السياسة السودانية

🔴في تفكيك خطاب السفاهة – النيلين

[ad_1]

( الجيش تركيبتو القديمة تركيبة علمانية، التعلمجية كان بيتواطأوا مع الإسلاميين .. طبعاً ناس الجيش عندهم جلالات سفيهة كده، + ١٨، فالإسلاميين جو منعوها فالتعلمجية كان بنافقوا الضباط بتاعين الكيزان، فبكونوا بقولوا الجلالات السفيهة دي، فأول ما يشوفوا ضابط يقولوا ” لا إله إلا الله” اللي هو الفكرة بتاعة الأدلجة بتاعة الجيش ) – م. خالد سلك في مخاطبة لجمهور محدود موالي له

( طبعاً العساكر الصغار بتاعين #الجيش ما عندهم علاقة بالجبهة الإسلامية وقصصها دي، فكان الصول بقول بينا جلالات بتاعة الجيش ،العادية البقولوا فيها أي حاجة، لما يجي واحد من الضباط يقلب ويقول بينا “لا إله إلا الله” اللهو داير يقلب الهتاف حسب الأيديولوجيا البدو يغذوها الإسلاميين في الجيش ) – م. خالد سلك في حديث تلفزيوني .
للوهلة الأولى يبدو هذان القولان متطابقان، لكن اخضاعهما للفحص يكشف عن اختلافات مهمة وذات دلالة تعطي فكرة جيدة عن ازدواجية خطاب العلمانيين، وتلونه حسب الجمهور المخاطب، ما بين خطاب مراوغ يشاغب بحذر مخصص للعامة، وخطاب صريح يقتحم بجرأة/بجاحة زائدة مخصص للعلمانيين ..

عندما كان م. خالد سلك يتحدث على شاشة التلفزيون للعامة رأى الكثيرون أنه قد وصل إلى قمة الجرأة/ البجاحة :
▪️ رغم أن الحذر منعه من ذِكر كلمة العلمانية، لعلمه بوقعها السلبي عند غالبية المشاهدين .
▪️ والحذر جعله يستعيض عنها بـ ( طبعاً العساكر بتاعين الجيش ما عندهم علاقة بالجبهة الإسلامية وقصصها دي ) ظناً منه أن هذا أخف وقعاً من أن يقول عنهم إنهم علمانيين .
▪️ لكن إذا تمعنا فيما يقصده بـ “قصصها دي”، سنجد أنه يقصد ” لا إله إلا الله”، ويقصد التورع عن قول “أي حاجة”، وهذا المعنى له وقع سلبي قد يعادل وقع كلمة العلمانية، لكن إرادة توصيل الرسالة منعته من تجنبه، وكان هذا هو مقدار الحذر الذي رأى أنه يكفي لتوصيل رسالته بشكل مقبول وبأقل قدر ممكن من الاستفزاز للرأي العام .
▪️ ومنعه الحذر من الصراحة وإصدار أي حكم قيمة سلبي على الجلالات التي يدافع عنها، لعلمه أن هذا الحكم إن نطق به سيهزم الرسالة التي يريد توصيلها للمشاهدين .
▪️ وبدلاً من “السفيهة” استخدم تعبير ( العادية البقولوا فيها أي حاجة ) . والحذر هو ما جعله يحاول تمرير حكم قبمة إيجابي عبر طريقة نطقه لهذه العبارة بشكل يجعلها توحي بنوع من الأصالة والعفوية وعدم المخالفة للأعراف، وبالتالي توحي بالقبول، وبأن من منعوها قد اعتدوا على العادي المقبول ( يمكن العودة إلى الفيديو وملاحظة طريقة نطقه لهذه العبارة) ..
▪️ ومنعه الحذر من أن يعطي أمثلة لهذه الجلالات ليحكم الناس عليها إن كانت “عادية” ومقبولة يُلام مانعوها أم لا ..
لكنه عندما تحدث إلى جمهور من أنصار العلمانية أثبت أنه كان في حديثه للمشاهدين بعيداً عن قمة الجرأة/ البجاحة العلمانية، فقد تخلى عن الحذر وكان أكثر وضوحاً وصراحةً :
▪️ ذكر كلمة العلمانية صراحةً لعلمه بالوقع الإيجابي لكلمة علمانية عند هذا الجمهور .
▪️ واستخدم كلمتي “التواطؤ” و”النفاق” بكل الحمولة السلبية للكلمتين، لكن ثقته من جمهوره جعلته يثق في إن وقعهما السلبي لديهم سيتحول إلى الإسلاميين الذين “اضطروا” العلمانيين لترديد ( لا إله إلا الله )، لا إلى العلمانيين، وهم الذين يكون “العادي” عندهم هو السفاهة، و”النفاقي” هو الشهادة !
▪️ أما الجلالات فقد كان صريحاً عندما وصفها ب( السفيهة) و( +١٨ )، لعلمه بضعف حساسية الجمهور الجالس أمامه تجاه السفاهة، بل وربما عدم وجود الحساسية أصلاً . وفعلاً كان رد فعلهم هو الضحكات التي توحي بالقبول ..
▪️ والأكيد أن الضحكات كانت ستكون أكثر لو أن جرأته/بجاحته جعلته يذكر أمثلة للجلالات السفيهة مع ضمان عدم التسجيل !
▪️ وطبعاً لم يرَ في علمانية الجيش “أدلجة” يذمها، ولم يرَ في “الجلالات السفيهة” التي تخدم هذه الأدلجة مخالفة !!
من كل هذا نستنتج :
▪️ لن نكون بعيدين عن الحقيقة إن قلنا إن ازدواحية الخطاب هي أصل عند العلمانيين، تفرضه طبيعة مشروعهم، وقناعتهم بعدم قابليته للتسويق للعامة إلا بقدر من التقية التي تغطي على حقيقته الكاملة .
▪️ ولن تكون مبالغة إن قلنا إن هذا “التفضيل” العلماني للجلالات السفيهة يضطرد ويسري على كل تفضيلاتهم وأنه يصح فيهم القول بأنهم ما خُيِّروا بين أمرين إلا اختاروا أسفههما أو أقربهما إلى السفاهة !
▪️ولن نكون متعسفين في الاستنتاج إن قلنا إن جعفر حسن (سفارات) عندما حاول التبرؤ عن سفاهة الاعتصامات ونسبتها إلى الكيزان، لم يفعل ذلك لقناعته – عكس خالد سلك – بعدم ارتباط السفاهة بالعلمانية، وإنما لتقديره بأن جرعة السفاهة في الاعتصامات كانت أكبر مما يحتمله السكان القريبين من أماكن الاعتصامات ومما يحتمله أغلبية الشعب .
▪️ ولن نكون قد تعسفنا في التحليل إن قلنا إن هذا أحد أسباب قزامتهم ، فمعظم أحاديثهم لا يقتنع بها تمام الاقتناع إلا القلة ممن لديهم استعداد مسبق وقناعات جاهزة تتجاوز المصرح به إلى ما بعده مما يشكل أساس المشروع في صورته الأصلية غير المغطاة، فهذه الأحزاب قد اختارت القزامة منذ أن اختارت حرمان نفسها من معظم ما يثير حماس الجماهير، ومنذ أن راهنت على معاكسة وجدانهم وعلى قدرتها على إعادة تشكيله ليتحمسوا إلى كل شاذ وسفيه من المواقف .
إبراهيم عثمان

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى