السياسة السودانية

الجيش في خدمة الحركة !! (1 – 2)

الجميل الفاضل

الجميل الفاضل
بدا قادة الإنقلاب من ضباط الجيش، في غضون اليومين الماضيين تحركات أقل حذرا، تسعى لإيجاد مقاربة، تُمكَّنُ الحركة الإسلامية بزعامة علي كرتي، من الحصول على موطيء قدم أيا كانت مساحته وحجمه، على خارطة الفترة الإنتقالية المرتقبة، التي دخلت بالفعل عملية التأسيس لها المراحل النهائية تحت وطأة ضغط دولي متنوع وكثيف، إستسلم له فيما يبدو جنرالات الإنقلاب، بعد ان تعذر عليهم النجاح في مقاومته أو التحايل عليه، خاصة بعد الحرج السياسي الكبير الذي مثله إنسلاخ الرجل الثاني في الدولة عن الإنقلاب، فضلا عن ما ترتب على موقفه من إختلالات في موازين القوى، باعتبار أن الرجل قائدا لـ”قوات الدعم السريع”، ثاني أكبر قوة ضاربة بعد الجيش.
ومما يعزز فرضية دعم قادة الجيش لاستعادة الحركة الإسلامية أدوارها السياسية، سماح السلطات الإنقلابية لحركة كرتي بتدشين نشاط ذراعها السياسي “حركة المستقبل للإصلاح والتنمية” الحزب المُستنّسخ عن حزب “المؤتمر الوطني” المحظور، من قاعة الصداقة بالخرطوم الأربعاء الماضي.
فيما كشفت انباء متواترة عن لقاء ضم قائد الإنقلاب بعناصر فاعلة من حزب المؤتمر الوطني المحلول بمدينة القولد، ورجح مراقبون ان لقاءات البرهان بعناصر الحزب المحظور تأتي ضمن استراتيجية شاملة تهدف للحيلولة دون خروج الجيش من العمل السياسي، وبالتالي إنكشاف ظهر العناصر الإخوانية أمام السلطة المدنية الجديدة.
كما بدا لافتا تزامن الدعوة التي اطلقها الفريق ياسر العطا عضو المجلس الانقلابي من الخرطوم بضرورة اجراء “عمل ما” مع التيار الإسلامي، الذي وصفه بالقوي المبعدة من الثورة.
وبرر العطا وفق صحيفة “متاريس” الإلكترونية دعوته لإستصحاب الإسلاميين في المرحلة القادمة، لإبعاد التطرف وجلبهم للسير المعتدل في طريق الديمقراطية، وعدم الانقلاب عليها.
أنظر ماذا قال العطا حرفيا: “تعمل قواتكم في ترسيخ الديمقراطية مع بقية القوي السياسية النبيلة النظيفة، والقوي الإجتماعية المخلصة لوطنها، لبذر قيم التصالح الاجتماعي، والتسامي السياسي، وعمل إتفاق ما، مع القوى المبعدة بأمر الثورة من التيار الاسلامي، لإبعاد التطرف الديني، وجلبهم للطريق المعتدل للسير مع الجميع في درب الديمقراطية، وبناء الدولة المدنية لضمان ترسيخ واستدامة الديمقراطية، وعدم الإنقلاب عليها مجددا”.
وفي ذات الوقت الذي كان يتحدث فيه العطا بالخرطوم، عن ضرورة وأهمية جلب الإسلاميين الى طريق الديمقراطية، لضمان عدم إنقلابهم عليها مجددا.
قال علي كرتي بمنطقة “بدينة” بولاية الجزيرة إن ما حدث في العام 2019، ما هو الا إنقلاب ضد حكومة منتخبة قادته أحزاب تتمشدق بالديمقراطية، مشيرا الي ان تلك الأحزاب إتخذت كافة الوسائل لتشويه صورة الإسلاميين، وإنها قد أحدثت تدميرا ممنهجا لما حققته الإنقاذ، دون ان تضيف اليه.
ويعد أول ظهور علني لكرتي في لقاء جماهيري مفتوح بالجزيرة، بعد 48ساعة فقط من انعقاد مؤتمر حزبه بقاعة الصداقة، بمثابة إنطلاق لحملة دعائية، مزدوجة ومتزامنة، يقودها جناحا الحركة الإسلامية، الجناح العسكري، والجناح المدني، في ذات الوقت.
إذ يبدو أن الأمور تمضي الى الآن على الأقل، وفق ما قال به كرتي في اول ظهور اعلامي له بقناة “طيبة” في شهر مايو الماضي: “نحن في الطريق إن شاء الله الى تطبيع الأوضاع عامة، لنخرج من هذه الحالة الاستثنائية”.
تلك الحالة التي قال كرتي: “انها ستأتي بغير الأوضاع التي كانت في بدايات هذا التغيير من التنمر الذي تابعتموه جميعا، والظلم الفادح الذي وقع على الالاف، وكثير مما جري نسأل الله أن يكون قد انقضى هذا التاريخ”.
ونواصل


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى