السياسة السودانية

موكب الكرامة… تفاصيل ظهور قيادات الحركة الإسلامية في الساحة والتحالفات الجديدة

أعلنت جماعات دينية مشاركتها في موكب الكرامة الذي تنظمه نداء أهل السودان، وينطلق غدًا السبت 29 أكتوبر، رافضًا للحوار الثنائي بين المكون العسكري وفصائل قوى الحرية والتغيير، ولتوصيل صوتها للقوى الإقليمية والدولية تنديدًا بالتدخلات الأجنبية في الشأن السوداني، خاصة مبادرات الآلية الثلاثية وتحركات المبعوث الأممي رئيس اليونتامس فولكر بيرتس والنشاط الذي ابتدره السفير الأمريكي الجديد بالخرطوم جون غودفري. وحددت منطقة الخرطوم شرق حيث موقع مقر البعثة الأممية بتقاطع شارع الستين مع أوماك نقطة تجمع وانطلاقة الموكب ظهيرة يوم غدٍ السبت.

ومن المتوقع أن تتم خلال الموكب مطالبات بإنهاء مهام بعثة الأمم المتحدة وطرد فولكر بيرتس والمطالبة بتقييد حركة السفراء الأجانب والدعوة لتسريع تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة واستكمال هياكل السلطة الانتقالية على مستوى المركز والولايات والتأكيد على دعم الجيش وبقية المنظومة العسكرية الأخرى ممثلة في الدعم السريع وجهاز المخابرات العامة وقوات الشرطة، هذا فضلًا عن الإعلان عن رفض مسودة الدستور الانتقالي المقترحة من تسييرية نقابة المحامين. وأكد بيان صادر عن نداء أهل السودان أن موكب الكرامة يمثل صوت الأغلبية الصامتة التي تدعو للحفاظ على السيادة الوطنية وترفض الوصاية والتدخلات الخارجية.

* واستبقت مبادرة نداء أهل السودان – التي يقف عليها الخليفة الطيب الجد – انطلاقة موكب الكرامة بحراك قاعدي ومجتمعي واسع لخلق شبكة علاقات قوية مع تنظيمات العمل الإسلامي والطرق الصوفية من جهة، والإدارة الأهلية والقيادات المجتمعية وزعامات القبائل من جهة ثانية، والقيادات النقابية والعمالية التابعة للحركة الإسلامية من جهة ثالثة، هذا علاوة على نشاط نداء أهل السودان الذي غطى مناطق متفرقة بولاية الخرطوم، علاوة على أنشطة في ولايات النيل الأبيض، جنوب كردفان، الشمالية وولايات الشرق. فعلى صعيد ولاية النيل الأبيض كسب نداء أهل السودان توقيع القطب الصوفي الشيخ العبيد الشيخ برير خليفة الطريقة السمانية وأعيان الإدارة الأهلية والشيخ برير بمنطقة شبشة بولاية النيل الأبيض، وفي كسلا التقى وفد نداء أهل السودان بناظر قبائل عموم البني عامر، علي إبراهيم دقلل، كما زار رئيس مجلس شورى قبائل الجوامعة الفريق الركن محمد بشير سليمان؛ الطيب الجد في مسيده بأم ضوًا بان، ناقلًا له دعم قبائل الجوامعة لمبادرات نداء أهل السودان ومشاركة المك عجيب الهادي رئيس الإدارة الأهلية والمقدوم صلاح الدين محمد الفضل رئيس الإدارة الأهلية بولايات إقليم دارفور والقيادي في الحركة الإسلامية محمد عبدالله كوكو رئيس تحالف كيانات الوسط والأمير مسلم مصطفى ختم وكيل ناظر المسيرية بكردفان.

* وعلى صعيد الجماعات الإسلامية دعت جماعة الإخوان “الأم” بقيادة المراقب العام سيف الدين الأرباب جماهيرها بولاية الخرطوم والولايات الأخرى للخروج والمشاركة في موكب الكرامة وطالبت جماعة الإخوان المسلمين القوى السياسية وقطاعات المجتمع بالمشاركة في الموكب تعبيرًا لرفض مشروع دستور 2022 المقدم من نقابة المحامين، ووصفت الجماعة في بيانها الذي حمل توقيع مراقبها العام سيف الدين الأرباب وثيقة الدستور بالمعيبة واعتبرت الدستور بأنه مستجلب و”صنيعة أجانب” وأن الخيار هو رفضه ومقاومته بكافة السبل المشروعة، وأكدت جماعة الإخوان المسلمين أن المشاركة في موكب نداء أهل السودان يأتي تأكيدًا لرفض أي تسوية تعيد قوى الحرية والتغيير إلى السلطة ومركز القرار في البلاد لأنها تمثل إعادة تدوير لـ “الفشل”، وعلى درب الإخوان المسلمين سار التيار الإسلامي العريض المكون من الطرق الصوفية وجماعة الإخوان المسلمين جناح عادل على الله وتيار الأمة الواحدة بقيادة محمد علي الجزولي والإصلاح الآن ومنبر السلام العادل والجماعات السرورية وتيار نصرة الشريعة. وأصدر التيار الإسلامي العريض بيانًا داعمًا لموكب الكرامة داعيًا كل عضوية هذه الجماعات للمشاركة في الموكب، وأكد بيان التيار الإسلامي العريض أن الدين دونه خرط القتاد ويحرسه رجال ونساء يسترخصون كل شيء في سبيل مبادئهم والدفاع عنها، ووصف البيان ما يجري بالبلاد حاليًا بأنها “مخططات السوء وصار الأمر بيد السفارات ووكلائها الذين يريدون أن يعيدوا قوى الحرية والتغيير للسلطة بعد أن شهد جميع أهل السودان بفشلها”، وشدد التيار الإسلامي العريض أن موكب الكرامة هو رد عملي على هذه “المؤامرات”.

* ويتزامن كل ذلك مع حراك دعوي وعلمي كبير يتبناه عدد من قيادات الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني من خلال الترتيب لعقد ملتقى علمي وفكري تشارك كليات جامعية خاصة يقف عليها أقطاب الحركة الإسلامية، مثل كلية نبتة التي يرأسها الوزير الأسبق ووالي ولاية الجزيرة في النظام البائد البروفيسور الزبير بشير طه بالتنسيق مع كليات أخرى من بينها “الفجر، النهضة، العلوم الطبية والتكنولوجيا” ويجيء المؤتمر العلمي تحت عنوان “الخطاب النبوي خصائصه ومقاصده.. مدخل لمعالجة خطاب الكراهية” بالتنسيق مع ملتقى العلماء الذي يرأسه الأمين العام السابق لهيئة علماء السودان إبراهيم الكاروري وبمشاركة البروفيسور حسن أبو عائشة والأمين العام لهيئة الدعوة الشيخ ميرغني محمد عثمان ونائب الأمين العام للحركة الإسلامية إمام وخطيب مجمع النور الإسلامي أحمد عبد الجليل الكاروري، وسينعقد الملتقى الدعوي في قاعة هيئة الحج والعمرة شرقي ساحة الحرية “الساحة الخضراء” بأركويت. وقال رئيس ملتقى العلماء إبراهيم الكاروري إن مؤتمر الخطاب الدعوي الذي ستجري أعماله صبيحة يوم غدٍ السبت يأتي والبلاد تعاني من حالة تجريف قيمي وأخلاقي أدى إلى سيادة خطاب الكراهية حتى أصبح هذا الخطاب البغيض جزءًا من التعاطي اليومي مع القضايا السياسية والاجتماعية، وأن حالة العجز السياسي وانسداد الأفق وهزال البنية الفكرية يتطلب استنهاض همم الأئمة والدعاة والقيادات الفكرية ومراكز البحوث والدراسات للقيام بواجب النصح والإصلاح والتصدي لهذه التحديات باعتبار ذلك فريضة دينية وأمانة وطنية، في ذات الوقت الذي خططت فيه مبادرة نداء أهل السودان – عبر هيئة تنسيقية المساجد – للاستفادة من المنابر وخطب الجمعة في عدد من مساجد الخرطوم للتعبئة العامة واستنفار المصلين ومرتادي المساجد للمشاركة في موكب الكرامة وحثهم للنزول للشارع عقب أداء صلاة الجمعة.

السوداني


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى