السياسة السودانية

شوقي سأل المحبوب عن علاقة الجيش بالإسلاميين، ولكن إجابته كانت، عكس المتوقع، مخيبة للقحاتي

الصحفي القحاتي جاء بالمحبوب عبدالسلام ليضرب به الإسلاميين (في الواقع تكاد تكون هذه هي الوظيفة الوحيدة للإسلاميين السابقين؛ يقتصر دورهم في هذه الوظيفة، ويتم الاحتفاء بهم، وقبولهم ضمن حدود هذا الدور؛ وظيفتك أن تكون ضد-إسلامي وحسب، لا أكثر.)
المهم، شوقي سأل المحبوب عن علاقة الجيش بالإسلاميين، ولكن إجابته كانت، عكس المتوقع، مخيبة للقحاتي، ولدعاية القحاتة.

قال له ما معناه أن العصبية العسكرية أقوى من العاطفة الدينية، وأن الإنتماء للحركة الإسلامية لا ينطوي على بعد إقتصادي/طبقي كما هي الحال مع الحزب الشيوعي مثلاً، ولذلك فالعسكري الإسلامي- بالعاطفة الدينية- عندما يدخل إلى الجيش يصبح ولاءه للجيش أكبر من ولاءه للحركة الإسلامية، خصوصاً وأن العقيدة العسكرية للجيش لا تتعارض مع عاطفته الدينية. واستدل المحبوب بالمفاصلة التي رآها الجيش كصراع بين البشير قائد الجيش والترابي قائد الحركة فانحاز العساكر الإسلاميين لقائد الجيش في هذا الصراع.

باختصار، إجابة المحبوب يمكن تلخيصها في العبارة “جيش قوقو”. الجيش السوداني جيش قوقو/ كمبة كبك/ جيش أغبش. لو دخلته إسلامي ستتعسكر في النهاية.

طبعاً هناك زاوية أخرى للتحليل تنظر إلى الجبهة القومية كلها كتيار وطني/قومي في الأساس أكثر منه تيار أيديولوجي ديني منغلق، وعليه فليس هناك ضباط إسلاميين في الجيش بقدر ما هم ضباط وطنيون/قوميون. فإذا كنت وطني ومنتمي لهذه البلد ولهويتها وليس لديك مشكلة مع الدين فلا يمكن تمييزك إن كنت عسكري إسلامي أو عسكري جيش قوقو. شخصياً لا أعتبر وجود عسكري بتوجه إسلامي داخل الجيش مشكلة. المشكلة حينما ينتمي لتنظيم عسكري/سياسي داخل الجيش ويعمل بمعزل عن الأطر المؤسسية المعروفة لمؤسسة الجيش. وعليه فأنا أرى علاج مشكلة الجيش والسياسة في البلد ليس في تصفية الجيش من ضباط يوصفون بالإسلاميين وإنما في ابتعاد القوى المدنية وعلى رأسها الإسلاميين عن العمل داخل الجيش وإخراج الجيش من السياسية بشكل حقيقي وكامل.

هذا شرط لتسوية معقولة؛ تتوقف مساعي تفكيك الجيش بدعوى تمكين الإنقاذ في مقابل خروج الجيش من العمل السياسي وإلتزام الإسلاميين بالتنافس الديمقراطي وكذلك بقية القوى المدنية، وعفا الله عما سلف الخاين الله يخونه.

(طبعاً هذا لا يلغي ضرورة إقامة حوار وطني شامل والاتفاق على نظام سياسي جديد عبر الحوار والتوافق ومناقشة كل مشاكل الحكم والسلطة بما في ذلك إصلاح مؤسسة الجيش ولكن بأجندة وطنية وليس أجندة عميلة هدفها تفكيك الجيش نفسه)

حليم عباس


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى