السياسة السودانية

أشرف عبد العزيز يكتب: مارس حارس!!

[ad_1]

احتفلت الكتلة الديمقراطية بتعديلات أجرتها على الوثيقة الدستورية في ورشة القاهرة ملخصها هي إصرار التحالف على المشاركة في السلطة ككتلة وليس كأحزاب فردية وهذا إن دل إنما يدل على محاولة قيادات الحركات والأحزاب المنضوية تحت التحالف الحفاظ على مكتسباتها السلطوية.
ما كانت الكتلة الديمقراطية والمتحالفين معها حديثاً في حاجة إلى الذهاب لقاهرة المعز لأنهم في الأصل يمثلون تحالفاً واحدة ومتماهين سياسياً وكلهم يؤيدون الانقلاب.
بعضهم يستوهم أنه بالإمكان وضع توصيات ورشة الاتفاق الاطاري في كفة مع الاتفاق الإطاري وبالتالي يعتبر موقف سياسي جديد يعادل الاطاري ما يجعل القوى الدولية والإقليمية المساندة للإتفاق (تدك الورق) وتوزع (الكوشتينة) من جديد وهكذا بهذه البساطة يقلبون الطاولة على (قحت) المركزي.

من الواضح أن تصريحات العسكر الأخيرة تشير إلى أنهم أيضاً يلوحون باستخدام الكتلة الديمقراطية مرة أخرى، وظهر ذلك جلياً بعد زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى الخرطوم وزيارة وزير الخارجية الروسي لا فروف التي بدأت أمس وفيما يبدو أنهم يعتقدون أنه يمكن المجاهرة بالتنصل عن الاطاري ما دام هنالك خيارات في التحالفات المحلية والإقليمية.
والغريب أن المعادلة السياسية واضحة و(الطرطشة) و(الخرخرة) لن تجدي فالاطاري يؤيده كل المجتمع الدولي ومحاولات القوى الانقلابية عسكرية كانت أم سياسية تجد تأييداً محدوداً من قبل الشعب السوداني ومصر وروسيا والصين.
أمس عبر المبعوثون الدوليون الى السودان، عن أملهم أن تسرع الأطراف الموقعة على الاتفاق السياسي، في تكوين حكومة مدنية لديها القدرة على إخراج السودان من الأزمة الاقتصادية والسياسية الحالية. وقال مساعد وزير الخارجية الامريكي بالإنابة، بيتر لورد، عقب اجتماع المبعوثين مع القوى المدنية الموقعة على الاتفاق السياسي ، إنهم هنا ليؤكدوا دعمهم للإتفاق السياسي الإطاري. وأضاف أنه من الواضح أن الإتفاق السياسي الإطاري الذي تم توقيعه في الخامس من ديسمبر؛ يعتبر الأساس الأمثل لتكوين الحكومة المدنية القادمة في السودان، والأساس الأمثل لتأسيس الترتيبات الدستورية التي ستفضي إلى فترة انتقالية تنتهي بإنتخابات.
أبجديات العمل السياسي لتحديد المواقف السياسية المعرفة بموازين القوى التي يتم التحالف معها سواء كان على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي لكن في كثير من الأحيان عدم الإلمام بأولويات التفكير السياسي تعرقل جهود الساعين للحل من قبل نهازي الفرص الذين يحبون الأكل على كل الموائد.

الحركة الاسلامية هي الأخرى استنفرت قواعدها وخاطب الكباشي حشودها وغضت الطرف عن زيارة كوهين وعادت تجدد رفضها لزيارة وزير خارجية تل أبيب تزامناً مع المبعوثين ليس لسبب.. فقط لأنهم قطعوا الطريق الأخير لمحاولاتها اجهاض الاتفاق الاطاري وأعلنوا دعمهم له وبالتالي ستكون أزهار الشتاء بخيلة ولن تثمر تفاحاً لقيادات الحركة يأكلونه في حلاوة العودة إلى الحكم الذي يريدون الوصول إليه مرة أخرى مهما كلفهم ذلك من تكاليف.

كل مناورات الفلول وتكتيكاتهم أصبحت فارغة ولا تسمن ولا تغني من جوع فالإنقلاب إنتحار ومحاولات الحركة الاسلامية إصدار بيانات عن المبعوثين والتدخل الدولي لا تجدي فالكل لم ينس الدواعي والأسباب التي جعلت التدخل الأجنبي ماثلاً، فكثير من اجهزة المخابرات لها صولات وجولات وقدمت الانقاذ في سبيل العودة لأحضان المجتمع الدولي كل القرابين وحملت عرابها الشيخ الترابي وزر توتر العلاقات وغيرها من الانبطاحات التي يعلمها الصغار اليافعين .. مهما كان التماهي بين الانقلابيين فلا حل أمامهم غير العملية السياسية وإن صرفوا مرتبات شهر فبراير فـ(مارس حارس) ووزير مالية الانقلاب غير مستعد فتبريراته تدلل عن عجره التام (في نقص في الإيرادات) أو كما قال..فهل ستصمد حكومة فاشلة في دفع مرتباتها؟

صحيفة الجريدة

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى