السياسة السودانية

هل وقف الشعب على مسافة واحدة من الجيش والجنجويد؟

ذكرنا سابقا ان المتابع للمشهد العام لا تفوت عليه ملاحظة انقسام صفوة المدنيين بين مؤيد سري للجنجويد واخر أعلن انحيازه للجيش ومعسكر ثالث محايد تماما جله ضد الطرفين بنفس القدر.

المعسكر الداعم للجيش لا ينحصر في مجموعات الاخوان. يجمع داعمو الجيش خارج معسكر الاخوان على ان الجيش مؤسسة مليئة بالعيوب وارتكبت اجرام كانوا هم افصح من وثقه ولكنهم يرون ان الجنجويد ليس الحل وان هزيمة الجيش تعني انكسار اخر ركائز الدولة السودانية التي سوف يذهب ريحها بسقوطه ويقولون اصلاح الجيش اكثر مهمة الحاحا بعد نهاية الغزو المليشياتي.

في الجانب الاخر نري ان ان داعمي الجنجويد اضمروا وتفادوا التصريح ولكنهم تماهوا مع خطاب الجنجويد ووفروا المساعدة له بترديد تجاوزات الجيش وتصويره كذراع اخواني وسكتوا عن الانتهاكات التي يرتكبها الجنجويد أو افردوا لها كسرا صغيرا في مناحاتهم يصلح كحاشية ولا اكثر.

وهناك أيضا تيار معتبر يتمني الا ينتصر أي من “طرفي النزاع” وهو تيار الدرون – أي التعادل ويعارض هذا التيار كلا الطرفين بنفس الدرجة ولا يري أي فرق بينهما ولا يهمه من ينتصر.
ما هو الأقرب لرأي الشعب من بين هذه التيارات الثلاث؟

للإجابة على هذا السؤال لا بد ان نقر بان موقف الشعب لخصه شعاره العبقري الذي أبان الإجابة قبل اندلاع الحرب حين قال في تلخيص كثيف “العسكر للثكنات والجنجويد ينحل”.
نلاحظ ان شعار الشعب يرفض تدخل الجيش في السياسة ويدعو لانسحابه للثكنات وان يترك السياسة للمدنيين، ولكنه لا يساوي بين الجيش والجنجويد علي الاطلاق.

تتضح عدم مساواة الشعب بين الجيش والجنجويد في ان شعاره لم يقل “العسكر للثكنات والجنجويد للثكنات”. ولم يقل “الجيش ينحل والجنجويد ينحل”. ولكنه أكد على أهمية وجود جيش في ثكناته يحمي البلاد ويقوم بمهام الجيش المحترف. وأكد على ضرورة حل الجنجويد وليس ذهابهم الي أي ثكنة.

اذن فان المساواة بين الجيش والجنجويد تحت أي مبرر مجرد ضلال وانحراف عن فطرة الشعب السليمة. كما ان عدم المساواة بين الجيش والجنجويد لا يعني انحياز لتيار اخواني ولا لدكتاتورية عسكرية اذ انه يصر علي ان العسكر للثكنات كشرط لتأسيس ديمقراطية مدنية.

معتصم اقرع


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى