السياسة السودانية

حيدر المكاشفي يكتب: الشرطة ضل الدليب!!

[ad_1]

يطلق السودانيون مثل (ضل الدليب)، على الشخص الذي يولي اهتماما وتفاعلا بقضايا ومشاكل الآخرين والابعدين والأغراب، ويبذل جهدا للمساهمة في معالجتها، بأكثر مما يفعل مع مواطنيه والأقربين، بأنه (ضل دليب)، ذلك لأن شجرة الدليب تلقي بظلالها بعيدا عن محيطها، فلا يتفيأ ظلها من هو قريب منها، بل البعيد عن محيطها، وينطبق وصف ضل الدليب على الشرطة السودانية التي تفاعلت مع كارثة زلزال تركيا وسعت للمساهمة في انقاذ الضحايا من تحت الانقاض، وذلك جهد مطلوب ومحمود بلا شك، فنجدة المنكوب واجب انساني نبيل لابد من القيام به اذا كنت تملك ما تعينه به، ولكن حين لا يتوفر هذا التفاعل والانفعال مع مواطنيك وأهل بلدك، هنا تكمن المفارقة المعيبة وتفارق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)، يحسن إليهم، وينفق عليهم، أفضل من الأجانب، والبعيدين، والشرطة السودانية حين أعلنت عن تأهب قوات الدفاع المدني، لإرسال فصيلة متخصصة، تتكون من خبراء في عمل الإنقاذ البري لتقديم يد العون والمساعدة في انتشال الجثث والبحث عن المفقودين من ضحايا الزلزال الذي ضرب دولة تركيا، وتسبب في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، تكون قد وقعت تحت طائلة الحديث الشريف والمثل السوداني، لأنها لم تكن خيرا لأهلها في هذا الخصوص، بل كانت (ضل دليب)، ترمي بمساعداتها بعيدا وتحجبها عن أهلها ومواطنيها المسؤولة عنهم بالدرجة الأساس، بل ان الناس لم يسمعوا من قبل ان الشرطة تملك مثل هؤلاء الخبراء والقوات المؤهلة تأهيلا عاليا في عمليات الانقاذ وانتشال الجثث من تحت الانقاض، ولم يسمع الناس يوما بأن هذه القوات المتخصصة، هبت لانقاذ وانتشال المئات بل الالاف من المعدنين الذين انهارت بهم الابار، بينما الان تطير الاف الاميال الى تركيا لتقديم هذه المساعدة، في الوقت الذي كان يفترض ان تكون فيه هذه القوات على اهبة الاستعداد للتعامل السريع مع أي حادث يقع في مناطق التعدين..

ويعيد صنيع الشرطة المفارق هذا للذاكرة ذات ما كان يمارسه النظام البائد، وهذا ما يؤكد انها لازالت على حالها القديم، فقد ظللنا طوال العهد البائد ، نشهد الاهتمام المتعاظم بقضايا من يهمهم أمرهم، بأكثر كثيرا مما يبذلونه من اهتمام بقضايا مواطنيهم الذين يحكمونهم، والمشكلة ليست في دعم الاخرين ومساعدتهم ان امكن، وإنما هي في الانصراف التام عن قضايا الاهل الاقربين وبعضها يكون أخطر وأجل من القضايا الاخرى التي تستحق الدعم، فليس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي بدأ الدعوة بأهله الاقربين ما يجيز مثل هذا التجاهل الذي تجده من قبلهم القضايا السودانية الصميمة، ويقفزون فوقها الى خارج الحدود الى فلسطين والشيشان والافغان والباكستان والبوسنة والهرسك وغيرها، بينما هنا بين ظهرانيهم أهل لهم في أمس الحاجة للعون والمساعدة، ويبقى أخيرا ان نقول للشرطة التي تسعى لانتشال الجثث من تحت الانقاض، ان الحي ابقى من الميت، وعليهم ان يكفوا رصاصهم عن المتظاهرين السلميين، ويمتنعوا عن ايذائهم، فالحفاظ على حياة الناس أولى من انتشال جثثهم..

صحيفة الجريدة

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى