السياسة السودانية

حيدر المكاشفي يكتب: عشرة رجال في تربة ولا ريال في طلبة

[ad_1]

دعا تحالف التغيير الجذري الذي يتزعمه الحزب الشيوعي، التجار على الامتناع عن دفع الضرائب للحكومة، احتجاجا على الزيادات الكبيرة التي أٌقرتها موازنة 2023. وقال التحالف في بيان أصدره (يجب رفع وتيرة الإضرابات السياسية الموجهة ضد النظام، والتحضير في الأحياء والأسواق لشل النظام عبر العصيان المدني، ومقاطعة الإيرادات الحكومية ورفض دفعها، وانتقد البيان الزيادات الكبيرة التي أقرتها السلطات وشكك في شرعية موازنة 2023، وأضاف نؤكد على عدم شرعية الموازنة الجديدة والتي لم تصدر حتى الآن بشكل رسمي، فهي ميزانية خارجة عن سلطة فاقدة للشرعية وتعمل حتى الآن بلا أي سند دستوري، فلا توجد بدولة السلطة العسكرية مؤسسات تجيز موازناتها الملغومة، وقال بأن صدور هذه الزيادات هو إعلان عن إفلاس السلطة واعتمادها الكلي على الجبايات في تسيير أمور الدولة ورواتبها، وأوضح بأن هذه الجبايات هي نتاج مباشر للسياسات الاقتصادية المتبعة من الانقلاب عقب توقف المساعدات المالية وتفاقم الصرف الحكومي على المليشيات والعسكريين وجيوش الحركات المسلحة ومئات الموظفين بلا عمل..وكان ياسر عرمان رئيس الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي، دعا من خلال عدة تغريدات إلى مقاطعة ‏الرسوم على التعليم والخدمات والضرائب والعوائد في حملة قومية شاملة.ويشار الى ان موازنة العام شهدت زيادات مهولة في الرسوم والضرائب، قابلها المواطنون بتذمر وغضب شديدين معلنين رفضهم القاطع لها..

العجيب (وما عجيب الا الشيطان)، ان جبريل وزير المالية، لم يحسن النطق بعد ان لم يسعد الحال، فقد رد في تغريدة له مهددا ومتوعدا جماهير الشعب السوداني الرافضة بقوة لجباياته المهولة، بقوله (التحريض ضد دفع الضرائب جريمة يعاقب عليها القانون)، والعجيب ان جبريل يهدد بالقانون مع ان موازنته نفسها متجاوزة للقانون وغير شرعية، كما انه أبدى جهلا فاضحا بتاريخ الشعب السوداني بتوعده لهم بالعقاب اذا ما قاوموا جباياته، ومن جهله هذا انه لا يعلم تاريخ الشعب في مقاومة الضرائب والجبايات الباهظة وغير المنطقية،

فعندما حاول المستعمر التركي الباطش اثقال كاهل السودانيين ضرائب عبثية، رصوا صفوفهم ووحدوا كلمتهم لمناهضتها بقوة تحت الشعار الشهير (عشرة رجال في تربة ولا ريال في طلبة) والطلبة هي الضريبة، أي أنهم يفضلون الموت الجماعي على دفع هذه الضريبة الباهظة، وضرائب جبريل اليوم مثل ضرائب الترك تلك، فهي ضرائب ورسوم عشوائية، وحينما نقول عشوائية فاننا نعني الكلمة تماما، فهي لا علاقة لها بأي معيار ضريبي علمي، بل قامت فقط على حلب هذه الأموال لتغطية سوأة موازنته العارية العاجزة، باعتمادها تماما على جيب المواطن واستحلابه بطريق غير مباشر، وذلك بفرض ضرائبه على النشاط التجاري وعلى قطاع الخدمات التي يتعامل معها المواطنين، غير الضرائب الاخرى، ولم يجد من الموارد الذاتية التي يتشدق بها زورا غير جيوب المواطنين، ولهذا استحق غضبة ودعوات قطاعات واسعة وفئات كاسحة من المجتمع السوداني، بأن يزيله الله من المنصب ويكفيهم شروره..

واشهد الله انني وطوال عملي داخل صحف عديدة ومتابعتي لأحوال عامة الناس وقضاياهم وردود أفعالهم، لم أجد وزيرا مكروها وسط الجماهير طوال أكثر من ثلاثين عاما مثل جبريل..و(السنة الخلق أعلام الحق)، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أهل الجنة من ملأ الله تعالى أذنيه من ثناء الناس خيرا وهو يسمع وأهل النار من ملأ الله تعالى أذنيه من ثناء الناس شرا وهو يسمع)..

صحيفة الجريدة

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى