السياسة السودانية

صباح محمد الحسن تكتب: ذكرى الثورة للشعب ما يريد

تمر علينا اليوم الذكرى الرابعة لثورة ديسمبر المجيدة ، التي كانت ومازالت شعلتها متقدة رغم كل ما مرت به من مصاعب ومصائب ، وفقد ووجع وحزن ورحيل ، رغم كل هذا ظلت هي المآذن التي تنادي صباحا ومساء من أجل التغيير الى واقع أفضل ، تنشد الحرية والسلام والعدالة لتحقق رغبة النهوض والتقدم لهذا الوطن الحبيب.

وعظيم أن تبقى الثورة كما هي جزءاً لا ينقسم عن نبض القلب والخبز والماء وأكف الكادحين ، فسبحان من جعل الحرية بلا دين حتى يعتنقها الجميع على حد سواء ، وثورة اشبه بضوء شمس أنارت لنا الدرب ، ووضعتنا على قمم الوعي واعادت ترتيبنا اجتماعيا وثقافيا ، وأوقدت في قلوبنا لهيب يحرق حصاد احلامهم ، ليبقى ندائنا خلف أبوابهم المغلقة في كل يوم ، ثورة ، ان لم يعوا فالثورة اعصار غضب يخيط البرق مسبحة في ايادي أبطالها ليعزفوا في كل مرة ، معاني العزة والصمود والقوة والكبرياء وحب الوطن .

ويسألونك عن المشاركة في هذا اليوم وعلى الطاولة اوراق سياسية ، يسعى الممسكون بالقلم فيها لإيجاد حل سياسي لتخرج البلاد من لُجة الذي أغرقنا فيه الانقلاب ، والجواب أن كيف يعتقد البعض ان قبول الحل السياسي يضعك بمعزل عن الشارع الثوري !! إذن كيف يكون الشارع واقفا وباذخا وشامخا ، أن عادت له المكونات السياسية الموقعه على الإتفاق تتأبط خذلان العسكريين وغدرهم يوما ، الم تقل قحت بنفسها ان فشل الإتفاق او إن نكث البرهان عهده ، لا قبلة لها تُيمم نحوها سوى الشارع ، إذن كيف للبعض ان لا يريد شارعا حيا الآن قد يحتاجه غدا !! ،
فإن خذلنا الشارع اليوم وساهمنا في إخماد نيران لهيبه كيف نضمن ان يكون بذات الجذوة عندما نعود له ونحن نتأبط الخيبة والأسف ، فالبرهان مازال ممسكا بكأس المُر بيده لن يأبه ان يقدمه جرعة قاتلة في أي وقت ، والسؤال لكل الذين تتصارع بافكارهم جملة استفاهامات ، حتى لا نتوه معا في طرقات المواقف ، ليسبق سؤالي هذا الإجابة ، ما علاقة التسوية السياسية الجارية بالشارع الثوري ؟! ، فالاتفاق من صميم عمل القوى والمكونات السياسية ، قالت إنه سيحقق كثير من مطالب الثورة ، هذا العمل يجب ان يأخذ فرصته دون ان نعمل على إجهاضه او يشغل الذين يرفضونه عن الهدف الأساسي ، بالمقابل فأن حراك الشارع عمل ثوري تقوم به لجان المقاومة الرافضة للتسوية التي تريد إسقاط قادة الإنقلاب ، وهنا ايضا يجب ان لا تغشى رياح الإزعاج من هذا الحراك أهل السياسة ، وان يُترك للشارع خياره كاملا ان طالب باسقاط الانقلاب او التسوية او الاثنين معا ، ففي هذا اليوم تحديدا للشارع خياره في ما يريد.

وان كانت ادوات الحل ثلاث اولها حراك الشارع وثانيها العمل السياسي وثالثها المجتمع الدولي إذن لماذا يأخذ القلق السياسيون من الأول و يلهي الثورويون الشك في الثاني !! ويحاول البعض أن يضع تخوما بينهما ، وكأننا نحقق رغبة اعداء الثورة الذين يصطادون ليل نهار في بحر الجفاء والقطيعة بين القوى السياسية والثورية .

وذكرى ديسمبر المجيدة يجب ان يشارك الجميع فيها، فهي مناسبة تاريخية وطنية مهمة تتجدد فينا كل يوم ، لن يتخلى الشعب عن المشاركة في عيدها ، وان تحققت المدنية كاملة ، هذا اليوم الذي ضحى لأجله عشرات الشهداء بأرواحهم الطاهرة ، وعهدنا معهم باق ببقاء هذا الوطن .
طيف أخير:
نحن لا نتعثر بالحديث عن الشارع نحن ننحني له علنا به نسمو ونستقيم ونرتقي!!

صحيفة الجريدة


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى