الغالي شقيفات يكتب : مُعوقات الاستثمار في السُّودان
[ad_1]
جاء في الأخبار أنّ سفير رواندا لدى السودان، أبيل بوهونغو، دعا المُستثمرين ورجال الأعمال السودانيين إلى الاستثمار في رواندا ضمن اتفاقية السوق المُشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا).
وأكّد في تصريحٍ صحفي خلال مُشاركته بمُلتقى السودان الزراعي العالمي الثالث، على التزام بلاده بتعزيز التعاون المُثمر بين السودان ورواندا في إطار الكوميسا وخاصةً السودان، مشيراً إلى أهمية تطوير التعاون بين البلدين، خاصّةً في المجال الاقتصادي.
وأكيد دعوة السفير تجد من يلبيها، وسألت مستثمراً سودانياً من قبل، قال لي إنّ إجراءات تسجيل الشركة تنتهي في نفس اليوم أو الذي يليه، وهي في عقدين من الزمان فقط تحوّلت من بلد يُعاني من الاضطرابات والحروب الأهلية والمجاعة إلى قوة اقتصادية عظمى في أفريقيا..!
هذا البلد المعروف باسم “سنغافورة القارة الأفريقية”، بالإضافة إلى الإجراءات البسيطة وتكاليف الاستثمار المُنخفضة، تمتلك رواندا العديد من الفُرص الاستثمارية والمُنافسة المُنخفضة، بالإضافة إلى تكاليف الاستثمار المُنخفضة أيضاً، وأصبحت وجهة للمستثمرين الكبار والصغار من جميع أنحاء المعمورة، وذلك لأنّها تمتلك بيئة استثمارية فريدة تجذب المُستثمرين من جميع أنحاء المعمورة، غير أننا في السودان، يُواجه المستثمر معوقات كثيرة من الإجراءات والمعوقات والمتاريس والبيروقراطية، “الموظف يطلع الفطور يتم ثلاث ساعات، ويمكن يقول ليك امشي وتعال بكرة”، إضافةً إلى عناصر أخرى تمثل تحديات حقيقية كالأمن والاستقرار السياسي واستقرار سعر الصرف وتوفير المياه والكهرباء، فلا يُمكن أن أنشئ مصنعاً من غير كهرباء، ومع وجود قوانين مُقيّدة وعديد الأسباب، جعلت الكثير من الرأسمالية الوطنية تهرب بأموالها للخارج. واليوم في أي دولة تجد مستثمراً سودانياً هارباً من بلده، وتابع الآن سوق العقارات ستجد المعروض فوق الطلب، فالحكومة مُطالبة بمراجعة سياسات الاستثمار والدولار الجمركي.
ومعلومٌ أن للاستثمارات الأجنبية المباشرة والتي تُديرها الشركات مُتعدِّدة الجنسيات دوراً مهماً في تنمية اقتصاديات الدولة، حيث أن لا أحدٌ يتجاهل أهميتها في ذلك ودورها في زيادة القُدرات الإنتاجية لأيِّ بلد خاصّةً السودان، وتعمل الاستثمارات الأجنبية المباشرة المُوجّهة بصورة دقيقة على زيادة التكامُل بين القطاعات ممّا يُحقِّق تنمية متواصلة، لذلك يجب الاهتمام بهذا النوع من الاستثمارات من قِبل الحكومة، وخَاصّةً نحن من الدول النامية التي ينبغي أن تسعى جاهدةً لاستقطاب أكبر قدرٍ مُمكنٍ من المستثمرين الأجانب وتوطينهم.
ويُعتبر جذب الاستثمار الأجنبي المُباشر من القضايا ذات الأهمية للسودان، نظراً للمنافع التي يولدها، مُقارنةً بالأنواع الأخرى من تدفقات رؤوس الأموال الخارجية، حيث لا تقتصر أهميته على أنه مُجرّد آلية لجذب التدفقات المالية الأجنبية، وإنّما يُؤْمل في أن يؤدي إلى الإسهام في قاعدة الأصول غير المنظورة كنقل التكنولوجيا الحديثة وأنظمة الإدارة المتقدمة وتدريب القدرات البشرية وزيادة القدرة التنافسية.
وكانت وزارة الاستثمار في عهد الوزير السميح الصديق، قد قامت ببذل مجهودات كبيرة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة سواء كان ذلك من خلال الإصلاحات الاقتصادية وخلق البيئة الاستثمارية الملائمة والجاذبة للاستثمار أو من خلال الإصلاحات التشريعية وسن القوانين التي تحكم وتنظم بيئة الأعمال، وما زلت أقول إنّ السودان بلد يحتاج إلى ضعف سُكّانه حتى يُساهم في الإنتاج العالمي وإصلاح أراضيه واستغلال موارده.
صحيفة الصيحة
مصدر الخبر