السياسة السودانية

مرة ثانية هل من عودة طوعية!

[ad_1]

محمد المختار عبد الرحمن عبد الجبار
حالة النزوح والمعسكرات المأساوية المحيطة بخواصر المدن لأناس ذلوا بعد عز وكرامة وبلا جريرة أو عدوان اقترفوه ستبقى سبة وتمتد آثارها لعقود، فبين ليلة وضحاها وجدوا أنفسهم بلا ستر ولا غطاء الا عزة النفس وإبائها وللأسف واجهوا ازدراء المجتمعات المستضيفة وهم فى وطنهم ، حتى أن كلمة نازح باتت لصيقة بالجهل والتخلف والمرض والعدوى واللصوصية وكل ما هو مشين ممتهن لكرامة الإنسان. أن تتحول الحياة من الاستقرار والأمن والأمان والدفء والحنان والأسرة والأهل والعشيرة والقرية الهادئة والحلة والفريق الذى تحفظ اركانه شبرا شبرا لأمر قاس ، انه التشرد والضياع المفروض وصاحبها عنف وقتل وسحل وتفريق بين المرء وزوجه والطفل وأبيه والبنت وأمها بلا رحمة ولا رأفة ورميهم الى المجهول لصورة تبقى محفورة فى القلوب وتتخايل ليلا كأحلام وكوابيس مفزعة .
معسكراتنا مقارنة بمعسكرات نازحي دول أخرى لا تجد وجه المقاربة بينها ، معسكراتنا قمة المأساة والحزن بفقدها مقومات العيش ، ويبقى الحلم الكبير الذى يعشعش فى الصدور متى العودة؟ ، ولكن ماذا فعلنا والواقع ماذا فعل المجتمع الدولى وحكوماتنا من أجل التشجيع للعودة الطوعية؟ ، فعل وليس أقوال ، فعل على ارض الواقع تراه وتحسه وتتعايش معه حتى يكون حافزا ودافعا لعودة نازحي المعسكرات، قبل أربعة أعوام حينما شاهدت لأول مرة “أم بطيخة” احدى قرى العودة الطوعية ولهول ما رأيت كتبت ( الزائر لقرية أم بطيخة إحدى قر ى العودة الطوعية يرى رواكيب لا تحمى أسقفها حرا ولا مطر فأنى لها إغراء النازح بالبقاء تحت زخات المطر وأشعة شمس الصيف الحارق وزمهرير الشتاء البارد وكذلك بقية القرى وترتفع نداءات النازحين بالمعسكرات بالعودة للقرى الأصلية .. الخ).
لماذا تقاعس المجتمع الدولى من وعوده ولم يفى بالتزاماته تجاه نازحى دارفور ، والأمم المتحدة بمؤسساتها المتعددة أعجزت عن ذلك وهو واجب عليها والسودان عضو أصيل ومن حقه ان يتنعم بالدعم لمجابهة محنة النازحين بذات الدرجة من الإهتمام وتقديم المعونات والمعينات من الإيواء والسكن الذى يليق بحياة الإنسان ليحيا فى عزة وكرامة وليعوضه بعض الذى فقد، وكذلك الحكومة الوطنية ماذا فعلت تجاه النازحين غير تقاعسها عن عمل جاد يدفع بهم عودة للأرض الأصل ، وذات الأمر حكومات اقليم دارفور فى عهديها ( السلطة الإنتقالية والإقليمية ) وكل ما تم ذر الرماد فى العيون ، وقبل شهر سنحت لى زيارة ثانية “لأم بطيخة” لأجدها كما رأيتها أول مرة ، فاليوم الزائر لمعسكرات النازحين وقد زرت (معسكر دريج) يتفطر قلبه من هول ما يرى من بؤس وشقاء وبيت لا يفى حاجة شخص واحد ناهيك عن أسرة بالأمس أطفالها صغار يمكن ضمهم وجمعهم ولكن الصبية منهم اليوم رجال والبنات فتيات فى عز الربيع .

صحيفة الانتباهة

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى