السياسة السودانية

حيدر المكاشفي يكتب: أردول المتورك

[ad_1]

من لماحية أجدادنا السودانيين وذكائهم الفطري، أنهم أطلقوا المثل السائر (التركي ولا المتورك)، على من يلعبون دور السمسار الضار والوكيل عن الآخرين، وأطلق أجدادنا هذا المثل في عهد التركية السابقة، وهي الفترة التي شهدت الحكم التركي المصري على السودان (1821 – 1885م)، وبدأ ذاك العهد الاستعماري بغزو محمد علي باشا للسودان وقضائه على السلطنة الزرقاء السودانية واستمر حتى سقوط الخرطوم في عام 1885م، ثم دخول الاستعمار الإنجليزي المصري من بعد فيما عرف بالحكم الثنائي في عام 1899م وحتى خروج الإنجليز واستقلال السودان عام 1956م.. ويعني المثل الرضاء والقبول بحكم التركي (الأصلي) حتى لو كان ظالما، بدلا من حكم مدعي التركية، فالأتراك كانوا هم الحكام الفعليين واستعانوا بجنسيات أخرى بمن فيهم بعض المواطنين السودانيين، لشغل بعض الوظائف التنفيذية بالدولة، وسن الحكام الاتراك القوانين القاسية وفرضوا الضرائب الباهظة، وعهدوا أمر التنفيذ المباشر والتنكيل بمن لا ينصاعوا لزبانيتهم ووكلائهم، وتفنن هؤلاء الاتراك بالوكالة في التنفيذ وبالغوا في القسوة إرضاء لأسيادهم الاتراك الاصليون، وبأكثر مما طلبوا، فكان عندما يقع الظلم على مواطن سوداني يلجأ للتركي الأصلي ليخفف عنه، فالتركي حاكم وضامن لموقعه، بينما (المتورك) يحاول إثبات نفسه بالمغالاة في وسائل التسلط، استمر ذاك النهج القاسي بعد سقوط الدولة المهدية، خلال فترة الحكم الثنائي حيث آلت السيطرة للإنجليز بينما اتخذ المصريون وجزء من قبائل ومجموعات سودانية معروفة موقع المعاونين والتنفيذيين، وكانوا عيون المستعمر الساهرة وجواسيسه الماهرة، ونتج عن ذاك الخليط تشكل طبقة من أحفاد (المتوركين) القائمة الى يوم السودان هذا.. مناسبة ايراد هذا المثل وحكايته، هي ما كتبه مبارك أردول مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية والقيادي بقوى الميثاق الوطني المعروفة باسم (جماعة اعتصام الموز)، متفاخرا بحكومة الانقلاب وما أسماه انجازاتها ومعرضا بحكومة حمدوك، وجاء فيه ما معناه أن الصفوف كانت هي السمة الأبرز لفترة حكم قحت..صفوف في كل شيء .. أما الآن في عهدهم ويعني حكومة ما بعد الانقلاب وتسنم فكي جبرين حقيبة المالية فقد انتهت الصفوف ولم يتبق إلا صف واحد وهو (صف الصلاة)..وليس ذلك بمستغرب من أحد المتوركين وكلاء الانقلاب وسماسرته، فالانقلابيون الأصلاء في المكون العسكري ما انفكوا يقرؤون ما جاء في كتاب (الانقاذ) ويعيدون تطبيقه، وهكذا أيضا فعل المتورك أردول واقتبس من كتاب الانقاذ المخلوعة ما جاء فيه عن صف الصلاة، فأعاد مقولة وزير النقل والمواصلات في آخر حكومات الانقاذ حاتم السر ونقلها نقل مسطرة، اذ قال السر أمام مسيرة مصنوعة بالساحة الخضراء، نؤكد للشعب السوداني وللعالم أننا تجاوزنا الأزمة الاقتصادية والتحديات في طريقها للحل، ولا صفوف بعد اليوم للخبز والنقود والوقود وما في صفوف بعد اليوم ولا صف غير صف الصلاة، وزادنا حاتم السر في عملية تكسير التلج لوحا كبيرا، فقال والرئيس البشير هو الضامن للحرية والديمقراطية، ونحن مع هذا الرئيس حتى انتخابات 2020، والمفارقة أن أقوى هجوم على حديث السر، جاء من إمام وخطيب مسجد السيد علي الميرغني، بحلة خوجلي ببحري، الخليفة عبد العزيز محمد الحسن، حيث قال في خطبة الجمعة التي أعقبت مداهنة حاتم السر، إن حديث حاتم السر بالساحة الخضراء يعبر عن نفسه فقط، وأضاف إن تصريحات حاتم لم تجيء إلا للحفاظ على كرسيه..ولن نجد تعليقا على مداهنة أردول المذكورة أفضل من تعليق امام وخطيب مسجد السيد علي على مداهنة حاتم السر، فنقول ان تصريحات أردول لم تجئ الا للحفاظ على كرسيه ومرتبه الدولاري..

صحيفة الجريدة

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى