السياسة السودانية

حيدر المكاشفي يكتب: اقتصاديات الصحافة

[ad_1]

انعقدت بالأمس بقاعة الشارقة ندوة مهمة عن اقتصاديات الصحافة تولى تنظيمها بعض كبار الصحافيين والناشرين، ورغم حرصي الشديد على حضور الندوة الا أن أمراً طارئاً حال دون حضوري، ولهذا رأيت أن أساهم بما أراه فأقول.. مما صار معلوماً بالضرورة هو هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي القت بتأثيراتها السالبة على كل المجالات، كما فاقمت جائحة كورونا هذه الاثار السالبة، والصحافة ليست استثناء بالطبع اذ عانت كذلك من الأزمة الاقتصادية وكورونا معاً، اذ اضطرت المؤسسات الصحفية اثناء فترة الحظر بسبب كورونا للتوقف لعدة أشهر، الشيء الذي فاقم وضعها المالي، علاوة على ارتفاع مدخلات الإنتاج الصحفي بشكل كبير، إضافة إلى ضعف حركة الإعلان في البلد، مما اضطر ناشري الصحف لرفع سعر بيع النسخة لدرجة يصعب على الناس اقتناءها، وتسببت هذه الظروف في انتاج ظاهرة إيجار الصحف التي أضرت بملاكها، حيث قلت عائدات البيع وتأثرت اقتصاديات الصحف، كما تسبب ضعف المنتوج الصحفي بسبب تدني رواتب الصحفيين وعدم تدريبهم بصورة مستمرة، مما جعل الجمهور ينفر من الجرائد ويلجأ لوسائل التواصل الاجتماعي، ومن أهم ما يؤثر في كلفة صناعة الصحافة هو سعر صرف الدولار ذلك لأن مستلزمات صناعة الصحافة أغلبها مستوردة من الخارج.. وبناء على ما تقدم يتضح بجلاء أن صناعة الصحافة المطبوعة تواجه أزمة بقاء، تهدد وجودها، وتؤثر سلباً في قدرتها على الاستمرارية والصمود في ظل أسواق المنافسة السائدة، وفي مواجهة الصحافة الإلكترونية بتطبيقاتها المختلفة، بل وفي مواجهة شبكات التواصل الاجتماعي، ومحركات البحث الشهيرة، التي أصبحت منافساً قوياً وحقيقياً للصحافة، الأمر الذي دفع عدداً غير قليل من الصحف للتوقف عن الصدور، ومن ثم تشرد كل العاملين فيها، وهي أزمة في الحقيقة تمتد بجذورها لسنوات وعقود طويلة مضت، حين بدأت الصحافة منذ بدايات عقد الستينيات تواجه تحديات قوية جراء المنافسة مع التليفزيون، ثم خدمات التليفزيون الكيبلي، أدت في النهاية إلى تراجع أرقام توزيعها، وانخفاض عائداتها من الإعلانات والأرباح المتحققة منها، وقد تفاقمت حدة هذه الأزمة منذ بداية السبعينيات، مع الارتفاع الجنوني الذي شهدته أسعار ورق الصحف، ومستلزمات الانتاج والطباعة، الأمر الذي حدا بكثير من الباحثين إبان هذه الفترة، إلى التنبيه لحقيقة المخاطر التي تتعرض لها صناعة الصحافة، وضرورة التفكير جديا في البحث عن سيناريوهات واقعية لإنقاذها من كبوتها وعثراتها، وممــا أدى إلى تفاقــم حــدة هــذه الأزمــة، أن نســبة لا يســتهان بهــا مــن القــراء الجــدد مــن الشــرائح الشــبابية، قــد انصرفــوا بدرجــة كبـيـرة عــن قــراءة الصحــف المطبوعــة، لصــالح الوســائل الرقميــة المســتحدثة، ولعل هذا ما يفرض على الصحافة التقليدية في نسختها الورقية أو الإلكترونية أن تسعى لابتكار أساليب حديثة في العمل الصحفي، كما لابد للدولة ان تستشعر خطورة ما تعانيه الصحافة وتعمل على اقالة عثرتها بتقديم إعانات غير مباشرة للصحف بما يعينها على الاستمرار ولا يؤثر على استقلاليتها كما هو حادث في عدد من الدول، ويبقى ذلك واجباً على الدولة في عهد الثورة والتغيير للمحافظة على واحدة من أهم وسائل تعزيز الحكم الديمقراطي المدني وحقوق الإنسان، كما تظل الحاجة عاجلة وملحة لاعادة النظر في القرارات السابقة التي قضت بإزالة واسعة لأكشاك توزيع الصحف، التي تمثل النوافذ الرئيسية لبيع الصحف في العاصمة، من قبل المحليات بحجة تنظيم الأسواق، وهو أمر له تأثير على مبيعات الصحف

صحيفة الجريدة

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى