السياسة السودانية

مسيحية سودانية تخرج من قبرها إلى العالم الافتراضي وتثير ضجة بمواقع التواصل الاجتماعي

[ad_1]

يعتبر السودان من البلدان التي تجمع بين ثقافات وقبائل مختلفة ومتعددة، وتعتبر المسيحية الديانة الثانية في البلاد، وانخفض عدد المسيحيين بعد انفصال جنوب السودان عام 2011 ليصل إلى نحو 1.4 مليون نسمة يتوزعون في مناطق مختلفة ومعظمهم بمدينة عطبرة وغرب أم درمان.

ومنذ مئات السنين وجدت الجماعات التي تعتنق ديانات أخرى في السودان، حيث اليهودية أيضاً حاضرة في البلاد، وتعتبر الجالية الهندية من أكبر الجاليات التي تعتنق المسيحية وتداخلت مع المسلمين وعاشوا في سلام تام.

التعايش الديني في السودان

لم نسمع يوماً عن مشاحنات بين أصحاب الديانات المختلفة، وكان المسيحيون والمسلون على اتفاق تام. وضربت أمثلة على التعايش الديني بين الديانتين خلال ثورة ديسمبر (كانون الأول)، وتحديداً في اعتصام القيادة حيث كان التسامح الديني حاضراً في كل التفاصيل، إذ شكلت الطائفة المسيحية حضوراً قوياً في ميدان الاعتصام، ليس في الأيام العادية فقط، بل حتى في رمضان شاركوا بتوفير حاجات شهر الصيام داخل ميدان الاعتصام، وقاموا بتغطية المسلمين من الشمس أثناء أدائهم الصلاة، وغيرها من المواقف التي أكدت أن التعايش الديني فطرة ولا توجد أي تفرقة دينية ظاهرة.

كاهن كنيسة الشهيدين والسفير العالمي للسلام البروفيسور القمص فيلوثاوس فرج يقول إن “التعايش الديني في السودان نسيج اجتماعي ذو حال خاصة لأن السودانيين حال فريدة فلا نميز بين المسيحي والمسلم في الأفراح والأتراح، وفي المواقف الصعبة نكون كلنا على قلب رجل واحد”.

عقبات في طريق التعايش

وأثارت حادثة نقل مسيحية تم نبش قبرها وترحيلها من مقابر المسلمين الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومخالف، إذ قامت السلطات المختصة بنبش وإزالة ونقل قبر سيدة مسيحية تم دفنها في مقابر المسلمين بمنطقة الرميلة بالخرطوم.
وتمت عملية النبش ونقل الجثمان إلى مقابر غير المسلمين بالصحافة بحضور ابن المتوفاة وممثلين لوزارة الأوقاف والطب الشرعي والشرطة وإدارة المقابر”.

وقالت اللجنة التمهيدية لمقابر الرميلة في بيان إنه “تم الاتصال بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف ووكيل أول النيابة العامة لمحلية الخرطوم وصدر القرار بإزالة القبر وتحويله إلى مقابر غير المسلمين”.

وأشار مدير الشؤون الدينية بمحلية الخرطوم عبدالعظيم أحمد مستور في البيان إلى أن “الجهود أسهمت في إخماد نار الفتنة التي كادت تقع بين المسلمين والمسيحيين بسبب دفن مسيحية في مقابر المسلمين بالرميلة مما أدى إلى سخط وتذمر من قبل السكان”، وأكد أن “المسؤولية تكاملية في المجتمع وينبغي أن نكون عيناً ساهرة على مواضع الخلل والظواهر السالبة”.

ويقول محمد أيمن وهو إمام مسجد بالخرطوم، إن “التعايش الديني لا يعنى بالضرورة السماح بدفن المسيحي في مقابر المسلمين والعكس، لما فيه من حرمة في الدين إذ أمر النبي بعدم السماح بذلك”. وعن نبش القبر قال إنه “إذا تم دفن غير المسلم في مقابر المسلمين فإن الواجب نبشه ورده إلى مقبرة خاصة بأهل ديانته، وكذلك الحال في المسلم المدفون في قبور غير المسلمين لأن نبش القبر جائز إذا وجد السبب الموجب أو المبيح لذلك”.

وعن الفتنة التي حدثت بسبب نبش القبر قال إن “النبش تم بصورة قانونية وتم إبلاغ أهل المتوفاة ولم تحدث أي أمور خارجة عن القانون أو مسيئة لأصحاب الديانة المسيحية، وهم يعيشون داخل السودان في أجواء مليئة بالمحبة والتعامل الطيب”.

تأجيج الصراع

وفي وقت أثنى كثيرون على الخطوة، عارضت فئة كبيرة ما قامت به السلطات واعتبروه توجهاً نحو خلق الفتن بين الديانتين، وفي هذا الصدد قالت الناشطة الحقوقية حياة مصطفى إن “البلد يمر بأزمة أكبر من دفن مسيحي في مقابر للمسلمين، لذلك يجب أن يتم التعامل مع هذه الأمور بحساسية أكبر، وطالما أن الدفن تم فكان يجب أن تترك في المقابر من دون نبش القبر وخلق حساسيات بين الطائفتين”.

إندبندنت

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى