السياسة السودانية

ربما نسي كمال عمر أن الشعب السوداني وليس المؤتمر الوطني هو من أسقط حكومة زميله عبد الله حمدوك

• يتمتع الأخ الدكتور كمال عمر المحامي بطاقة وقدرة مدهشة علي زيادة معدلات الغضب المجاني في أوساط التيار الإسلامي والوطني العريض .. تيار يتشكل ويتضاعف يوماً بعد يوم لمواجهة عصابة التيار العلماني والإلحادي الذي صار كمال عمر مناصراً له .. بل ولاعباً أساسياً في صفوفه !!
• كنت أظن ، وبعض الظن يخيب ، أن تجربة كمال عمر مع الشيخ الترابي قد أكسبته حساسية التعاطي مع القضايا والتحالفات الاستراتيجية بعيداً عن المواقف الشخصية والمعارك الحزبية الضيقة ..
• عندما وافق الشيخ الترابي علي المشاركة في الحوار الوطني ، كان يقدّم بذلك درساً تاريخياً في تجاوز المحطات الصغيرة إلي فضاء المشترك من الهموم الكبار .. كان الشيخ الترابي يعلم بتجربته الوجدانية قبل تجربته السياسية أن عمقه وخط دفاعه الأول والأخير هو التحالف مع التيار الوطني الإسلامي العريض علي الحد الأدنى من المشتركات ونقاط التلاقي ..
• مايقوم به وينشط فيه كمال عمر منذ فترة لاعلاقة له بفقه الشيخ الترابي ولارؤيته المقاصدية في الفكر والتحالف السياسي !!
• الرجل ظلّ يسجل أهدافاً مجانية في مرمي حزبه المؤتمر الشعبي .. وبتصريحاته ومواقفه الغريبة ظل الشعبي يحصد خسائر سياسية متتالية سيكتشفها رموز الحزب في نسخته الحالية .. ولو بعد حين ..
• في آخر (تقليعات) كمال عمر الغريبة ماصدر عنه بشأن مسودة الدستور الإنتقالي .. وهي مسودة (لقيطة) تبرأ منها أهل الجلد والراس داخل قوي شتات الحرية والتغيير .. ولطمها نبيل أديب عندما قال إنها مسودة تم إعدادها من قبل منظمات أجنبية .. ومع هذا يقول كمال عمر دون أن يطرف له جفن إن هذه الوثيقة سيقبلها الشعب السوداني وسيثور في مدن السودان المختلفة لحمايتها !!
• ماذا جري لهذا الرجل بحق السماء ؟!
• يقول كمال عمر إن العساكر سيقبلون مجبرين بهذه المسودة .. ربما نسي كمال عمر أن الشعب السوداني وليس المؤتمر الوطني هو من أسقط حكومة زميله عبد الله حمدوك .. وهذا الشعب ذاته هو من سيسقط العساكر ومن خلفهم كمال عمر وحلفاؤه الجدد حال موافقة قيادة الجيش الحالية علي لقيطة الدستور الإنتقالي التي يدافع عنها كمال عمر ..
• من مفارقات المشهد السياسي أن الدكتور كمال عمر المحامي صار المتحدث الرسمي بإسم الثورة المسروقة .. بين عشيةٍ وضحاها جلس الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي النسخة الثانية علي مقعد غادره كثيرون أمثال وجدي صالح وخالد سلك وياسر عرمان .. هؤلاء الذين أيقنوا أن بريق ثورتهم المُدعاة قد خبا .. وأن مصداقيتهم أمام الشعب السوداني قد كسدت بفعل تبديد طاقة الحماس الثوري الذي إنتهي إلي رماد!!
• محزن حقاً أن يبقي كمال عمر ناطقاً رسمياً علي أنقاض سقف خرّ علي رؤوس ساكنيه !!
• من يعيد لكمال عمر بعضاً من عقله .. وكثيراً من إتزان وتقدير الذات قبل تقدير السياسة ؟!

عبد الماجد عبد الحميد

عبد الماجد عبد الحميد
عبدالماجد عبدالحميد


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى