السياسة السودانية

بخاري بشير يكتب: (لجنة التفكيك) بين القوة والضعف!

في مؤتمر خارطة طريق تجديد تفكيك نظام ال30 من يونيو الذي انعقد أمس الاول بقاعة الصداقة، قال ودالفكي، العضو السابق في مجلس السيادة، والرئيس المناوب للجنة، أننا لن نكون جزءاً من اللجنة، ولكن سنملكهم كافة المعلومات والمستندات، ولن يواجهوا معاناة كما كنا في السابق.. وأكد الفكي أن المؤتمر سيتناول أوراق علمية تشمل الاخفاقات والقصور التي واجهت اللجنة في السابق وإمكانية تطويرها لتؤدي مهامها بشكل أفضل.

انعقاد الورش، الخاصة بالقضايا المصيرية التي أعلنها الاتفاق الاطاري ( المختلف حوله)، والذي يعتبره الطرف (الموقع) حصرياً عليه.. هذه الورش ربما كان الاهم فيها هو (مؤتمر خارطة طريق تجديد تفكيك نظام الثلاثين من يونيو)، وما سيخرج به من مخرجات، بعد (الجدل) الكبير والكثير الذي لازم أداء اللجنة السابقة.. وإذا لم تأت المخرجات معالجة لأوجه القصور، يكون المجلس المركزي للحرية والتغيير يريد تكرار (الأخطاء السابقة)، وأهمها على الإطلاق منح الأولوية لمراحل العدالة والقضاء المعروفة، وأولها أن تتشكل اللجنة من قانونيين مستقلين، غير مسيسين، فقد اعترف (الفكي) أنهم لن يكونوا جزءاً منها، وفي ذلك (خير كثير)، ما يعني ابتعادها عن (التسييس)، ونعني، بمنح الأولوية لمراحل العدالة بمختلف درجاتها، أن يكون أول السلم العدلي تشكيل لجنة الاستئنافات، حيث غابت أو (غيبت) في الماضي، للاستفراد بالضحايا، وإعمال أقصى درجات ( التشفي، والتنكيل) بالخصم السياسيين، بشبهة (التمكين).

لا أحد يقبل بالفساد، أو يحميه، اياً كان شكله أو درجة مقترفه، لكن في ذات الوقت لا يقبل الإنسان (سليم الوجدان) أي استخدام سيئ للقانون وأدواته.. أن يترك الأمر للبينات والشواهد واكتمال الادلة، ولا يترك مطلقاً للهوى السياسي، أو شبهة الانتماء.. ويصير ديوان العدالة، بلاطاً لظلم الخصوم السياسيين لمجرد انتمائهم السياسي، ثم لا بد أن تكون المرجعية النهائية للنظام العدلي والقانوني، لا أن تكون لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو هي الخصم والحكم.

الأمر الأكثر أهمية الذي يجب الاعتراف به، أن لا تكون (لجنة التفكيك) فوق القانون.. لان في ذلك مدعاة للمزيد من (الميوعة العدلية)، وفقدان الثقة في النظام العدلي والقانوني للبلاد، ونكوص عن ميثاق (الحقوق الأساسية) المواطنين.. ايضاً فقدان الثقة في النظام العدلي والقانوني يفتح الباب واسعاً لنفس الفوضى، ويعكس وجهاً (قبيحاً) للسودان خارجياً، وربما انعكس في هروب جماعي يدمر بنية المجتمع، ويؤدي الى (نفور) القادمين الينا لإحياء الاستثمار والصناعة والتجارة.

محتوى مدفوع

رسوب (788) خريج في رخصة مهنة التعليم بولاية الخرطوم

الأمر الأخير الذي ينبغي الالتفات إليه من السادة المؤتمرين داخل ورشة (التفكيك).. أن يقدموا حلولاً، عاجلة، وليست آجلة، في علاج المظالم التي ترتبت على التجربة السابقة، تعج المحاكم والنيابات بالبلاغات، التي سجلها (ضحايا) اللجنة السابقة.. وما زالت كثير وربما جل البلاغات في الانتظار.. وفيها حقوق خاصة كثيرة.. كل هذه البلاغات لا بد أن ينظرها القضاء قبل الدخول في تجربة جديدة للجنة اياً كان شكلها أو اعضاءها، وبدون (تنظيف) الملعب من الاخطاء، ومن المخلفات السابقة، لا يمكن أن تبدأ مباراة، ولعبة جديدة.. فلجنة التفكيك السابقة محتاجة جداً أن ( تفرمط) سلوكها القديم، لتدخل المرحلة الجديدة وهي أكثر قدرة على العطاء لا التدمير.

صحيفة الانتباهة


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى