السياسة السودانية

كاتب سعودي: حميدتي وقرش الغردقة، والمنظمات في وضعية اعمل نفسك ميت!

من أكبر نِعم الله عز وجل على البشرية؛ الأمن والأمان والصحة في الأبدان بعد التوحيد والعقيدة والإيمان. فالكل يحلم بعالم خالٍ من الحروب، ولهذا نادت أبحاث تطوير الأسلحة بكل أنواعها بضرورة تخصيص الأبحاث العلمية لتطوير البيئة بشكل عام.

في المقابل نجد أن تطوير الأسلحة بكل أشكالها وألوانها والمواد المتفجرة الموجودة فيها، التي تحملها الطائرات والصواريخ يتنافى مع هدف إعمار الأرض، والحضارة التي وصلنا لها اليوم، فهي في نهاية المطاف تُستخدم لقتل الأبرياء وتدمير الأوطان وتنشئ الخوف والإعاقة كما هو حاصل اليوم في أوكرانيا والسودان، وقبل ذلك في العراق وسوريا واليمن.

وأصبح الكل يُهدد باستخدام أسلحة مدمرة على حساب ترويع الآمنين من الأبرياء، والمنظمات الحقوقية تأخذ وضعية (اعمل نفسك ميت)! أتمنى إيجاد نظام يلزم الجميع بوقف تطوير الأسلحة والصواريخ والقنابل، حتى نحافظ على ما بنته الأجيال والأمم السابقة، لا سيما وأن أغلب الحروب قامت على مؤامرات بعيدة عن الواقع، ثم فيما بعد نجدهم يطالبون بإعمارها من جديد.

فكان من الأولى عدم الحرب، وحل تلك المشكلات وفق الأنظمة والقوانين الموضوعة باتفاق الدول الأعضاء، وتحميل المشاركين في تدمير الأوطان بتقاعسهم عن أداء واجبهم وخيانتهم ومؤامراتهم مسؤولية إعمار تلك الدول حتى لا تُستباح الأرواح.

على سبيل المثال، لو وجد المتصارعون في السودان على السُّلطة قوة عُظمى حقيقية لما تجرأوا على تدمير مقدرات البلد، وترويع الشعب المغلوب على أمره، ولكن للأسف أصبح البعض أداة في يد الغرب، وأصبحت تُدار البلاد بفكر العصابات والمليشيات على مرأى ومسمع ممن يسمون أنفسهم “القوى العُظمى!”

لدرجة أصبحنا نرى فوضى لم يسبق لها مثيل على الكرة الأرضية، ووصل صداها للبحار فخرج قرش الغردقة وقام بالتهام السائح الروسي، غير مبالٍ بكل قوانين المحيطات والبحار، على قول هالة سرحان التي لا نستغرب منها التبريرات التي ساقتها في هذه الحادثة.

وهي عكس رأي علاء مبارك، الذي غرد عبر حسابه الشخصي، قائلاً إن “البعض يقوم بإطعام الأسماك أو إلقاء طعام لجذب الأسماك، وهذا يجذب ويغير من سلوك سمك القرش”.

تغريدات هالة سرحان وتغيير سلوكها، ذكرتني بتصريح مبعوثة الأمم المتحدة للقرن الأفريقي قالت فيه: “من الضروري التوصل لهدنة طويلة الأمد بالسودان”، وفي المقابل “يُترك لحميدتي الحبل على الغارب يسرح ويمرح وينقض الهدنة كما يشاء”.

ختاماً، عندما ترى ما يحدث اليوم بين روسيا وأوكرانيا بدعم وتأجيج أمريكي تردد قول المتنبي: “إذا كـــان ربُّ البيتِ بالدفِّ ضاربٌ فشيمـة أهلِ البيتِ الرقصُ”.

عبدالله أحمد الزهراني – كاتب سعودي “العين الإخبارية”


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى