السياسة السودانية

الغالي شقيفات يكتب : سيارات البوكو

[ad_1]

جاء في الأخبار أن لجنة أمن ولاية شمال دارفور، قرّرت في اجتماعه الدوري أمس منع حركة سير المركبات غير المُقنّنة والتي لا تحمل لوحات في مُختلف طرقات مدينة الفاشر والمحليات الأخرى التي تُعرف بالبوكو.

وقال مقرر لجنة الأمن مدير شرطة الولاية بالإنابة العميد شرطة “عبد الرحمن المهدي حمد”، إنّ القرار تمّ اتخاذه في اجتماع اللجنة مُؤخراً، وأوضح أنّ السُّلطات رصدت عدة بلاغات جنائية وأمنية تسبّبت بها هذه المركبات.

وأشار إلى أنّ القرار يشمل كذلك منع التظليل، بجانب منع ارتداء قناع الكدمول واستخدام السلاح إلا للأغراض الرسمية وغيرها من الظواهر السالبة، ووجد هذا القرار ارتياحاً عاماً وسط مُواطني ولاية شمال دارفور التي تشهد تفلتات أمنية وأحداث قتل بين حين وآخر، وآخرها مقتل مواطن داخل حي درجة الذي يبعد أقل من ثلاثة كيلو مترات من قيادة الجيش ومنزل الوالي ونُهبت سيارته ماركة توسان ولم يتم العثور عليها ولا على الجُناة، وهو أمرٌ مؤسفٌ يُؤكِّد عجز لجنة أمن الولاية عن حسم التفلتات الأمنية والظواهر السالبة، ثم إن منع لف الكدمول داخل المدن مطلوبٌ، لأن ليس هنالك حاجة للمدخول داخل الفاشر تحديداً، وإن كان البعض يؤرخ لظهور الكدمول في السودان بميلاد الحركات المسلحة في دارفور العام ٢٠٠٣، إلاَّ أنّ البعض يُؤكِّد أن قطّاع الطرق كانوا يستخدمونه، خاصة في طريق الكفرة – حمرة الشيخ. ويُشار إلى أن الكدمول موجودٌ في المناطق الصحراوية الشمالية من الإقليم منذ زمن بعيدٍ وينبه إلى أن الحرب الأخيرة ساعدت في انتشاره كثيراً لا سيما في جنوب دارفور.

وتعتبر كلمة كدمول حسب خبراء اللغة أنها كلمة أمازيقية، خاصة أن الكدمول يرتديه الطوارق الذين يوجدون في المناطق الصحراوية التي تمتد من جنوب دول المغرب العربي حتى شمال مالي والنيجر وبوركينافاسو.

ويغلب على (الطوارقي) وضع لثام يبلغ طوله أحياناً أربعة أو خمسة أمتار، يلفه بإحكامٍ على جميع وجهه حتى لا تظهر سوى العينين. وقد تعددت تفاسير تمسكهم باللثام، ومنها الحياء الغالب على تلك الشعوب، أو الميثولوجيا الاجتماعية، إذ يروى الطوارق أن مجموعة من الغزاة هاجمت مضاربهم عندما كان الرجال يصدون هجمة لغزاة آخرين على مضاربهم. فقامت النساء في هذه المضارب بارتداء ملابس الرجال لإخفاء أنوثتهن واعتمرن العمائم واللثام وامتشقن السيوف وبرزنَ للمهاجمين بشجاعة وبسالة، فصمدن لحين عاد الرجال فأجهزوا على الغزاة من الخلف والنساء من الأمام، فأصبح اللثام رمزاً اجتماعياً وتخليداً لذاك النصر.

وبعيداً عن التفسيرات الغريبة أو اللا منطقية، فإن العامل البيئي الصحراوي من حر في الصيف وبرد في الشتاء، لعب دوراً حاسماً في غلبة اللثام على الطوارق كسكان للصحراء. وهذا الكلام طبعاً منقولٌ وليس حديثي، وأحد منسوبي الحركات المسلحة أكّد أنّ الكدمول دخل لدارفور عبر الصراع التشادي التشادي. ويضيف أن ظهور الكدمول بشكل واضح بدأ في بداية التسعينيات مع اشتداد الصراع بين إدريس ديبي وحسين هبري، خَاصّةً في منطقة (عين سيرو) الحدودية.

ونأمل أن يتم تطبيق القرار، وأن لا يكون كقوانين الطوارئ السابقة، والمواطنون عليهم مساعدة السُّلطات في مُحاربة الظواهر السالبة وعدم استلام السيارات المشبوهة والورق الضارب، وشراء قطع الغيار من المحلات المعروفة بفواتير وختم معتمد حتى لا تكون عرضة للتساؤل.

صحيفة الصيحة

[ad_2]

مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى