السياسة السودانية

معركة الزي تعود للجامعات السودانية وطالبات يشهرن التمرد

سودان تربيون : خاص

ابتدعت جامعة الرباط الوطني في العاصمة السودانية وسيلة جديدة لتفعيل اللوائح الخاصة بمظهر الطلاب عبر رسومات إرشادية وضعت في  مدخلها تحث على ارتداء الطالبات للحجاب ومنع الخلخال- اسورة توضع في الساق-  والزمام – قرط صغير على الأنف-.

وتعيد الخطوة الى الأذهان سنوات التسعينات من القرن الماضي حين أجبرت غالبية الطالبات في الجامعات السودانية على ارتداء زى محدد يمنع إظهار مفاتنهن ويات الزى شرطا لدخول الحرم الجامعي قبل أن يتم التخلي عن هذه الضوابط تدريجيا.

ومن جديد تثير بعض الجامعات مسألة التقيد بزي محدد ردود أفعال واسعة ومتباينة وفيما استحسن البعض القرارات وصفته أخريات بأنه مصادرة للحريات ويتعارض مع خيارات الأسر.

وتعمد بعض الطالبات حسبما رصدت “سودان تربيون” للالتزام بتلك الضوابط عند الدخول فقط لكن بعد أمتار قليلة يعمدن لارتداء الخلخال والزمام وخلع غطاء الرأس.

وبررت مجموعة منهن التصرف بعدم الرغبة في الالتزام بتلك القيود وتعارضها مع ميول الأسرة التي سمحت لهن بمغادرة المنزل بما يتفق ورغباتهن.

وفي موازاة موجة الرفض للوائح يؤكد عميد شؤون الطلاب اللواء جبريل كرشوم في مقابلة مع سودان تربيون أن “اللائحة قديمة ويتم تجديدها من وقت لآخر”.

وأضاف “أي طالب يأتي للجامعة بمحض إرادته يوقع على تلك اللائحة بمعية ولي الأمر”.

ولفت  إلى أن العام الحالي 2023 شهد تحويل الضوابط التي تتضمنها اللائحة الى رسومات للفت نظر الطلاب مؤكدا أن الجيل الحالي صعب المراس مايستوجب التعامل معه عبر أساليب مستحدثة

وبحسب العميد فإن عدد الطلاب المخالفين للضوابط بالجامعة لا يتجاوز ألف طالب من جملة  23 ألف طالب وطالبة، وان نسبة الاستجابة للضوابط فاقت الـ90%

ودعا كرشوم إلى تخصيص “يوم الجامعة” لتوطيد العلاقة  بين ولي أمر الطالب والإدارة لمعرفة المشاكل الأكاديمية للطلاب والتعاون على حل المشكلات التي تواجههم.

وكشف عن حملات مراقبة للطالبات اللاتي لا يلتزمن بالضوابط بعد دخولهن الحرم الجامعي، وذكر ان الإدارة تقدم النصح والإرشاد ومن ثم استدعاء ولي الأمر.

وقال عن العقوبات أن الإدارة لا تلجأ إليها من أول مخالفة وإنما تقدم نصائح وإرشادات  واستدعاء ولي امر الطالبة ومن ثم تكوين لجان تحقيق ومجالس محاسبة حال تكرار المخالفة

وأفاد كرشوم أن العقوبة تكون حسب تقديرات مجلس المحاسبة ونوع المخالفة المرتكبة.

وقال إن إدارة الجامعة تتماشي مع الطلاب بعيدا عن اللائحة وان الطالبات اقل ارتكابا للمخالفات مقارنة بالطلاب.

تباين وسط الطلاب

واختلفت أراء الطالبات حول الضوابط بين التأييد والرفض،واستمعت سودان تريبون لمجموعات منهم وقالت الطالبة زينب الرشيد – كلية الاقتصاد-  إنها تؤيد تطبيق اللائحة لانها تحسم الطالبات اللاتي  يقصدن  الجامعة في أبهى صور التزين والتبرج.

وأضافت “لا اعترض على الزينة ولكن لكل مقام مقال وعلى الطالبات التفرقة بين الذهاب إلى الجامعة ومناسبة الأفراح”.

واتفقت الطالبة خديجة احمد مع زميلتها زينب وقالت “أكثرنا ملتزمات بتلك الضوابط مايؤكد موافقتنا عليها وأن المخالفات لها مجموعة معروفة ويصعب عليها الالتزام بالضوابط” وتوقعت أن تتسبب تلك المجموعة في عدم استمرار تلك اللوائح.

وقالت طالبة تحفظت على ذكر اسمها إن بعض من الطالبات المخالفات للضوابط تضطر إلى خلع الزمام حتى تتمكن من الدخول إلى الجامعة في الفترة الصباحية وتلبسه مجددا بعد ضمان دخولها ووصفت التصرف بأنه نوع من الاستهتار

وتبنت الطالبة رؤى عز الدين وجهة نظر مغايرة بشأن الضوابط وتصف لبس الزمام بأنه حرية شخصية.

وقالت حينما قدمت الطالبة إلى الجامعة كانت تلبس الزمام بعلم أسرتها، ولا داعي لمنعه طالما انها ارتده  بقناعة وموافقة أهلها ، وفي المقابل تؤيد رؤى ارتداء غطاء الرأس وقالت يجب الا يكون الشعر منسدلا  تقديرا لقدسية الحرم الجامعي.

وتطابقت آراء  الطالبتان ريناد احمد وآفاق محمد واصفتان الزمام والخلخال بالحرية الشخصية، ولا يعد  مخالفة طالما أن الطالبات يلتزمن بالزى الرسمي الذي فرضته  الجامعة   ولفتت الطالبتان الى أن الجامعة أتاحت لبس العباءة واشترطت أن يكون تحتها الزى الرسمي، في حين أن العباءة لوحدها تكفي.

تفاصيل ثانوية

وتستنكر الباحثة الاجتماعية ثريا إبراهيم اهتمام الجامعة بتلك التفاصيل الصغيرة طالما أن هنالك زى رسمي تلتزم به الطالبات وتضيف ليس بالضرورة أن تضع الجامعة تفاصيل صغيرة للمظهر الخارجي.

وأسدت نصحا بأهمية أن تضع الجامعة خطة تساعد وتساهم في نشر الأنشطة الطلابية ثقافيا واجتماعيا ورياضيا وغيرها من الأنشطة التي بدورها قد تساعد بشكل كبير في وعي هؤلاء الطلاب ( ذكوراً وإناثا) وبالتالي يصبحون أكثر مسئولية

بينما قالت الباحثة الاجتماعية تهاني مدثر أن الأسر البسيطة والمتزنة تميل للجامعات التي تضع ضوابط للبس لأنها تراع الفروقات الطبقية حتى لا تكلفها الطالبة فوق طاقتها أو قد يؤدي انجرافها نحو المظهر إلى انحراف في سلوك الطالبة

وأكدت تهاني أهمية إلزام الطلاب بضوابط ليتأقلموا على النظام وقد يفيدهم الأمر في إدارة علاقاتهم مستقبلا من خلال ضبط النفس والصبر على تلك الضوابط

وقالت إن حسم الزى وغطاء الرأس يتسق مع الطالبات في سن المراهقة باعتبار أن مظهر الفتاة يجبر من حولها على احترامها وهي صغيرة في السن إذا وجدت مضايقات لن تجيد الدفاع عن نفسها

وحذرت من الضغط على الطالبات في لبس الزمام والخلخال مؤكده أن البنات في سن المراهقة يملن نحو التغيير وأكدت بمرور الزمن ستتخلي عنه بنفسها لذلك لايستوجب الضغط عليها لكنها أردفت يظل الزمام من العادات غير المرضى عنها لذلك القليل من الطالبات يرتدنه وهن قلة غير مؤثرة.

وألزمت عدد من الجامعات السودانية أيضا حزمة من الضوابط ونشرت جامعة الأحفاد ضوابط أخرى تُلزم الطالبات بارتداء الزى المحتشم الساتر، وعدم الاستعمال المخل لمواد الزينة والتجميل داخل الحرم الجامعي.


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى