السياسة السودانية

من الحرامي يا وجدي صالح ؟!

كلما قلنا إننا تجاوزنا هذه الظواهر العابرة التي تسيدت المشهد السوداني على حين غفلة من الزمان وأوردت البلاد موارد الهلاك .. أبت هذه الظواهر إلا أن تعيدنا لها بتصريحاتها المستفزة والمقززة ..

* أحد هذه الظواهر (وجدي صالح) القيادي بالبعث وعضو لجنة التمكين المحلولة وصاحب العرض التلفزيوني البهلواني كل خميس (أراضي أراضي) أكيد تذكرونه..

* وجدي وفي حالة الصدمة والهياج التي يعيشها هذه الفترة خرج بتصريح وهو الذي لم يعد يملك غير التصريحات قائلاً: حكومة حمدوك ليس فيها شخص “حرامي” مطلقاً.. وجدي أراد أن يقول إن حكومتهم المبادة طاهرة وشريفة.. حسناً يا وجدي..

* إذا كانت فعلا حكومة حمدوك ليس بها حرامي فنحن إذن في حاجة إلى تعريف السرقة والتخريب والتدمير.. حقاً نحن نحتاج إلى تعريفات حقيقية لضبط المصطلحات وفهمها حتى يتسنى لنا فهم العبقري وجدي صالح..

* هل ذاكرة الشعب السوداني خربة وسمكية إلى هذه الدرجة لتنسى ما فعلته به حكومة الضعيف حمدوك والبهلوان وجدي!!

أنا لن أقف كثيراً فيما قاله عضو لجنة التمكين التائب خالد عجوبة المتهم بقضايا فساد، اتهم بتوريطه فيها لجنة وجدي ذاته .. لن أقف في اتهام عجوبة لوجدي بسرقة الشاشة الضخمة.. هذا اتهام سخيف أمام قضايا بلد وقع في غفلة من الزمان في أيدي فاسدين ومستهترين .. ولن أقف في مواقف وجدي نفسه.. هذا المهرج العابث الذي جاء ليقسم السودانيين ويجعل كل من كان خلال فترة الإنقاذ ليس سودانياً يحق له ما يحق للمواطن!! هل ننسى صورة وجدي نفسه وهو يتبسم ملء شدقيه أمام مولانا أحمد إبراهيم الطاهر وهو يستلم منه شهادة تقييد حزبه في برلمان الإنقاذ!! ارجعوا للصور لرؤية وجدي الفرح المتهلل لاستلام شهادته من المؤتمر الوطني .. ثم عودودا أيضاً لحديث سابق له بصفته محاميا على سودانية٢٤ في مداخلة لبرنامج حال البلد وهو يثني ويشيد ويمتدح النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح لتدخله في قضية تخص المدارس الخاصة على ما أذكر.. إذن وجدي المتنطع الذي يُجرم الناس.. كان من المتعايشين مع نظام الإنقاذ!! والدلائل موجودة..

* هل أجرد لكم بعض ما فعلته حكومة حمدوك التي يشيد بها وجدي من فظائع في السودانيين؟؟ هل أبدأ بالأموال التي كانت تأتي لمكتب حمدوك من الاتحاد الأوروبي؟؟.. هل هذا يحدث في دولة محترمة!! أم أنتهي بمبلغ 335 مليون دولار التي دفعها حمدوك لأمريكا من أموال المعاشات وجيوب البسطاء دون جدوى..؟

– أم نبدأ الحساب بفساد شركة الفاخر التي أبرمت معها حكومة حمدوك عقداً لشراء الذهب وتصديره واستيراد السلع الأساسية بعيداً عن الإجراءات المتبعة في هكذا حالات.. وقالوا إن الغرض من هذه التعاقدات تثبيت سعر صرف الدولار في حدود (60) جنيهاً، ثم إذا به في حدود (600) جنيه!.. ارجعوا إلى مقالات الأستاذين عادل الباز ومزمل أبوالقاسم لتنعشوا ذاكرتكم في خراب حكومة حمدوك وشركة الفاخر..
* ما الذي نذكره وما لا نذكره حتى نثبت تجاوزات العهد البائد؟

هل نبدأ بأموال مكتب رئيس الوزراء التي كانت لا تخضع لسلطة المراجع العام.. أم نتحدث عن غياب تقارير المراجع العام طوال فترة حكمكم.. أم نتحدث عن ملايين الدولارات المبددة التي جاءت لوزارة أكرم التوم للكورونا!!

أم نذكرك يا وجدي أنت بالذات حينما وصفكم الدكتور الدرديري محمد أحمد بالفاسدين والحرامية على الملأ وطالبك بمقاضاته وهو القانوني الذي يفهم ما قاله.. وأنت كذاك قانوني لماذا لم تقاضه بعد مرور أكثر من نصف عام؟!!

* ثم ماذا نقول عن تدميركم للسودان عبر لجنتكم التمكينية التي أفسدت ونهبت وخربت المؤسسات العامة والخاصة.. أو عن تمكين حكومتكم العجيب في المؤسسات والوزارات .. نقول لكم كيف استغلت أحزابكم الكرتونية مؤسسات الدولة، وماذا فعلتم بالتعيينات في وزارة الخارجية والشباب والرياضة ووزارة الإرشاد والأوقاف وشركة الكهرباء، وكوادركم الموجودة حتى اللحظة والتي نُقل بعضها إلى مؤسسات تابعة للخارجية والأوقاف خارج السودان (خوفاً من انقلاب البرهان).. ثم هل نقول لكم عن نهبكم للأموال عبر لجنة التمكين وتخزينها في بيوتكم .. أو عن الابتزازات المخجلة لرجال المال والأعمال..؟! هل نذكر ونذكر ونذكر .. قطعاً المساحة لن تتسع .. فاصمت واخجل يا وجدي…

محمد أبوزيد كروم

محمد ابوزيد كروم
محمد أبوزيد كروم


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى