السياسة السودانية

بخاري بشير يكتب: قبل أن يُكال علينا الرماد!!

[ad_1]

عندما كتب العقيد ابراهيم الحوري رئيس تحرير (القوات المسلحة) ان (ساعة الصفر) آتية لا محالة.. وساعة الصفر مصطلح عسكري يحدد موعد اي انقلاب، وساعة الصفر لا يعلمها الا العسكريون المشاركون فقط في الانقلاب، مثلها مثل مصطلح (كلمة السر)، وهذه تعني ان اي تحرك لعسكريين داخل وحدات وثكنات الجيش لا يسمح به الا للحافظين كلمة السر دون سواهم.
الحوري كأنه يشير الى تبدد زمن السودانيين في الخلاف السياسي والتشاكس، فقد اضاعوا (ثلاث سنوات) كما قال قائده البرهان في عيد الجيش الأخير، وهي سنوات ضاعت من عمر السودانيين بعد الجدل العقيم للسياسيين في اعقاب ثورة ديسمبر العظيمة، وضاع معها كذلك اعظم شعاراتها، وبات الشعب يرزح تحت نير ظروف اقتصادية ومجتمعية وخدمية مهلكة، وظل بلا حكومة وبلا رئيس وزراء لعام كامل.
وبالامس أعلن محمد حمدان دقلو انه اجتمع بالبرهان واقرا بتولي المدنيين مسألة ان يكون رئيس السيادي ورئيس الوزراء مدنيين ويختارهما مدنيون.. وقال حميدتي انه تعاهد مع البرهان على تنفيذ الالتزام بخروج المؤسسة العسكرية من السلطة.. وهذا ابرز ما ورد في حديث حميدتي الذي سيصبح مثار نقاش وجدل للايام القادمة.. وقال نائب السيادي انه يتطلع لتوافق (قوى الثورة) على تشكيل حكومة مدنية بالكامل لاستكمال مهام الفترة الانتقالية بما يؤسس لتحول ديمقراطي حقيقي.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المنعطف من هم (قوى الثورة) الذين اقر حميدتي بحقهم في تشكيل حكومة مدنية بالكامل لاستكمال الفترة الانتقالية؟.. لأن التعبير قد يمنح الحق لمن لا يمثلون الشعب السوداني.
واذا اقر اجتماع الرئيس ونائبه بهذا الحديث.. لماذا اصلاً الاجراءات التي تمت في (٢٥) اكتوبر الماضي، والتي سماها البرهان (اصلاحاً) ووصفها الآخرون بالانقلاب؟
هل ادرك البرهان وحميدتي بعد عشرة أشهر أن قوى الثورة هي من يحق لها تشكيل الحكومة؟ وأين بقية الكيانات الاخرى التي لا تقع تحت توصيف (قوى الثورة)؟ وهل لا تحق لها المشاركة لا في الحكم ولا في اختيار الحاكمين.
وفي تقديري ان كثرة الآليات التي تدعي الوساطة في حل ازمة السودان قد أدخلت أنفها أكثر مما يجب في الشأن السوداني، ويبدو ان (طبخة) تستوي الآن تحت النار، ولا اظن ان فيها خيراً للسودان واهله، انما فقط لاصحاب الانوف الطويلة.
المخرج الوحيد الذي نعلمه ويمنح كل ذي حق حقه، ان يتجه الجميع لانتخابات مبكرة مهما كانت ظروف الاعداد لها، واي تشكيل للحكومة دون تحديد اجل قصير وواضح لصناديق الاقتراع يكون فصلاً جديداً من فصول عدم الاستقرار.. وإذا لم يفهم البرهان ما نعني فالرماد كال حماد.

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى