السياسة السودانية

محمد عبد الماجد يكتب: خلفوا (الجرة)

[ad_1]

(1)

 عندما اشاهد مني اركو مناوي او جبريل ابراهيم او التوم هجو او اسمع تصريحاتهم اشعر ان كل الذي حدث هو قيام النظام البائد بخلف (الجرة) ليأتي لنا بهذا النظام الذي لا يوجد خلاف بينه وبين سلفه.

 لم يفعلوا شيئاً غير انهم خلفوا (الجرة) ، حتى مبارك الفاضل بازدواجية موقفه يقوم بنفس الدور الذي كان يقوم به في العهد البائد (خاطف لونين)…اذا نظرت للمشهد سوف تجد الشيخ الطيب الجد وشيخ الامين والشيخ محمد المصطفى عبدالقادر وهم نفس شيوخ العهد البائد الذين كانوا يرددون (لا خروج على السلطان).

 حتى الحوار الوطني استنسخ باسم (التوافق الوطني) ، فهم لا يبعدون قيد شبر عن ابتكاراتهم التى كانت في العهد البائد.

 استبدلت الافلام الهندية والمسرحيات التى كانت تقدم على خشبة مسرح قاعة الصداقة بندوات سياسية ومؤتمرات صحفية لمبادرة الشيخ الطيب الجد وحوارات مجموعة الوفاق الوطني في الحرية والتغيير.

 عما قريب سوف تسمعون عن (المشروع الحضاري) الذي كان يعني ان تأكل نصف ميزانية المشروع الذي تشرف عليه … فقد كان المشروع الحضاري مشروعاً خاصاً بهم انعكس على ثرواتهم وممتلكاتهم وعقاراتهم وأرصدتهم في البنوك.

 نعم كان المشروع الحضاري يعني لكل كوز ان يفتح حساباً في بنوك ماليزيا … وان يمتلك شقة في القاهرة او دبي.

 لا نستبعد ان يظهر في الايام القادمة قيقم وشنان وفرقة الصحوة.

 بعد ثورة ديسمبر المجيدة لم يحدث تغيير على مستوى السلطة .. لكن حدث تغيير على مستوى الشعب .. وأصبح (الوعي) كبيراً – وهو الذي يشكل (المقاومة) الحقيقية لامتداد النظام البائد. لذلك نقول ان انتصار الشعب السوداني كان عظيماً.. وان اخر معاقل النظام البائد سوف تسقط او تتساقط تباعاً.

(2)

 كثيرون يشعرون ان الحكومة الحالية تقوم بإعادة الثلاثين سنة الماضية بالشكل البطيء.

 نحن ليس على استعداد ان نضيّع المزيد من عمرنا، بعد ان ضاعت ثلاثين سنة من عمرنا – لن ينطلي على هذا الشعب الخداع والنفاق الذي كان يحدث في العهد البائد.

 كانوا يمارسون تجارتهم الكاسدة حتى وهم في منابر المساجد وفي خطبة صلاة الجمعة.

 جهادهم في سبيل الله كان من اجل السيلفي والطابق الثاني والزوجة الرابعة والوظيفة والدنيا وهم يرفعون شعار (ما لدنيا قد عملنا).

 كانوا يتحدثون باسم الدين وهم ابعد الناس عنه .. لقد انكشف امرهم فمن كان يدعوت الى الثبات ويدفع الشباب الى حرب الجنوب للفوز بالحور العين كانوا اول من هربوا من البلاد بعد ان انكشف امرهم.

 الشعب قادر على ان يصبر على المزيد من المعاناة والضغوط والأزمات والجوع … قادرون على ان يصبروا على كل شيء إلّا النفاق والفساد والقمع.

 لن نقبل بنفاق جديد – فقد سدد هذا الشعب فواتير الخلاص من النظام البائد ويجب ان يجد مقابل ذلك نظاماً راشداً يؤمن بالحرية والسلام والعدالة.

 المواطنون يمكن ان يدفعوا حياتهم في سبيل جيل قادم يعيش في وطن واحد وديمقراطي.

(3)

 حتى نثبت لكم ان الحكومة الحالية هي امتداد للنظام البائد، ابحثوا عن الخيام والخيش وكراتين العجوة واللبن التى جاءت مساهمات من الخارج كمواد إغاثة لمتضررين من الامطار والسيول والفيضانات .. سوف تجدوها في بيوت المسؤولين.

 قريباً سوف تشاهدون مواد الاغاثة معروضة للبيع في الاسواق والصيدليات .. لن يكلفوا انفسهم حتى بإزاحة ديباجة الدول التى قدمت تلك المواد كإغاثة للمتضررين.

 الذي كان يحدث في فصل الخريف في العهد البائد يحدث الآن – مبادرات وصور وقوافل وبرامج تلفزيونية للدعم والمساندة وأغنية (عجبوني الليلة جوا ترسوا البحر رجعوا) .. ولا شيء بعد هذه الاشياء غير الغرق والهدم والخراب.

 نحن نملك اعلاماً افضل من يجيد المتاجرة بالأزمات والتكسب منها…. اكره المبادرات التى تشبه الرحلات السياحية.

(4)

 بغم |

 مشكلة المناقل .. ليست في المناقل.. مشكلة المناقل في الخرطوم.

 النداءات والمبادرات التى انطلقت لدعم المناقل .. تشبه الاعلان الذي نشره (يهودي) في احدى الصحف اليومية عن والده بعد وفاته وكتب مع النعي الاليم يوجد (زبادي بلدي) في كل محلات ابو شادي للألبان بجميع انحاء العاصمة.

صحيفة الانتباهة

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى