السياسة السودانية

هل يطوي صلح “حازم والجاكومي” جدل “الدغمسة” المالية بالمريخ

مثلت المبادرة الأخيرة التي قام بها نائبا رئيس نادي المريخ اللواء عبد الرحيم بدر الدين، الى جانب نائب رئيس النادي للشؤون المالية والاستثمار الاستاذ الجيلي أبو شامة والمتعلقة بالصلح بين رئيس النادي حازم مصطفى الى جانب النائب الاول محمد سيد احمد (الجاكومي)، مصدر تفاؤل كبير في الشارع المريخي، لجهة ان رئيس النادي ونائبه الاول يعتبران الطرف الاصيل في الخلافات التي ظهرت في الآونة الأخيرة، لا سيّما وانها مرتبطة بملفات يراها البعض انها لا تقبل المساومة وأنصاف الحلول، خاصةً تلك المتعلقة بالشأن المالي للنادي الذي يكتنفه الغموض.

تصريحات ساخنة تكشف الخلل
وسابقاً، فجّر نائب الرئيس للشؤون المالية السابق اللواء نور الدين عبد الوهاب عبر (السوداني)، العديد من الكواليس المتعلقة بالملف المالي للنادي، لا سيّما تلك المتعلقة بحديثه عن الغموض الذي يسود الصرف المالي بالنادي، وعدم عمل ميزانية مالية واضحة من قبل مجلس الادارة المنحل سابقا بالإضافة الى اعلان رفضه تسجيل أي مديونيات او التزامات مالية تخص رئيس النادي الحالي، مستدلاً خلال حديثه بما كتبه الإعلامي د. مزمل أبو القاسم بشأن (الدغمسة) المالية بالنادي، لافتاً النظر الى ان الوضع بالفعل وصل لمرحلة (الدغمسة) المالية التي تستوجب الوقفة والتوضيح.

د. مزمل أبو القاسم: الضبابية المالية مستمرة والوضع يستوجب مراجعة وتدقيق سريع

ورداً على تساؤلات (السوداني)، يرى الإعلامي البارز وناشر صحيفة الصدى الرياضية د. مزمل أبو القاسم ان الشفافية المالية تعتبر واحدة من أهم مبادئ الحوكمة الرياضية في مجال كرة القدم، وهناك اهتمام وتشدد بها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ويضيف أن المريخ وحتى خواتيم العام 2017 كان في وضع مالي جيد، حيث حرصت كل المجالس السابقة على إعداد ميزانيات مدققة من قبل المراجع العام، كما أقيمت عملية تسليم وتسلم بين لجنة التسيير التي كانت تدير النادي وقتها ومجلس الإدارة الذي تولى المسؤولية منتخباً في أكتوبر من العام 2017، وأشار إلى أن عملية التسليم والتسلم كانت نموذجية حيث تم من خلالها توضيح التفاصيل الإدارية والمالية لعمل اللجنة، وشمل ذلك حتى المعدات الرياضية التي خُضعت لعملية جرد كاملة، وتم تسليمها للمجلس الجديد بقوائم دقيقة، وأشرف على عملية التسليم والتسلم من جانب لجنة التسيير وقتها سكرتير النادي عصام الحاج، فيما مثّل المجلس المنتخب نائب رئيسه محمد جعفر قريش رحمة الله عليه.

وأكد د. مزمل أبو القاسم في سياق إفاداته أن فترة مجلس آدم سوداكال شهدت غموضاً مالياً غير مسبوق، إذ لا يعرف أي شخص ما دار في الملف المالي للنادي، كما لم يتم إعداد أي ميزانيات توضح حجم الصرف وقيمة الدخل، سيما وأن النادي حصل خلال تلك الفترة على حوافز في بعض البطولات القارية وأبرزها حافز الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، إلى جانب حافز البطولة العربية التي وصل فيها النادي للدور نصف النهائي ونال مقابلاً مالياً مجزياً آنذاك، وأكمل قائلاً: على الرغم مما حدث في فترة سوداكال إلا أن مسلسل الغموض مازال مستمراً سواء في فترة المجلس المنحل، او لجنة التسيير الحالية، إذ تواصلت الضبابية في ما يتصل بالأمور المالية ووصلت درجة أن يعلن المسؤولون عن الملف المالي عدم معرفتهم بما يدور فيه، وهو ما يستوجب وقفة مراجعة وتدقيقاً سريعاً للجوانب المالية في المريخ.

أمين المال الأسبق يشدد على أهمية التسليم والتسلم والميزانية المالية

من جانبه، دعا امين المال الأسبق بالمريخ رشيد الطاهر الى وضع نظام مالي متكامل، ولائحة مالية وموازنة تقديرية وميزانية شاملة في نهاية كل عامٍ او موسم رياضي، واوضح الطاهر في سياق الإفادات التي دفع بها لـ(السوداني) بحكم تجربته في العمل الاداري بنادي المريخ، فانّ عملية التسليم والتسلم تمثل واحدة من الإشكاليات الرئيسية في نادي المريخ ومعظم الاندية الجماهيرية حسب وصفه ، واشار الى ان المشكلة تتمثل في وجود العديد من القضايا الخاصة باللاعبين المحترفين او المدربين الاجانب وكذلك بعض القضايا المدنية المرفوعة في المحاكم السودانية وهو ما يحتاج الى تعامل شفافٍ من جميع مجالس الادارات بحيث ان يتم وضع الجميع في الصورة وتمليك المعلومة حتى يتم المتابعة وحفظ حقوق النادي في المقام الأول، مشيراً الى ان عملية التسليم والتسلم مهمة للغاية وغيابها يمثل مشكلة، لجهة ان عدم المتابعة يكلف النادي في الكثير من الاحيان احكاما ومبالغ طائلة تدفع للاعبين او المدربين وكذلك اتعاب المحاماة وغيرها.

وابان امين الخزينة الاسبق بالقول : من المفترض ان تكون هناك ميزانيات مالية واضحة حتى يستطيع مجلس الادارة الذي يستلم المهمة على العمل وفق خطة مرسومة، ولفت النظر الى ان الميزانية المالية من شأنها ان تحفظ الحقوق ادبيا على الاقل للاشخاص صاحبة القدر العالي في المساهمة المالية سواء كانت رئيس نادٍ او غيرها من الشخصيات الاخرى التي تساهم، وقال صحيح ان هذه الاموال في الغالب تسجل كتبرعات، كما ان الفئة الغالبة من الاسماء التي تسجل اموالها كديون تأتي في النهاية وتتنازل عنها، لكن وجود ميزانيات مالية واضحة من شأنها ان يحفظ حقوقهم.

وتمنى رشيد الطاهر ان يتم الاهتمام بوضع نظام مالي متكامل ولوائح مالية، وقال النادي في النهاية مثل الشركة ويفترض ان تكون لديه موازنة تقديرية وسنة مالية، وقال صحيح ان النادي به موسم رياضي وحتى في حالة كان الموسم واضحا سواء من حيث البداية او النهاية يمكن ان يتم ربط هذه الميزانيات به لان هناك تعاقدات تتم مع لاعبين محليين واجانب وغيرهم من اجهزة فنية وإدارية، وبالتالي لا بد من وضع آلية واضحة في الصرف ومبالغ معروفة وينبغي أن يتم توفيرها مبكراً، وشدد بان اهمية وضع اللائحة المالية وبالاخص مع اللاعبين من شأنها ان تسهم في حماية النادي، واكد بانه يعلم بان هناك بعض الاندية بها لوائح لكن في معظم الاحيان غير مفعلة ولا يتم التعامل بها ومن هنا يبدأ التنازل عن الحقوق والتي ينبغي ان يتم التمسك بها خصوصاً مع اللاعبين، حيث يجب ان يكون كل شيء واضحا وملزما لكل الأطراف، ومن المفترض ان يتم وصف كل شيء في ميزانيات النادي.

كتب: حسن بشير
صحيفة السوداني


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى