السياسة السودانية

صحفي سوداني شهير يحكي كيف تم نهبه من الدعم السريع

النهب السريع!
رغم رجاءات الوالدة حفظها الله، بأن لا أخرج من حي البنك العقاري، متجهاً إلى منطقة صابرين قبل إفطار اليوم الخميس، بنصف ساعة، طمئنتها بأن الطريق سألك رغم علمي المؤكد بأنه غير ذلك بناءً على معلومات استقيتها من عدة مصادر، لكن الأمر ضروري وهو أنني لم أرى أبنائي منذ يوم الخميس الماضي بسبب أحداث السبت.
خرجت ومعي بعض الاحتياجات واللوازم، كنت حريص خاصة وأن الطريق ينذر بشيء غير طبيعي، وعند وصولي طرمبة يونايتد بشارع فتاشة أي بعد 4 دقائق من المنزل ظهر لي أفراد من الدعم السريع فجأة منتصف الطريق ووجها السلاح نحو السيارة بطريقة مرعبة لا يساورك شك في أنهما سيطلقان النار، لأنهما خرجا من مخبأ بجانب الطريق ..
طيب دعوني أحكي ماذا دار بيني وبينها بالضبط …
أقيف أنت ما عارف في حملة، قبل أرد .. صرخ التاني يازول بطل العربية دي قبل الرد هاجمني الأول أنت بتتكلم معانا وراكب فوق عربيتك أنزل أنزل قلت حاضر قبل أنزل عمر التاني سلاحه وبدأ يهددني بالقتل، أخذ الأول مفتاح العربية وبدأ التاني في تفتيش أغراضي بحثاً عن بطاقة عسكرية، يطلب مني فتح الشنط واحدة تلو الأخرى ويهمهمان (عيال العوين ديل كلهم عساكر جيش واستخبارات ما تصدقهم)، وجدا لابتوب وهنا بدأت الكارثة قال الأول (النصيبة دي شنو)، أنا دا لابتوب، الثاني (لابتوب دا شنو)، بادر الأول (مش قلت ليك دا جاسوس، شغلايتا دي شغلاية تجسس ترا) ..أنا دا جهاز شغل،يازول أسكت خلينا نشوف شغلنا، فتش فتش فتش، وبطريقة دقيقة أحدهما انتبه لخطأ تكيكي فنبه الثاني له (يازول نقيف الاتنين جنب الزول دا) أخذ جانباً ثم عثر على ورقة مروسة خاصة باسم عمل وهنا الكارثة الثانية لأن اسم العمل ترويسته خاصة بوزارة العدل صقر الجديان باللون الذهبي، تأكدت من أنهما لا يجيدان القراءة .. الأول (الورق دا فيهو صقر حق الجيش وتقول ما عسكري)، هذه الورقة والله كادت أن تكلفني حياتي، لو لا لطف الله (وتلفوني الكبير)، بعد أن حسمنا أمر الورقة، قال الثاني (يين تلفونك الكبير جيبا سريع ولا نديك طلقة فوق رويسك دا أنت ما عارف في حملة جيبا وافتح الرمز نشوف جوة فوقا شنو)، رفضت الإفصاح عن مكانه داخل العربة لكنهما هدداني بلهجة صارمة فقلت (يازول التلفون بتعوض)، أخذ التلفون طلبت منه الشرائح فاجأني بإخراج (إبرة) من هاتفه وسلمني الشرائح ثم وطلب مني المغادرة مردداً (تاني ما تمرقو ساي انتو ما عارفين في حملة).
حتى لا يفوتكم .. (في نص المعمعة دي وقفو بتاع موتر أنت عسكري ما عسكري عسكري ما عسكري خلاص جيب تلفونك الكبير أداهم التلفون وبقى مارق في أسرع عملية نهب ممكن تلاقيك يا مؤمن).
نفس المشهد تكرر معي عند لفة ود البلال قوة دعم سريع مرتكزة بكامل عتادها طلب مني أحد أفرادها تلفوني مقابل الإفراج عني بعد حوار طويل وتفتيش أقنعته أن أفرادهم أخذوه مني ولم أقل نهبوه لأنها عبارة (ما كويسة في حقهم).
المشهد تكرر للمرة الثالثة بذات السيناريو بحثاً عن التلفون الكبير مع تقدير موقفي لأنهم يعلمون أن أي مواطن قادم من جهة البنك العقاري أو ذاهب بكون إتنهب من زملائهم الذين يحاربون القوات المسلحة من أجل الديمقراطية؟
عليه أقول أي زول يعمل حسابو من شارع البنك العقاري مروراً بأستوب ود البلال وأنت ماشي شمال بشارع قسم ال18، وشارع ليبيا شرقاً بعد اللفة حتى صينية المنصورة تجد قوات الدعم السريع تنتشر وتحتمي بالعمارات والأبنية القريبة من الطريق الرئيسي، الآن يمارسون عمليات نهب وسلب تحت تهديد السلاح بصورة مكثفة لكل سائق سيارة خاصة أو موتر.
محمد أزهري
صحفي
20/4/2023


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى