الضوء) في اخر النفق.

 اختاروا ان ينتظروا السماء تمطر (حصو) من ان يبلغوا (الضوء) الذي هو في اخر النفق.

 سخروا من خطاب حمدوك رغم ان (الضوء) كان يتجسد امامهم في الملفات التى انجزت فعلياً في تفكيك انقلاب 30 يونيو الذي عاد من جديد!! وكان (الضوء) يبدو واضحاً في كسرة عزلة السودان التى عادت من جديد !! ورفع العقوبات الاقتصادية والقيود التى فرضها النظام البائد على البلاد.

 كان كل شيء يبدو انه يسير في الاتجاه الصحيح بما في ذلك انخفاض التضخم ونمو الاقتصاد وعودة الحياة من جديد لسودانير والسكة الحديد ومشروع الجزيرة.

 كان كل ذلك عندهم ضعف وهوان.

 عدنا الآن للعزلة من جديد وعادت قيادات النظام البائد الى البلاد بمهرجانات وكرنفالات الاستقبال – وأطلق سراح القتلة وأعيدت ممتلكات رموز النظام البائد ولا احد يتحدث كما كان يتحدث ويسخر من تصريح (ضوء في اخر النفق).

 الآن التصريحات تخرج من قيادات الدولة بالويل والوعيد ويضرب على قيادات الحكومة (الخطوط الحمراء) تهديداً بالحرب والقبيلة والعنصرية وحماية لهم من غضب الشعب.

 وهم لا يتحدثون عن ذلك.

 ولا يعلقون.

 ولا يسخرون.

 نزل عليهم (حصو) حميدتي على قلبهم مثل (العسل).

 تحدثوا عندما انتزع وجدي صالح من قيادات النظام البائد الاموال والأراضي والعقارات التى حصلوا عليها بغير حق وحدثونا عن القانون وعن العدالة وعما يجب ان يكون وما لا يجب ان يكون، وسكتوا الآن عندما انتزعوا عن وجدي صالح بغير حق (المخدة) وهو في السجن حبيساً.

 هنالك خلل اعلامي واجتماعي في منظومة ثورة ديسمبر المجيدة .. قبل ان نحاسب قيادات الحرية والتغيير يجب ان نحاسب انفسنا.

 نحن الذين كرّسنا لفشلهم ودفعناهم اليه.

 الاشكالية في السودان تتمثل في ان نجاحنا يتمثل في فشل الاخرين.

 قد لا يكون عندنا مشكلة او ازمة مع الفاشلين.. مشكلتنا وأزمتنا دائماً مع الناجحين.

 هكذا ننظر نحن للأشياء.

 انظروا الى الحملة التى انطلقت لمهاجمة اولى الشهادة السودانية – تركنا الفاشلين وهاجمنا من جاءت في المركز الاول على مستوى الشهادة السودانية.

(3)

 بغم

 في اخر النفق بعد ان كان يوجد (ضوء) اصبح الآن يوجد (خط احمر).

 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى