السياسة السودانية

هل ستصلح (القاهرة) ما أفسده (فولكر) ..؟!

*بحسب ما رشح من أخبار ، وبحسب قراءتنا كمراقبين بمكن القول أن مصر لم تقدم مبادرة لشكل الحكم في السودان ، ولم تطلب التدخل في تفاصيل الدستور الانتقالي ، ولم تعقد أي اجتماعات ثنائية مع أي جهة حزبية (لا جماعات ولا فرادى) ، مصر ليست لها مطامع في إقامة ميناء على شاطئ البحر الأحمر ، ولم يكن لها مندوب يحمل جنسيتها تريده أن يصبح رئيساً للوزراء !! أو حتى وزيراً ..!!*

*مصر ليس لها منهج واضح لإقصاء التيارات الوطنية من المشهد السياسي، ولا ترغب في تغيير ملمح السودانوية القديم في بلادنا ؛ ولا تلهث وراء إقامة نظام علماني داعم للكفر والإلحاد والفجور ..!!*

*مصر لا تدعم وجود مليشيات في المنطقة ؛ وليس لها جيش يقاتل في ليبيا أو اليمن أو سوريا، ولا تدعم يشكل مباشر وواضح الحرب في أي من البلدان العربية ، وليس لها مصلحة في أن يصبح السودان (دولة فاشلة) في المنطقة فهي أول المتأثرين بالفشل كما هي متاثرة اليوم ..!!*

*مصر ليس لها قناة تلفزيونية مخصصة لشتم السودان ، وليس لها (معركة صفرية) مع أحد ؛ فهي ترى أن الأمن القومي السوداني جزء من الأمن القومي المصري ، وترى أن بعثرة السودان سيكون لها آثار وخيمة على الامن الاجتماعي المصري وكذلك الأمن الاقتصادي ، وذلك وفقاً لحسابات عميقة ودقيقة ليس من بينها الجانب العاطفي..!!*

*مصر تقول أن مبادرتها تنحصر فقط في جمع الفرقاء السودانيين ؛ فرقاء الحرية والتغيير الذين كانوا في جسم واحد وبدؤوا الفترة الانتقالية مع بعض بكل ما بها وما عليها ؛ فبالتالي هذا إطار معقول للتوسط وبناء ثقة بين طرفين متنازعين على مائدة السلطة الانتقالية المتهالكة ..!!*

*بينما كانت المبادرة الرباعية هي عبارة عن أجندة ذاتية هدفها تحقيق مصالح تلك الدول التي تقوم بها ، وهي واضحة للسودانيين كما الشمس في كبد السماء وليس لها أي رؤية لإصلاح حال السودان، وتدخلت هذه المبادرة في تفاصيل الحكم.. كيف يحكم السودان؟ ومن يحكم؟ ولم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وتحدثت عنها.. بل قررت الرباعية أن تنحاز لمجموعة صغيرة مكونة من ثلاثة أحزاب لتفرضها على السودانيين بطريقة لم يسبق لها مثيل..!!*
صفوة القول

*مصر تدرك تماما أهمية الاستقرار في السودان وتتفهم جيداً ماذا يعني ميلاد اتفاق مع مجموعة منبوذة وفاشلة تحرسها المليشيات ؛ مصر تدرك أن هذا يزيد عدد النازحين السودانيين على أراضيها فيعد ان بلغوا قرابة الخمسة مليون يمكن أن يصبحوا عشرين مليونا ستضيق بهم شوارع القاهرة، وتعج بهم طرقات أسوان ، لذلك أرى أن مصر تنطلق من أبعاد عميقة وراشدة وليس من بين حساباتها الحديث عن مصالحها او حتى مطامعها في هذا التوقيت الحرج.. للحديث بقية، والله المستعان.*

بابكر يحيى


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى