السياسة السودانية

ماء الاعتراف يمحو دنس الاقتراف – النيلين

هل تقارن الذي أخرج أهلك وجيرانك ومعارفك وأبناء وطنك من ديارهم بغير حق
والذي نهب ممتلكاتهم وحرق ودمر مؤسسات الدولة، ودمر عاصمة بلدك.

بالذي يقاتل ويتعرض للأذى ويستشهد في كعارك دموية من أجل ايقاف جرائمهم الفظيعة التي إرتكبوها وما زالوا يرتكبوها في حق اهلك وحقك وحق الوطن؟

كيف تساوي بين الإثنين؟ وبأي منطق؟
وإذا إفترضنا ان الذي اشعل الحرب أعضاء من الحزب السياسي للنظام السابق،

وان المليشيا كما تدعي تواصل في هذه الحرب للقضاء عليهم، لماذا لا تسال نفسك: لماذا سرقوا ونهبوا بيوت المواطنيين العزل؟ ،

وما علاقة المواطنين بحرب إدعوا أنها ضد كوادر النظام السابق؟
لماذا إنتهكوا الحرمات؟
لماذا إغتصبوا الحرائر؟

لماذا إرتكبوا جرائم تصفية عرقية ضد قبيلة المساليت بدارفور؟
لماذا بشعوا بحاكم إقليم غرب دارفور؟
ولماذا نهبوا وحرقوا المصانع والأسواق والمحال التجارية والصيدليات؟

وإذا إفترضنا ان الحرب أشعلها قيادات من حزب المؤتمر الوطني المنحل؛ ما الذي يمنعك من شجب وإدانة جرائم المليشيا التي ادانتها دول ومنظمات أجنبية
مثلما تتهم وتدين الفلول؟

لماذا لا تشجبها لا كمواطن سوداني او قيادي سياسي، وإنما فقط كإنسان سوي
رأى وشاهد وسمع من مصادر دولية موثوقة جرائم شنيعة مثبتة لا حصر لها ترتكب في حق أهله، أبناء وطنه وفي حق وطنه؟
ولماذا لا تشجب إستخدامهم لمرتزقة أجانب؟

أو لرفعهم لشعار ان الحرب هى ضد *الجلابة* والشريط النيلي وأنها حرب قبائلية!
قديما قيل:
ماء الاعتراف يمحو دنس الاقتراف.
من وجهة نظري
الوطن في حاجة لجميع ابنائه بغض النظر عن إنتماءاتهم السياسية عدا الذين إرتكبوا جرائم جنائية أو انتهكوا القانون.

ولا شك ان هنالك أعضاء بقحت على قدر كبير من المسؤولية، شجبوا بشجاعة جرائم المليشيا،

وهنالك أيضا رجال نظن أنهم حريصون على إنتهاء الحرب وإستقرار الوطن وتدشين مرحلة تحول ديمقراطي حقيقي ولكنهم،

حتى اللحظة لم يعترفوا بسوء تقديرهم لمواقفهم المتعلقة من الوقوف بجانب ضحايا جرائم مليشيا الجنجويد وإدانتها وشجب ما تعرضوا له من جرائم شنيعة.

وحقيقة أرى أنه ليس هنالك ما يمنعهم من الإعتذار عن سوء التقدير والعمل مع الإخرين في إطار وطني جامع يعمل بتجرد، من أجل وضع قطار الدولة في المسار الصحيح.

إن تجربة ال 30 عاما أكدت ان الوطن في حاجة لجميع ابنائه، في حاجة للراي والراي الآخر، ومحاربة الفساد والمحسوبية.

والى، وهذه اهم الصبر على الديمقراطية القادمة، لكن لابد من الإتفاق على نظام حكم أمثل يتصف بالجراءة لوضع حل نهائي للمشكل الحقيقي المتعلق بذلك لحكم البلاد؟

وعدم الركون او إعادة إنتاج وتدوير نظام سياسي كان يتعاطي و على مدى عقود مع المشكل الرئيس بالتصدي المستمر للأعراض *symptoms* وليس مع جذور المشكل *Root Cause*

الرشيد المهدية


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى